وفود دولية في صنعاء لدعم انتخابات تفتقر المنافسة

تشهد صنعاء حراكا دبلوماسيا غربيا نشطاً قبل ايام من موعد الانتخابات الرئاسية المقررة الثلاثاء، وفقا للمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية الموقعة في الرياض في نوفمبر الماضي.
ووصل صنعاء اليوم مساعد الرئيس الأمريكي ونائب مستشار الأمن القومي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الارهاب جون بيرنان، ومبعوث الامين العام للامم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، بعد يومين فقط من زيارة مسؤول رفيع في الخارجية الروسية..
وذكرت وكالة الانباء اليمنية سبأ ان نائب الرئيس، والمرشح الوحيد للانتخابات عبدربه منصور هادي تسلم رسالة خطية من الرئيس الامريكي باراك اوباما خلال لقائه برينان، تضمنت تأكيد الولايات المتحدة الوقوف إلى جانب اليمن حتى خروجه من الظروف الصعبة و الأزمة الراهنة وبلوغ كامل أهداف المرحلة الانتقالية.
وذكرت الوكالة ان اوباما أثنى على دور هادي خلال المرحلة الماضية، معبرا عن امله بخروج اليمن الى افاق الاصلاحات والحوار الشامل الذي ستنضوي فيه كافة اطياف وعناصر المجتمع اليمني دون استثناء او خطوط حمراء.
وأكد مساعد الرئيس الأمريكي أن هادي يحظى بثقة إقليمية ودولية مشيرا ان الرئيس اوباما يتطلع لتهنئة الرئيس المنتخب بصفة شخصية، مع التأكيد على وتقديم كافة أشكال الدعم والمساعدة لاخراج اليمن الى مستقبل أفضل ومتطور ولولوج مرحلة تاريخية قوامها العدل والمساواة ومراعاة حقوق الإنسان .
من جهته عبر هادي عن تقديره للدعم الأمريكي لليمن، مشيرا ان الطريق الذي سلكته اليمن "كان الوحيد نحو السلام والوفاق، أو الذهاب إلى الاقتتال والنتائج التى لا تحمد عقباها"، مشيرا ان اليمن تواجه تحديات كبيرة ومتعددة، أبرزها العمل على استعادة الامن والاستقرار، ومواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية والسياسية.
كما استقبل هادي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر الذي يتابع مسار التسوية السياسية في اليمن، ويرفع تقارير شهرية عن الأوضاع فيها لمجلس الأمن الدولي..
وقال بن عمر إن الامم المتحدة تتابع باهتمام الانتخابات الرئاسية المبكرة داعياً جميع اليمنيين للمشاركة فيها.
وأصدر مجلس الامن الدولي في اكتوبر الماضي قرارا حول اليمن، ادان استمرار انتهاكات حقوق الإنسان من قبل السلطات اليمنية، وأكد على وجوب محاسبة المسئولين عن أعمال العنف وانتهاكات حقوق الانسان، كما أبدى تأييده للتسوية السياسية التي رعتها دول الخليج لحل الازمة.
وينقسم اليمنيون بين مؤيد ومقاطع للانتخابات الرئاسية التي يخوضها مرشح توافقي واحد، ويعتبرها المؤيدون بمثابة استفتاء على اسقاط نظام صالح، واضفاء شرعية شعبية للرئيس الجديد، الذي بات معلومات بالضرورة انه الرئيس القادم. في حين يعتبر المعارضون للانتخابات انها شكلية وتسيء للعمل الديمقراطي، فضلا عن كونها التفافاً على مطالب الثورة الشعبية في اليمن باعادة انتاج نظام صالح بصورة اخرى، فضلا عن رؤية البعض للمبادرة الخليجية بأنها تكرس الوصاية الخارجية على القرار اليمني.
ويعارض فصيل مهم من شباب الثورة المبادرة الخليجية بشكل قاطع خصوصا انها منحت صالح واركان حكمه حصانة من الملاحقة القضائية عن الجرائم التي ارتكبت خلال فترة حكمه، وهو البند الذي قوبل باستهجان واسع من قبل شباب الثورة ومنظمات حقوقية دولية ومحلية وابرزها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة.
ويبذل سفراء اوروبيون مساع حثيثة لاقناع الاطراف التي اعلنت مقاطعة الانتخابات بأهمية المشاركة، وفي مقدمتها جماعة الحوثي والحراك الجنوبي، الذين يلتزمون خيار المقاطعة.
وزارت صنعاء خلال الاسبوعين الماضيين وفود روسية وبريطانية وامريكية واخرى تابعة لمنظمات ووكالات دولية مانحة لتحفيز العملية السياسية وفقا للمبادرة الخليجية.
وتشهد البلاد حالة انفلات امني واسع النطاق في عدد من المدن اليمنية، فيما لا زال المواطنون يعانون انقطاعا شبه كلي للكهرباء والمياه، وارتفاع اسعار المشتقات النفطية، وانعدام مادة الديزل.
وقتل الاربعاء الماضي ثلاثة مسؤولين في لجان الانتخابات بمحافظة البيضاء، وجندي ونجل احد المسؤولين برصاص مجهولين، بعد ساعات فقط من هجوم بسيارة مفخخة على نقطة تفتيش عسكرية قرب محافظة مأرب خلف ستة جرحى من الجنود ومقتل منفذ العملية.
ويبدو المشهد اليمني ضبابيا في ظل الاوضاع الامنية والاقتصادية المتدهورة ، وفي ظل انتخابات مثيرة للجدل، وستكون الايام القادمة هي الاكثر حرجا في مسار التسوية السياسية في اليمن، وستكون حاسمة في تقرير مستقبل الثورة اليمنية..