إمتنان لالجي تسرد قصة اعتقال شقيقها عبدالكريم لالجي والوعود بالافراج عنه تعتقل هي الأخرى ..

الحق نت : محمد عبدالقدوس الشرعي

تسرد امتنان لالجي شقيقة المعتقل عبدالكريم اللالجي المتهم سياسيا بالتجسس لايران والمحكوم بالاعدام،عن ظروف اعتقال شقيقها وعن المعاناة التي يواجهونها في رحلتهم لكشف الحقيقة والافراج عن شقيقها وعن الوعود التي تقطع لهم بالافراج عنه ثم لا يتم تنفيذها.
الحق نت ينشر ما كتبته امتنان لالجي في السطور التالية :
انا إمتنان لالجي شقيقة عبدالكريم لالجي
جلست اليوم أمام شاشة الكمبيوتر و شعور ما ألح علي أن أكتب ماحدث لاخي  بالتفاصيل التي اتذكرها من ذالك اليوم المشؤم كما اسميه حتى هذا اليوم...
كان التأريخ 9 يونيو 2008عندما كنت أحضر لعمل ما في المدرسة و اذا بكوب الشاي يسقط من يدي بصورة مفاجاءة و لحقها شعور سلبي مريب شعرت و كأن مستجد سيء سيحدث في صبيحة ذالك اليوم وسيؤثر على حياتي وسيقلبها راساً على عقب...
بعد الانتهاء من العمل في المدرسة حان موعد الرجوع إلى البيت و طوال الطريق و أنا قلقة و أشعر بعدم الطمأنينة ....
وصل الباص الى امام منزلنا و لم أرى شيء لا أدري كنت منشغلة وقلقة جدا وإذا بي اسمع صاحب الباص الذي نعتبره أخ لنا يقول : خير استاذة مالذي يحدث هل تعرض منزلكم للسرقة ؟؟؟
فقلت:لماذا؟؟
قال :هناك عسكر بجانب  البيت وفعلاً التفت لأجد سيارتان بجانب البيت ...
ونزلت من فوق الباص وانا خائفة واقتربت من البيت ووجدت جنديان يقفان بالقرب من باب المنزل فسألتهم : ماذا هنالك؟؟
لم يردا على سؤالي سوى بأدخولي و أمك ستخبرك بما حصل!!!
فدخلت الى المنزل والخوف يزداد بداخلي فوجدت أمي تبكي و تقول :" لقد حضروا ليقبضوا على أخوكي!!
قلت لها: لا لماذا ماذا فعل؟؟
قالت: لا أعرف!!
ومن ثم صعدت الى الطابق العلولي لأرى مجموعة من الجنود لم اتذكر عددهم بالضبط و كان هناك ايضا فتاتان تقومان بتفتيش كل الغرف و الأوراق وبعد ان انتهوا من تفتيش كل الغرف التفتت الي احد الفتاتين وارادت ان تقوم بتفتيشي ...فرفضت وقلت لها: لن تفتشيني في منزلنا و فعلا لم تفتشني
وكان اطفال اخي عبدالكريم موجودين واصيبوا بالرعب الشديد فنظرت الى الجنودوقلت لهم: أهكذا تخيفوا الأطفال! فنهضت واخذت الاطفال الى الاسفل....
وبعد قليل من نزولي اذا بالجميع  ينزلوا  مع اخي عبدالكريم وهم ممسكون به بطريقة غريبة وكأنه مجرم!!
واثناء اخذه هتفت ابنته الوسطى التي لايتجاوز عمرها الاربع سنوات وقالت: بابا لا تروحش معهم هؤلاء سيضروك" انه مجرد شعور طفلة ولكنه في محلة وهومؤلم ...
أخذوه و لم يرجعوه على امل ارجاعه كل يوم ليوم كل يوم ليوم حتى سمعنا انهم اخذوهم إلى صنعاء و اتذكر جيدا احد اصدقاء العائلة
قال: " سيلبسوهم الطاقية" ومن هنا بدأ مسلسل المعاناة حيث كانت تردنا اخبار عن اخفاء قسري اخبار عن تعذيب اخبار عن خلايا و عناكب و قعاميص @_@
سمعت عن اماكن لم اكن اعرف عنها نهائياً ... امن ___ و امن ___ و امن ____ و امنت بالله العلي العظيم -_- ....
وبعد مرور 10اشهر ونحن منتظرين للعله يعود  وبعد الانتظار الطويل فوجئنا بأُصدر الحكم الأول و لن أنسى الشعور المؤلم الذي يشعر به العزيز يتم اهانته و الله لا يهين عزيز وايضا لن انسئ ذالك اليوم الذي نقلوا فيه حكم الاعدام عبر قناة الجزيرة وكانوا يتهموه بأبشع التهم...
ومرت سنة و قلنا عساه الفرج يكون قريبا بسبب الوعود و العهود و المناشدات التي لم تتوقف و المساعي الحثيثة  من احرار و شرفاء عدن و صنعاء و كل من يعرفنا و يعرف اسرتنا ... وبعد ان كثرت الوعود وطال امدها
وللمرة الثانية حصل لي احباط وكل الوعود كانت على مبداء "اعترفتم و شنخارجكم" و ما أجملها من مخارجة للروح و العمر!!!.. وكذالك للمرة الثالثة وبعد الياس حصلي احساس ثابت وشعور بلا شعور نوع من التبلد  و بسبب الثورة و ما لحقها توقف كل شيء وظل اخي مرمي في السجن دون أي ذنب...
اما البقية فبدأناها معكم و بكم أيها الاحرار الشرفاء ومتمثلة بإبنة الشهيد الأبية (( علياء فيصل الشعبي))
امتنان لالجي تسرد قصة اعتقال شقيقها عبدالكريم اللالجي والوعود بالافراج عنه تعتقل هي الأخرى .
أنا كشقيقة لعبدالكريم لالجي و انسانة لا أتمنى غير ان يتم تحريره و قد حُرم من الحريةطوال 4 سنوات و امتهنت فيها انسانيته و كرامته و هو من عُرف بالكرم و حسن الخُلق و الطيب ...
وفي الاخير أطلب من رئيس الجمهورية \ عبد ربه منصور أن يرجعه لنا سالم غانم لأن الظلم ظلمات يوم القيامة ... و كفانا ظلمو كلنا نعاني .. و اليوم عبدالكريم و بكرة غير عبدالكريم ... و لهذا كلنا عبدالكريم .. كلنا هاني دين الحرية لعبدالكريم .... الحرية لهاني دين ... الحرية للمعتقلين
العدالة ثم العدالة ثم العدالة ...
واما عن زوجة السجين السياسي عبدالكريم لالجي فتختصر كلامها وترسل مناشدة تختصر الكثير من الكلام حيث بعثت بنسخة من المناشدة الى رئيس الاتحاد الاوربي وللرئيس الجمهورية ولكافة المنظامات وللمجتمع اليمني قائلة:
تحية طيبة ،،
الموضوع / زوجي المسجون – عبدالكريم علي عبدالكريم لالجي المحكوم عليه بالإعدام.
أكتب إليكم هذه السطور ملتمسة منكم تدخلكم الكريم لإنقاذ حياة زوجي
المذكور الذي هو ضحية حكم سياسي من الدرجة الأولى، حيث تتلخص وقائع قضيته
في الآتي:-
(1) زوجي رجل في مقتبل العمر ويمارس عمل تجاري بسيط بالشراكة مع أخيه وأبناء عمه في مطبعة أسسها جدهم/ عبدالكريم علي بهاي لالجي في عدن والمشهورة بمطبعة الحظ، وبسبب طموحه في تأسيس كيان تجاري مستقل بدأ في عمل تجاري وتحصل على وكالة لأحدى الشركات الإيرانية في مجال المقاولات وقد استغلت سلطات الأمناليمنية هذا التوكيل وسخرته في تلفيق تهمة سياسية ضد زوجي، تهمة لا تخطر على البال ولا يصدقه العقل ولا المنطق، ألا وهي تهمة التخابر لصالح دولة أجنبية ـ”إيران”.
(2) في منتصف 2008م قام أحد الموظفين باختلاس مبلغا من المال من المطبعة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاهه فكان رد فعله أنه أبلغ الجهات الأمنية بوجود تعامل بين المطبعة وبين الحوثيين في صعدة (شمال اليمن) وأن زوجي يقوم بجمع التبرعات لدعم حركة الحوثيين، فتم احتجاز زوجي وأخيه وابن عمه وصهره مع اثنان آخران كانا على علاقة عمل مع المطبعة والتحقيق معهم، إلا أنه ثبت عدم صحة البلاغ، وبسبب أن القائمين على جهاز أمن القومي في صنعاء لم يقتنعوا بذلك ولنشوب حربا بين القوات الحكومية ومسلحي حركة الحوثي في صعدة تم ترحيلهم جميعا إلى صنعاء وظلوا لقرابة شهر ونيف محتجزين ومخفيين حتى بداية أغسطس 2008م.
(3) في 4 أغسطس 2008م تم عرض زوجي على النيابة الجزائية التخصصية – بصنعاء، وتم التحقيق معه صوريا بتهمة التخابر مع دولة أجنبية وأجبر على توقيع على محاضر معدة مسبقا وبعد تثبيت التهمة ضده تحت الضغط والتهديد بإدراج أخيه وابن عمه وصهره ضمن الإتهام.
(4) في 10 أغسطس 2008م بعد استكمال الإجراءات الشكلية من قبل النيابة المذكورة مع أخيه وإبن عمه وصهره قررت النيابة المذكورة الإفراج عنهم، بعد حصولها على توقيعات زوجي على محاضر الاعتراف.
(5) خلال المحاكمة تقدم محامي الدفاع بكل ما يثبت أن زوجي تعرض للتعذيب والإكراه من قبل القائمين على الأمن القومي للاعتراف بما ورد في محاضرها، وأنه حتى ساعة إحالته إلى النيابة المذكورة كان زوجي تحت طائلة التهديد من الأمن القومي والذي يتلخص في أن أقاربه الثلاثة الذين كانوا محتجزين معه (أخيه وابن عمه وصهره) لازالوا بأيديهم وأي تغيير أو تعديل لأقواله أو اعترافاته سيجدهم بجانبه في التهمة المقر بها من قبله عنوة، وتقدم محامي الدفاع للمحكمة بالدليل على ذلك بأن قرار الإفراج عن أقربائه الثلاثة تم بعد الانتهاء من التحقيق معه مباشرة بعد خمسة أيام.
(6) لم تأخذ المحكمة بكل تلك الإثباتات لكون المحاكمة كانت محاكمة سياسية بحثه، وحكمت عليه وعلى أحد زملائه بالإعدام وأخلي سبيل الثالث فقط لبيان أن المحاكمة كانت محاكمة عادلة.
(7) تم إستئناف الحكم أمام المحكمة الجزائية الإستئنافية التخصصية – صنعاء، إلا أن الحكم جاء مؤيدا للحكم الابتدائي بالرغم من ثبوت قضائيا أن زوجي تعرض للتعذيب وأن محاضر التحقيق جاءت تواريخها إما غير مثبتة ومفبركة أو سابقة لتاريخ الاحتجاز، وأن الأحكام الجنائية تبنى على الجزم واليقين وليس على الظن والتخمين، فتم أيضا الطعن فيه أمام المحكمة العليا للجمهورية – صنعاء وتوضيح ما سبق ثبوته أمام المحكمة الإستئنافية، ولكن المحكمة العليا للجمهورية أيضا خيبت آمالنا في عدالتها و النظر في الموضوع بعين الحيادية وقضت بتأييد الحكم القاضي بإعدام زوجي وزميله الآخر.
(8) أنني إذ أتقدم إليكم بمناشدتي هذه بالتدخل وإنقاذ زوجي البريء من ما نسب إليه من اتهام زائف والحكم الغير عادل والعمل على إيقافه والإفراج عنه رأفة بأولادنا الثلاثة القصر (1) زينب، 11 سنة، (2) شيرين 8 سنوات، و(3) علي 5 سنوات، والذين لهم أربعة سنوات محرمون من أبيهم وأصبحوا يعيشون كابوسا مخيفا في مقتبل أعمارهم، فنحن ليس لنا سوى الله الخالق ومن ثم أنتم الذين نتعشم منكم إيقاف تنفيذ هذا الحكم الجائر.
ولكم منا خالص الاحترام والتقدير.
زوجة السجين المحكوم عليه بالإعدام
عبدالكريم علي عبدالكريم علي لالجي