محمد عبد السلام ومعادلة معركة الحدود

اعتقدت السعودية أن التهدئة في الحدود قد تشكل مادة إعلامية لإظهار نفسها كما لو كانت قد حققت إنجازا ووضعت من نفسها طرفا بعيدا عن العدوان بعد نكسة كبيرة ومقتل المئات من جنودها وتوغل الجيش واللجان الشعبية إلى عمق المواقع العسكرية السعودية.

ومخطئة حين قيمت أن المرونة التي أبداها الطرف اليمني في الوصول إلى تهدئة وتبادل الأسرى والتوقف عن الزحف والسيطرة على مواقع جديدة كانت تسخدمها قوات العدوان السعودي لقصف المناطق الحدودية، كان استسلاما، فالأهداف ليست مجرد ردات فعل محدودة؛ بل ردة فعل لا تتوقف إلا بتوقف العدوان ككل.

يوضح الناطق الرسمي محمد عبد السلام جانب من سيرة التفاوضات مع السعودية بشأن العمليات العسكرية الموجعة ويكشف عن كواليس مطالبات سعودية بإيقافها، لكن دون أن يبدي جدية في إيقاف العدوان والتحشيد على كل الأراضي اليمنية.

وما كانت تجهله أطراف في الداخل والخارج حول طبيعة النكسة السعودية في  جبهات ما وراء الحدود وطبيعة أهداف التقدم الميداني وكسر أحدث المعدات العسكرية وتدفيع الجيش السعودي أثمان لم يكن يتحملها، أدرك مؤخرا أن التهدئة هناك لا تتم إلا بإيقاف شامل للعدوان فالرصاصة برصاصة والشهيد بعشرات القتلى.

محمد عبد السلام وخلال حديث طويل عن معركة الحدود وتفاصيلها بدد شبهات كثيرة وكشف المستور عن قوة إردادة وعزيمة على مواصلة الجهد العسكري والحفاظ على المعادلة التي فرضها أبطال الجيش واللجان الشعبية خلال معارك ما وراء الحدود المستمرة لأكثر من 13 شهرا.

وفيما يتهرب العدوان وأدواته في مفاوضات الكويت عن حل سياسي شامل والبحث عن ملامح ضائعة للاستمرار في العمليات العسكرية وإحراز أي تقدم ميداني، تتأهب القوات اليمنية لرد الصاع صاعين.