مسقط ترحب بإنفصال بريطانيا عن الإتحاد الأوروبي

لسنوات طوال التزمت سلطنة عمان سياسة النأي بالنفس، عن قرارات مجلس التعاون الخليجي، الدولة الخليجية التي تعمد الى التفرّد بقراراتها، عن نظرائها داخل المجلس، حاولت الوقوف على الحياد في العديد من القضايا الاقليمية، وابراز نفسها كلاعب اقليمي يعمل على التوافق…

المواقف المتتالية للسلطنة أظهرتها وكأنها ترغب بالانفصال عن المجلس، ما يقوّي هذه الاحتمالية، ترحيب للسلطنة بانفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي.

مراقبون رأوا ان رغبة مسقط بالتفلّت من الالتزام بما تريده الدول الخليجية مجتمعة، تكبر يوما تلو الاخر، وتتكشف للعلن، من خلال ثناءها على انفصال بريطانيا، واعلانها احترامها لإرادة الشعب البريطاني في التصويت لخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي خلال الاستفتاء الشعبي.
ا
لناطق الرسمي لوزارة خارجية السلطنة قال” إن سلطنة عُمان تعرب عن ثقتها في استمرار بريطانيا في أداء دورها البناء على الساحة الدولية وبما يخدم دعائم الأمن والسلم والاستقرار ويعزز من دوافع النمو الاقتصادي والرفاهية، وهي تؤكد في الوقت نفسه علاقات الصداقة التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين والتعاون الثنائي القائم في مختلف المجالات ذات الاهتمام المتبادل والمصالح المشتركة”.

وزارة الخارجية، في تغريدة عبر تويتر اعتبرت ان “الشعب البريطاني اتخذ قرارا شجاعا تاريخيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي.. واضافت ان هذا الخيار يفسره البعض كرد فعل حازم تجاه بعض سياسات المفوضية الأوروبية”.

تغريدة السلطنة، أثارت جدلا واسعا على موقع التواصل الاجتماعي، خصوصا مع رد نائب رئيس مجلس الشورى العماني السابق على تغريدة الخارجية، ودعوته بلاده للخروج من مجلس التعاون الخليجي، فيما كتب إسحاق سالم السياب في رده: “أتمنى أن تأخذ مثله سلطنة عُمان للخروج من مجلس التعاون الخليجي”.

متابعون، اشاروا الى تغيب مسقط عن بعض القمم الخليجية، فضلاً عن اتخاذها موقفاً محايداً من الحرب العدوانية على اليمن اذ لم تشارك عسكريا في هذا العدوان، كما عملت من اجل التوسط بين الاطراف اليمنية تمهيدا لدفعهم نحو خيار المفاوضات.

أضف الى ذلك، مواقف مسقط من ايران والحرب في سوريا، وهي مواقف تخالف نظرائها في الخليج. فهل تفعلها مسقط، وتدق مسمارا في نعش مجلس التعاون الخليجي؟