الوفد اليمني الوطني يؤكد من الكويت لسفراء 18 دولة: الذهاب بمسار عسكري دون حلول سياسية يكرر السيناريو الليبي

النشاط الدبلوماسي للوفد اليمني الوطني الذي يضم حركة "أنصار الله" و"المؤتمر الشعبي" وحلفاءهم بالكويت مستمر. جديده، لقاء صباحي عُقد اليوم في فندق جميرا بين الوفد اليمني الوطني وسفراء الدول الثماني عشرة في اليمن وضمنهم سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وسفراء الدول الخليجية والاتحاد الاوروبي والمانيا، تم خلاله استعراض المرحلة التمهيدية لمفاوضات الكويت، حيث جرى تبادل وجهات النظر والتصورات المختلفة، كما نوقش مسار المشاورات وأهمية العمل على إنجاحها والخروج بحلول توافقية.
 
 
 
واستعرض الوفد الوطني اليمني مع السفراء الأوضاع الاقتصادية التي خلَّفها العدوان والقيود المفروضة على الشعب اليمني سيما ما يتعلق بعرقلة حركة السفن والتجارة ومعاملات البنك المركزي اليمني، فشدّد على ضرورة الوقف الحقيقي لإطلاق النار وكافة الأعمال العسكرية، وأكد أن الوضع في اليمن يحتاج الى حل سياسي عاجل، وقال "علينا ألّا نغفل عن الوضع الاقتصادي والأمني"، مذكّرًا بأن "الوضع السياسي قبل الحرب لم يكن مستقرًا، وأن اليمن محكوم بالتوافق"، وطالب بـ"عودة التوافق الى مجراه الصحيح"، معربًا عن اعتقاده بأن "الذهاب بمسار عسكري دون حلول سياسية سيكرر السيناريو الليبي في اليمن".
 
الوفد الوطني أكد أنه بعد عام وشهر من الحرب لا يمكن التسليم بشرعية الطرف الاخر بخصوص السلاح وبقية الخطوات الإجرائية، معتبرًا أن "تشكيل حكومة انتقالية تشاركية ليس معقدًا، ويمكن أن نتفق عليه من حيث المبدأ. كما أبدى استعداده لتقديم ضمانات بخصوص الإجراءات الأمنية، وقال "نحن لا نريد العودة من الكويت إلّا بحل واضح وشامل وعادل ونطالب بأن يشمل الحل السياسي جميع أرجاء اليمن من حضرموت الى صعدة".
 
الناطق باسم "أنصار الله" محمد عبد السلام تحدّث عن أبرز العراقيل التي تعتبر عائقًا حقيقيًا لمسار المفاوضات السياسية، مؤكداً ضرورة العودة الى مسار التوافق السياسي لإدارة المرحلة وفق المرجعيات المعروفة.
 
وفيما يخصّ موضوع السلاح، أكد عبد السلام استحالة نقاش هذه القضية دون حل سياسي شامل، مشددًا على" أننا نريد حلولا شاملة وليس مجتزأة"، ولفت الى أن "الجميع يريد دولة عادلة ثمثل حاضنة للجميع وتكون وحدها المعنية بالسلاح وغيرها من القضايا الإجرائية الاخرى"، مشيرًا الى أن "التفاهمات الحدودية المباشرة مع الجانب السعودي تأتي في اطار دعم العملية السياسية ووقف شامل للحرب".
من جهته، قال رئيس وفد المؤتمر الشعبي عارف الزوكا "إننا لم نأتِ إلّا من أجل السلام ونحمل حسن النوايا.. نحن وأنصار الله وشركاؤنا في الوفد الوطني وتأخرنا لم يكن إلّا من أجل إنجاح هذه المفاوضات لمعرفتنا انها فرصة تاريخية".
 
في المقابل، شكر السفراء الثمانية عشر الكويت على دورها، وحثوا المتفاوضين من الطرفين على عدم مغادرة الكويت قبل إنجاز حلول.
 
وخلال جلسة النقاش المطولة، لفت بعض المتحدثين من أعضاء الوفد اليمني الوطني الى أن دور بعض الدول ممن يشارك سفراؤها في هذا الاجتماع كان سلبيًا، وأن التدخل الخارجي عقّد الوضع في اليمن.
 
هذا وعقد أعضاء الوفد لقاءين منفصلين ليل أمس، الأول مع السفير الصيني لدى اليمن اتسم بمستوى عالٍ من الإيجابية، والثاني مع مسؤول دائرة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الألمانية بحضور السفير الالماني لدى اليمن. وناقش الطرفان سير المرحلة التمهيدية للمفاوضات، كما تم تبادل وجهات النظر حول الأوضاع باليمن وسبل انجاح المشاورات.
 
 
وعبّر السفير الصيني عن سعادته للقاء وفد "أنصار الله"، واصفًا الحركة بـ"القوة السياسية الكبيرة في اليمن"، محمّلًا إياها تحياته لقائدها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي. كما عبر عن امتنانه للجيش اليمني واللجان الشعبية، معتبرًا أنهم أمنوا حمايته وقاموا بحماية السفارة الصينية في صنعاء.
 
وأبدى السفير الصيني كبير احترامه وتقديره للشعب اليمني ورئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي الذي وصفه بالصديق، مشيرًا الى أن بلاده تشارك الشعب اليمني معاناته بسبب الحرب، مبديًا استعدادها لتقديم المساعدات والاسهام في بناء ما دمرته الحرب.
 
وكرّر السفير الصيني دعم بلاده للحل السياسي في اليمن وإيقاف ما أسماها الاعمال العسكرية.
 
ميدانيًّا، انفجرت سيارة مفخخة في حي التواهي استهدفت منزل مدير أمن محافظة عدن "شلال شايع"، فيما واصل مرتزقة العدوان السعودي خروقاتهم بقصف مواقع الجيش واللجان في منطقة العرفاف ومريس بمحافظة الضالع ومديرية الوازعية بتعز ونهم، كما قصفوا منطقة الخيضر وشميس وحيد بن عقيل بمديرية عسيلان بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
 
وحلّق طيران العدوان السعودي فوق المديريات الغربية لمحافظة صعدة.