حباً في السلطان أردوغان نمجد الاحتلال التركي

" نقلاً عن صحيفة الأولى "
لم أسمع أو أقراء أن هناك نظام أو شعب مَجَدَ مُحتل وسمح بعمل نصب تذكاري للجندي المجهول لهذا المحتل, أما في اليمن فكل شيء جائز في ضل نظام حكمنا لعقود دون مبادئ أو قواعد أو برنامج, نظام لا فلسفة يمينية أو يسارية أو حتى وسطية له .
حباً بالسلطان العثماني الجديد أردوغان قرر النظام في صنعاء قبل سنوات السماح لتركيا ببناء نصب تذكاري للجندي المجهول التركي الغازي لبلادنا, النصب التذكاري التركي يقع أمام مجمع الدفاع " العرضي " من الجهة الغربية مطل على السائلة, شيد على مساحة 2400م2 وقد بدا العمل فيه في فبراير 2010م وانتهت كافة الأعمال في اغسطس من نفس العام .
وأثناء زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داؤود أغلو لبلادنا حالياً كان من ضمن برنامجه ليوم الأحد الموافق 21 / 10 / 2012 م زيارة هذا النصب برفقة أمين العاصمة .
بدلاً من أن نبني نصباً تذكارياً يخلد ضحايا ذلك الغزو ويمجد الشهداء المعروفين والمجهولين الذين قاوموه بنيناً نصباً للغزاة .
كنت أتصور أنه بعد خروج صالح من الحكم ستتغير سياسة النظام تجاه بعض القضايا الحساسة منها على الأقل, ومنها موضوع هذا النصب التذكاري الذي يعتبر بقائه عار على كل يمني ويمنية, نصب يُمجِد من احتل اليمن لعقود ومن سبى النساء وهتك الأعراض وقتل الآلاف من ابناء هذا الشعب .
والله إنها لفضيحة سيحاسبنا التاريخ عليها جميعاً, وسيسألنا ضحايا الغزو التركي لليمن, وسيعاتبنا الشهداء والمخفيين الذين قضوا دفاعاً عن اليمن, سيقولون لنا جميعاً سحقاً لكم يا من مجدتم قاتلنا وناهبنا وهاتك عرضنا .
اذا كنا نمجد المحتل التركي ماذا سنكتب في تاريخنا عن من قاوموا ذلك الاحتلال وضحوا بأرواحهم في سبيل اخراجه من اليمن ؟
هل سنسميهم شهداء في نفس الوقت الذي نمجد قاتلهم ؟
أم سنكتب أنهم ارهابيين خرجوا على نظام الاحتلال واستحقوا مصيرهم ؟
هل يعرف من سمح بعمل هذا النصب ومن رافق الوزير التركي اليه اليوم أن هناك الآلاف من الشهداء والمخطوفين والمعوقين والمخفيين وان هناك المئات من النساء اليمنيات التي انتهكت أعراضهن على يد ذلك الاحتلال,
لو كان أحد اجداده او جداته ضحايا لتلك الحقبة هل كان سيرافق الوزير التركي ؟
نظام الا نظام الذي حكم اليمن منذ 35 عاماً ولا يزال الى الآن يحكمنا ابدع في الكثير من الخطوات بل وحقق أرقاماً قياسية متجاوزاً كرزاي أفغانستان في ارساء الوصاية على اليمن .
هل سمعتم عن نظام يمتدح الغارات الأمريكية على مواطنيه ؟
هل سمعتم عن نظام يقول السفير الأمريكي فيه أنا شريك في الحكومة ؟
هل سمعتم عن نظام يحضر السفير الأمريكي كل اجتماعاته الأمنية ويدير كل شؤونه الخاصة بما فيها هيكلة الجيش والأمن واعادة بناء عقيدتهما ؟
هل سمعتم عن نظام يصدر رئيس الدولة فيه قرار بالإفراج عن معتقل سياسي ويعترض السفير الامريكي وتنفذ ارادة السفير – موضوع عبدالالاه حيدر شائع - ؟
اذاً فلا تستغربوا اذا مجد ذلك النظام من احتل بلاده وهتك اعراض نسائه .
لكن المستغرب فعلاً هو سكوت النخبة من مثقفين وكتاب وشعراء وغيرهم عن تلك التصرفات, فهل هم موافقون عليها ؟ وهل في نظرهم ان الاحتلال التركي كان ايجابياً ليمرروا الموضوع دون أي نقد ؟

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.