جامعة صنعاء.. فوزي الصغير يقطع دابر السوء ويعد بقادم أفضل

عجزوا عن دخول العاصمة صنعاء عسكرياً، والنيل منها بعد مرور أكثر من عام على العدوان الذي أوكلوا مهمة قيادته إلى السعودية, فحاولوا نشر الفوضى وزعزعة الأمن فيها بطرق شتى، لعل آخرها السعي لإيقاف العملية التعليمية بجامعة صنعاء، وتحويلها إلى ساحة صراع سياسي قد ينتقل إلى شوارع العاصمة وضواحيها.

 

شهدت جامعة صنعاء منذ بداية العدوان محاولات عدة لعرقلة سير العملية التعليمية عبر الإضرابات المتعددة التي يعلنها مرتزقة العدوان بين الحين والآخر في الجامعة, ومؤخراً أعلنت ما تسميان نقابتي الموظفين وهيئة التدريس الإضراب عن العمل بمبررات واهية، أهمها الاعتراض على القرارات التي أصدرتها وزارة التعليم العالي، والقاضية بإقالة رئيس الجامعة وعدد من نوابه وبعض عمداء الكليات على خلفية قضايا فساد إداري ومالي أُثبتت عليهم.

 

ويقول الدكتور عبدالله الشامي، نائب وزير التعليم العالي المكلف بأعمال الوزارة، إنه (تم تغيير رئيس الجامعة بعد أن فشل في تنفيذ الإصلاحات التي تم الاتفاق عليها, وعرقلته لمصفوفة الإصلاحات، من بينها عدم الالتزام بتغيير بعض العمداء، والذي يأتي في سياق التدوير الوظيفي لمن انتهت فترة عمادته، وتجاوزت الأربع سنوات). موضحاً أن معيار النزاهة والكفاءة كان هو المعيار الأساسي لاختيار رئيس الجامعة والعمداء الجدد.

 

من جانبه، يوضح رئيس الجامعة الجديد الدكتور فوزي الصغير، أن من أهم المشاكل التي أدت إلى صدور قرارات إقالة بحق الرئاسة السابقة، هو الإهدار المالي وعدم الرقابة، مشيراً إلى أن الملتقى الأكاديمي لأنصار الله الذي يرأسه سعى إلى تصحيح مسار التعليم في الجامعة بالتعاون مع الرئاسة القديمة، عن طريق وضع مصفوفة تحتوي على إصلاحات كثيرة لجوانب مختلفة في الجامعة، أهمها الجوانب المالية ومشكلة الإهدار المالي التي تعد من أكبر المشاكل التي تواجهها الجامعة، حيث يتم إهدار مبالغ طائلة خاصة في بند المكافآت الذي لا ينطبق مع لائحة تنظيم العمل بالجامعة, كان هناك تهرب وتحفظ من قبل رئاسة الجامعة آنذاك.

وبحسب فوزي الصغير، فإن المصفوفة تهدف إلى تنظيم العمل داخل الجامعة على عدة مراحل، تبدأ بترشيد الإنفاق والتحكم في جوانب الإيرادات وصرفها, تليها عملية إصلاح للجانب الخاص بشؤون الطلاب, ثم الجانب الصحي، وجانب سكن الطلاب.

 

وأوضح الصغير أن الرئاسة الجديدة للجامعة بدأت بتنفيذ مصفوفة الإصلاحات بأخذ كل جوانب العمل الإداري في الجامعة، مثل الهيكل التنظيمي للجامعة, وبيانات الموظفين, ثم بيانات الأكاديميين, ومن ثم الطلاب، لتتمكن من تنفيذ الإصلاحات الموجودة في المصفوفة، منوهاً إلى أن الهيكل التنظيمي للجامعة غير منظم وغير مفعل منذ أعوام.

 

أمام هذه الإجراءات والوعود التي يدلي بها رئيس الجامعة، يستبشر الطلاب خيراً برئاسة الجامعة، ولعلهم قد تلمسوا بعضاً من حسناتها المتمثلة في إعادة العملية التعليمية ورفع الإضراب، تقول الطالبة رحاب السقاف: (نحن الطلاب لا نريد أن تتعرقل دراستنا لمجرد تغيير شخصية رئيس جامعة أو عميد كلية، فدراستنا أملنا المضيء في بلد معتم، نريد أن ندرس بانتظام كان من كان عميداً، واﻹضراب الذي اتجه إليه بعض الدكاترة لا يساعد في سير عمليتنا التعليمية، ودراستنا ليست معلقة بدكتور أو عميد، نريد أن يحرص الجميع على مصلحة الطالب فقط، وحتماً مصلحتنا في سير العملية التعليمية رغم الظروف).

 

 

فيما يقول الطالب عبدالقادر بشر: (إن التغيير إيجابي بشكل كبير، حيث إنه خلص جامعة صنعاء من الارتهان لجماعة الرياض، الذين بذلوا جل جهودهم لإعاقة سير العملية التعليمية، تنفيذاً لأجندة العدوان الذي يهدف الى تدمير كل شيء في بلادنا، فأية منشأة أو مؤسسة لم يطلها القصف، فإنها تتعرض لمثل تلك الجهود التي كانت تقوم بها نقابة التدريس في سبيل جعلها ورقة ضغط بيد العدوان، فضلاً عن أن هذه التغييرات هي أكاديمية بحتة، نأمل أن تحقق إنجازات ملموسة من أجل تحسين وضع التعليم الجامعي، والاستجابة للمطالب التي ناضل من أجلها الكثيرون طيلة الفترة الماضية، ولعل أبرزها مجانية التعليم الجامعي، وإلغاء نظام الموازي والنفقة الخاصة التي ترهق الطلاب كثيراً، بينما تتكدس عائدات ذلك في جيوب ثلة فاسدة).

 

زيادة على الإجراءات التي اتخذتها رئاسة الجامعة في سبيل إعادة سير العملية التعليمية، لايزال في جعبة رئيس الجامعة الكثير من المبشرات بوضع تعليمي أفضل، إذ يعد بأنه سيعمل على أن يكون هنالك انتظام واستقرار في العملية التعليمية، وتوفير مبنى جديد لكلية الإعلام يليق بطلابها ويلبي احتياجاتهم.

_____________________________

للإشتراك في قناة الرابط تيليجرام على الرابط التالي :
http://telegram.me/thelinkyemen