لنعد إلى القرآن الكريم عندما نراه يتحدث كثيراً عن اليهود، وعن خطورتهم البالغة

لنعد إلى القرآن الكريم عندما نراه يتحدث كثيراً عن اليهود، وعن خطورتهم البالغة

 

ولنعد إلى القضية نفسها, قضية اليهود.. وقد سمعنا من الإخوة الأعزاء الذين سبقوني بالحديث حول اليهود الكثير.

 

عندما نعود – أيها الإخوة – إلى القرآن الكريم, إلى كتاب الله الذي نزله من يعلم السر في السماوات والأرض نرى فيه أنه عرض كثيراً من أخبار اليهود، عرض كثيراً مما يكشف واقعهم، مما يكشف واقعهم، و وغيرها من السور، وخاصة و مليئة بالحديث عن اليهود، مليئة بالحديث عن اليهود، واليهود لا شك, بنو إسرائيل في تاريخهم عبر ودروس كثيرة جداً فيما ذكره القرآن عنهم, دروس وعبر مهمة جداً جداً، ولكن الشيء الذي يؤسف له أننا نأخذ مما عرضه القرآن عن بني إسرائيل جانباً واحداً فقط هو فهمنا أن هذه الآيات عبارة عن آيات تهاجم هذه الطائفة، وتبرزها كطائفة مجرمة، ولا أقل ولا أكثر من ذلك.

 

فعلاً القرآن تحدث عن بني إسرائيل حديثاً متنوعاً، يذكر فيه أنه فضلهم على العالمين، يطلب منهم أن يذكروا نعمه التي أنعم بها عليهم، ومنها: {وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} (البقرة: من الآية47) هذه واحدة.

 

ثم وهو يتحدث, ويعرض النعم التي أنعم بها عليهم, والرعاية التي منحهم إياها في أيام فرعون ومن بعد فرعون, وفي مختلف الأزمنة, رعاية عجيبة, رعاية عجيبة.. يلعن الكافرين منهم، يلعن المتمردين منهم، يلعن الذين لم يستجيبوا، لم يلتزموا بكتبه السماوية التي أنزلها إلى الأنبياء منهم، ويدعوهم في نفس الوقت إلى الإيمان برسول الله (صلوات الله وسلامه عليه)، بل يعتبر أنه يجب أن يكونوا هم أول من يؤمن بمحمد (صلوات الله عليه)، وأن يكونوا هم أول من يؤمن بالقرآن الذي هو مصدق لما معهم من الكتب السماوية.

 

دمج بين الحديث عن مساوئهم وبين الحديث عما منحهم من الرعاية الكبيرة، وبين الحديث عما برز في تاريخهم من صفحات مشرقة, دمجه بضرورة أن يستجيبوا لهذا النبي الذي أرسله إلى العالمين جميعاً محمد (صلوات الله وسلامه عليه)، وقال عنهم: {وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ}(البقرة: من الآية41) لا ينبغي لمثلكم أن يكون أول كافر به.

 

نحن قد نسيء فهم المسألة فعندما نقرأ القرآن, ونراه يتحدث بأنه فضل هؤلاء على العالمين، وأنه منحهم من الرعاية الكثير الكثير: في صحراء سيناء, يوم تاهوا, أظلهم بالغمام، وأنزل عليهم المنّ والسلوى، عندما تمردوا نَتَقَ الجبل، رفع جبل الطور فوقهم، ثم عاد إلى مكانه ولم ين‍زل عليهم، لم يحصل أن استؤصلوا بعذاب كما تُستأصل الأمم الأخرى.

 

عندما نأتي إلى قضية اليهود في القرآن الكريم ونأخذ منها فقط سوء اليهود, سوء اليهود فقط سنسيء فهم القضية، ثم نفقد كثيراً من الدروس في ما عرضه الله من حديث عن بني إسرائيل. أول سؤال: أنت تريد أن تقدم لنا هؤلاء على أنهم هم شر البرية، وأنهم رجس، وأنهم أصل سيئ دنيء, وأنت في نفس الوقت قلت أنك فضلتهم على العالمين، وأنك منحتهم من الرعاية طول تاريخهم ما منحته، فكيف تُفضل وتَمنح من هم رجس, من هم خبثاء في أصلهم؟.

 

هل يمكن هذا بالنسبة لله تعالى؟ هل يمكن هذا بالنسبة لله؟ إن الله فعلاً فضل بني إسرائيل، اصطفى آل إبراهيم جميعاً على العالمين {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ} (آل عمران: من الآية34)، وفي نفس التفضيل دروس: أن هؤلاء الذين فضلهم على الرغم من أنه فضلهم إذا لم يلتزموا، إذا لم يتمسكوا، إذا لم يستجيبوا سيلعنهم، سيلعنهم، وسيمسخ منهم قردة وخنازير، وسيلعنهم على ألسن أنبيائه. وفعلاً هذا ما حصل بالنسبة لمن كفر منهم، لمن تمرد، لمن عاند.. إلى آخر ما قال عنهم.

 

هذا الجانب شيء ملحوظ في القرآن الكريم فيما يتعلق بالتفضيل مع جانب ما حصل منهم فاستحقوا به اللعنة واستحقوا به أن يحكم عليهم بالكفر.

 

الشيء الآخر فيما يتعلق بعدم استجابتهم للنبي(صلوات الله عليه وعلى آله) كان من منطلق الحسد، أنه لماذا لم يأت الرسول الموعود به في آخر الزمان من بني إسرائيل، وهم كانوا قد هاجروا إلى قرب المدينة المنورة في تجمعات يهودية كبيرة: بني قريظة, وبني قينقاع, وبني النظير, ويهود خيبر, وفدك.. وغيرها من المناطق، كانت فيها تجمعات يهودية كبيرة، هاجروا إلى قرب المدينة المنورة لما يعرفونه في كتبهم من أن نبي آخر الزمان سيكون هذا مُهَاجَره، وكانوا من قبل يستفتحون به على الذين كفروا كما حكى الله عنهم، كانوا منتظرين لهذا النبي ليقفوا معه وينصروه، فلما جاء رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) من غير بني إسرائيل، وجاء من بني إسماعيل حسدوه بعد أن عرفوه كما يعرفون أبناءهم.. كما حكى الله عنهم.

 

حينئذٍ استحقوا اللعنة أيضاً من جديد، استحقوا اللعنة أن يكفروا بمحمد (صلوات الله عليه وعلى آله) وبالقرآن الذي أنزله الله إليه وهو كتاب مصدق لما بين أيديهم، ورسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يعرفون أخباره في كتبهم المقدسة في التوراة والإنجيل، يعرفون صفته، يعرفون مهاجره، يعرفون مولده، ثم يكفرون به.. استحقوا أيضاً أن يلعنهم, واستحقوا أيضاً أن يغضب عليهم.

 

ثم فيما عرضه القرآن الكريم عن بني إسرائيل ما يدل فعلاً على عِظمهم إذا صلحوا، وعلى خطورتهم البالغة إذا ما اتجهوا إلى جانب الشر، خطورتهم في ذكائهم, في مكرهم, في تصميمهم, في دهائهم، أنهم بالغوا الخطورة، بالغوا الخطورة جداً، وفعلا هذا هو ما حصل, وشهدت به الأحداث، وشهد به التاريخ الطويل, في التاريخ الإسلامي ناهيك عن التاريخ الماضي لبني إسرائيل.. بل هم استفادوا من التاريخ عبراً ودروساً فكانوا في هذا الزمن على أرقى ما يمكن أن تكون عليه طائفة من البشر.

 

اليهود خطيرون جداً إذا ما اتجهوا إلى جانب الشر، وهذا هو الصفة الغالبة عليهم.. أخيراً وخاصة بعد الإسلام أصبح هو الصفة الغالبة عليهم الآن في كل بقاع الدنيا, الاتجاه إلى الشر إلى المكر, إلى الخداع, إلى التضليل, إلى لبس الحق بالباطل، قدرة رهيبة جداً في هذا الموضوع.

 

عندما يتحدث الله في كتابه العزيز عن أنهم كانوا قديرين جداً في مجال لبس الحق بالباطل، قديرين جداً في التحريف، قديرين جداً في التأثير, إلى درجة أنه عرض أن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) لولا فضل الله عليه ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوه {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ} (النساء: من الآية113)، وقال في آية أخرى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} (الاسراء: من الآية73).

 

ورسول الله (صلوات الله وسلامه عليه) هو الكامل في عقله, هو الكامل في دهائه، في فطنته، في ذكائه لكنه هنا يعرض درساً للمسلمين من بعد أنه إذا كان اليهود إلى هذه الدرجة العالية من القدرة، إلى درجة أنه لولا فضل الله على رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) لهموا أن يضلوه ولكادوا أن يفتنوه عن الذي أوحى الله به إليه، فكيف سيكون شأنكم أنتم يا أبناء هذه الأمة أمام هذه الطائفة إذا ما اتجهت لمحاربتكم, كيف سيكون شأنكم؟!.

 

فعلاً الآن تجلت الأشياء بشكل عجيب، برز العرب أمام اليهود مستسلمين عاجزين، استطاع اليهود أنه ليس فقط أن يقهرونا عسكرياً بل أن يقهرونا اقتصادياً وثقافياً وإعلامياً, وفي كل مختلف المجالات، قهروا هذه الأمة وهم مجموعة بسيطة، مجموعة بسيطة، استطاعوا أن يقهروا هذه الأمة، استطاعوا حتى أن يصنعوا ثقافتنا، أن يصنعوا حتى الرأي العام داخل هذه البلدان العربية. استطاعوا أن يجعلونا نسكت عن كلمات هي مؤثرة عليهم، فتسكت عنها كل وسائلنا الإعلامية، استطاعوا بأساليب رهيبة جداً.

 

واليهود يفهمون جداً أنهم قد قضوا على هذه الأمة, وحطموا هيكل هذه الأمة، تراهم يضربون كما يشاءون في أي موقع في البلاد العربية، يضربون داخل فلسطين كما يريدون، وحتى وإن كان زعماء العرب مجتمعين في أي عاصمة من عواصمهم، وعلى مرأى ومسمع من جامعة الدول العربية، وعلى مرأى من مجلس الأمن, وعلى مرأى ومسمع من منظمة الأمم المتحدة، خلِّي عنك أولئك, على مرأى ومسمع من زعماء العرب وشعوبها.

 

لا يخافون العرب حتى أثناء اجتماع زعماء العرب، لا يخافون المسلمين جميعاً حتى أثناء اجتماع زعماء المسلمين، لا يخافون يضربون ويشتغلون، لا تسمع بأن إسرائيل أعلنت حالة الطوارئ أو أنهم رفعوا الرشاشات المضادة للطائرات فوق أسطح المنازل أو.. أو.. تحسباً لأي شيء من قبل العرب عند اجتماع زعمائهم في الدوحة أو في أي منطقة أخرى.. لماذا؟ لأنهم قد عرفوا وفهموا أن هذه الأمة قد قضوا عليها، وفعلاً قضوا عليها، لكن بواسطة من؟ بواسطة من؟ بواسطة زعمائها دولها الغبية.

 

وأقول وأؤكد إنها غبية فعلا وعاجزة فعلاً عن أن تواجه اليهود حتى في المجال الإعلامي وحده، كم يملك العرب من محطات التلفزيون والقنوات الفضائية؟ هل استطاعوا أن يخلقوا رأياً عالمياً مضاداً لإسرائيل؟ لا.

 

معروف عن اليهود والنصارى أنهم متباغضون فيما بينهم، وأن النصارى يتهمون اليهود بقتل المسيح، وأن النصارى حملوا العداء لليهود – كما نعاديهم نحن – فترة طويلة من الزمن، هل استطاع مثقفوا هذه الأمة العربية، هل استطاع الإعلام العربي أن يغذي العداء داخل النصارى لليهود؟ أو أن يصنع رأياً عالمياً مضاداً لإسرائيل؟ أو أن يصنع رأياً عالمياً متعاطفاً مع فلسطين؟ أو حتى أن يصنع رأياً عالمياً عربياً يحمل عقدة العداء لإسرائيل؟ لم يحصل كل ذلك!.

 

وهم في نفس الوقت يقولون أن اليهود هم الذين يصنعون الرأي العالمي داخل بلدان أوروبا وأمريكا وآسيا وغيرها، هم الذين يصنعون الرأي العام العالمي داخل تلك البلدان. أين جاءت أموال العرب؟ أين جاءت محطاتهم التلفزيونية؟ أين جاءت قنواتهم الفضائية؟ أين صحفهم؟ أين الصحفيون؟ المئات من الصحفيين منهم؟ أين مراكزهم الإسلامية؟ أين وأين؟. كلهم عجزوا أمام اليهود.

 

لنعد إلى القرآن الكريم عندما نراه يتحدث كثيراً عن اليهود، وعن خطورتهم البالغة، والله سبحانه وتعالى هو الذي أراد لهذه الأمة أن تكون عزيزة، وأن تكون قوية هل يمكن؟ وهذا هو السؤال الذي يمكن أن نتساءل عنه عندما نرى ذلك العرض الكثير عن خطورة اليهود داخل تلك الآيات، هل يمكن أن الله سبحانه وتعالى يحدثنا عن خطورة اليهود البالغة ثم لا يكون في كتابه العزيز قد هدى هذه الأمة إلى ما يمكن أن يؤهلها لأن تكون بمستوى مواجهة اليهود والقضاء على مخططاتهم وإحباط مؤامراتهم؟ لا بد، لا بُد في عدل الله ورحمته وحكمته أن يكون قـد هـدى إلى ذلك، وقد هدى فعلاً، لقد هدى فعلاً، وفي هـذا القرآن الكريم الذي قـال فيه: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} (الأنعام: من الآية38) وهو يتحدث عن اليهود داخل الآيات التي يتحدث فيها عن اليهود هدى الأمة إلى ما يمكن أن يجعلها بمستوى المواجهة لليهود، بل وإحباط كل مخططاتهم, وكيدهم الرهيب الرهيب.. لكن هذه الأمة هي التي تخلت عن هذا القرآن الكريم، تخلت عن هذا الكتاب العظيم.

 

نحن نقول أحياناً وبعض الكتاب يقولون: وهذه عبارة مغلوطة عبارة مغلوطة، لا يمكن أن يُسمى الصراع مع إسرائيل ، لو كان الإسلام هو الذي يصارع إسرائيل، لو كان الإسلام هو الذي يصارع اليهود، لو كان الإسلام هو الذي يصارع الغرب لما وقف الغرب ولا إسرائيل ولا اليهود لحظة واحدة أمام الإسلام، لكن الذي يصارع إسرائيل، ويصارع اليهود من هم؟ مسلمون بغير إسلام، عرب بغير إسلام، صرعوا الإسلام أولاً هم ثم اتجهوا لمصارعة إسرائيل بعد أن صرعوا الإسلام هم من داخل نفوسهم, من داخل أفكارهم, من جميع شئون حياتهم، ثم اتجهوا لصراع اليهود، تلك الطائفة الرهيبة، فأصبحوا أمامها عاجزين أذلاء مستكينين مستسلمين مبهوتين؛ لأنهم لم يهتدوا بهذا الكتاب العظيم؛ لم يرجعوا إلى هذا الكتاب الكريم، فأصبحوا كما نرى.

 

فالصراع هو صراع عرب مع يهود، صراع مسلمين بدون إسلام مع يهود، وليس صراعاً إسلامياً. نحن عندما نرجع إلى صدر الإسلام أيام النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) نرى أنه استطاع أن يقضي على اليهود – وهم هم اليهود في خبثهم ومكرهم – استطاع أن يقضي عليهم على هامش جهاده مع الكافرين، وليس اتجاهاً محدداً ورأسياً ضد اليهود، بل على هامش حركته العامة، استطاع أن يقضي عليهم، واستطاع أن يحبط كل مخططاتهم, ومؤامراتهم على هامش حركته العامة.

 

فلماذا, لماذا لم يرجع المسلمون إلى هذا القرآن؟ ولماذا يصيحون دائماً من إسرائيل ثم لا يفكرون في حل؟ تابعوا أنتم وسائل الإعلام: الإذاعات والتلفزيونات هل هناك أحد يضع رؤية صحيحة لمواجهة إسرائيل؟ هل هناك أحدٌ يضع رؤية عملية في مواجهة اليهود والنهوض بهذه الأمة؟ لا،لم نسمع شيئاً، اللهم إلا ما يحصل من قناة حزب الله الفضائية، ومما يحصل من إذاعة طهران، وإذاعة طهران قد خففت منطقها كثيراً عن أسلوب ومنطق الإمام الخميني (رحمة الله عليه).

 

لنعد إلى ما قاله الله سبحانه وتعالى عن اليهود في كتابه الكريم؛ لنفهم ما قلناه في هذه العجالة: تحدث عن قدرتهم الرهيبة على لبس الحق بالباطل، وهذه قضية ليست سهله قضية ليست سهلة {وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (البقرة:24)، {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (آل عمران:71)، {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (البقرة: من الآية75).

 

هذه واحدة من خصالهم الخطيرة والسيئة: قدرتهم الرهيبة على لبس الحق بالباطل.. وهذا ما تعاني منه الأمة. هذه واحدة نقطة من الأشياء التي يشتغل بها اليهود داخل هذه الأمة: لبس الحق بالباطل، التزييف للثقافة، التزييف للفكر، التزييف للأعلام، التزييف للحياة بكلها.

 

نسير بسيرة اليهود ووفق ما يريد اليهود, ونحسب أننا مهتدون, وأننا أحرار, وأننا وطنيون وأننا متحضرون وأننا متقدمون، هذه القدرة الرهيبة التي يعملها اليهود: لبس الحق بالباطل؛ الله حكاها عنهم كصفة سيئة، وعندما يحكيها كما قلت: أنه يجب أن نتساءل هل عندما يصف الله اليهود بأنهم قديرون على لبس الحق بالباطل سيترك المسألة بدون حل أم أنه سيهدي؟ سيهدي الأمة إلى ما يمكن أن يجعلها قديرة، وبمنأى عن تلبيس بني إسرائيل لا بد أن يكون قد وضع، وقد وضع فعلاً.

 

ذكر عنهم حرصهم الشديد مع قدرتهم على تلبيس الحق بالباطل أنهم أيضاً ينطلقون بوُدٍ ورغبة ودافع قوي إلى مسخ المسلمين {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً} (البقرة: من الآية109).

 

اليهود يعرفون، يعرفون أثر الإيمان عندما يكون هناك في الأمة إيمان، وهم يعرفون أنهم إذا استطاعوا أن يمسخونا كفاراً هم لا يريدون أن نكون يهوداً.. وقالوا هم في وثائقهم المسماة أنهم لا يريدون أن يكون المسلمون أو النصارى يهوداً, أنهم لا يستحقون أن يكونوا يهوداً ولكن يكونوا كفاراً يكونوا ضالين، يكونوا كذا إلى آخره ليفقدوا النصر الإلهي والتأييد الإلهي وما يمكن أن يعطيه الإيمان.

 

يودوا أن نكون كُفَّاراً ولم يقل:، هم ليسو مشغولين بأن يدعونا إلى أن نكون يهوداً، لماذا لا يودون أن نكون يهوداً ويودون أن نكون كفاراً؟ هم هَمّهم الرئيسي أن لا نحمل إيماناً نُمنح به تأييد الله ورعايته فيصعب عليهم مواجهتنا, ويصعب عليهم ضربنا.. فليفسدونا فليحولونا إلى كفار، هذا هو الذي يريدون.

 

ثم يقول أيضاً في آية أخرى, يقول عنهم: {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً}(النساء:44 – 45) وبعدها يقول: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} (النساء: من الآية46).. إلى آخر الآيات.

 

كراهتهم أن يروا المسلمين في خير, في تقدم, في رخاء.. فذلك شيء يعملون بجدٍ على أن يحولوا بين الأمة وبين الوصول إليه {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ}(البقرة: من الآية105) وفعلاً نحن هنا في اليمن كمثال ناهيك عن بقية الدول العربية والمسألة هي واحدة طعامنا، لباسنا، أدْوِيَتُنا، مختلف الكماليات التي نستخدمها، الصابون، الشامبو مختلف المشروبات، مختلف العطور، الأشياء الكثيرة جداً جداً التي نستهلكها معظمها شركات أجنبية بأيدي اليهود.

 

هم لا يريدون أن يصل الناس إلى مستوى أن يصنعوا لأنفسهم، أن يكتفوا بأنفسهم في مجال الزراعة, في مختلف شئون الحياة لا يودون لنا أي خير يريدون منا أن نظل سوقاً استهلاكية نستهلك منتجاتهم, وليضعوا مصنعاً هنا في هذا البلد العربي, أو في ذلك البلد العربي المصنع لنفس الشركة اسم المنتج يحمل نفس اسم الشركة صابون صابون صابون كذا كلها نفس الأسماء بسكوت أبو ولد وغيره هي نفس الأسماء لنفس الشركات والمنتج لها الرئيسي، والشركة يكون مقرها في بريطانيا أو في أي مكان في دول الغرب أو في أمريكا وهنا مصنع يوفر عليهم كثير من الأموال عندما يكون مصنع هنا.. وليخدعونا نحن بأن هذا هو منتج وطني، واقرأ على كثير من المنتجات التي مقرها في نيويورك أو مقرها في لندن أو في أي دولة من الدول الأخرى، فكل ما نستهلك معظمه يصب إلى جيوب اليهود.

 

هذا بالنسبة للخير في هذا الجانب الاقتصادي في جانب ما نستهلكه في مجال الغذاء. الدواء كذلك معظم الأدوية من شركات أجنبية، واليهود معلوم بأنهم هم أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة المسيطرة على قطاعات واسعة من الاقتصاد في أمريكا وفي دول الغرب في أوربا وغيرها. يحملون عداوةً شديدةً لكم فهم لا يودون لكم أي خير، وهم دائماً دائماً مستشعرون لهذه العداوة لأنه أناس لا تعرفهم ولا بينك وبينهم، أنت لا تودهم, ولا تبغضهم, لا تعاديهم, ولا تواليهم.

 

أليس هذا قد يحصل؟. لكن اليهود بالنسبة لنا مشاعر داخلية توجه داخلي حالة نفسية لديهم أنهم لا يريدون لنا أي خير ويعملون على أن لا نصل إلى أي خير لماذا؟ لأنهم أعداء ويريد الله أن يقول لنا إنهم أعداء, إنهم أعداء، ويجب أن تتعاملوا معهم كأعداء وأن تحملوا لهم عقدة العداء.

 

{وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ} (آل عمران: من الآية69) نفس الشيء الإضلال هو ما يحصل في الجانب الثقافي, في الجانب السياسي, في مختلف الأشياء اليهود وراء إضلال المسلمين.

 

_____________________________

 

للإشتراك في قناة الرابط تيليجرام على الرابط التالي :

http://telegram.me/thelinkyemen