أكد الشباب على رفض الانتخابات والمضي قدماً في استكمال ثورتهم مسيرة "ثورة تصنع وطن لا تُحشر في صندوق" تبعث الروح في جسد الثورة اليمنية وتعيد لها ألق الأيام الأولى

شهدت العاصمة عصر صنعاء اليوم الاثنين 20 فبراير مسيرة جماهيرية حاشدة هي الأولى من نوعها من حيث الحجم والأهمية رافضة المسرحية الهزلية المسماة بالانتخابات ومؤكدين رفضهم للمبادرة الخليجية وكل ما نتج عنها من تسويات سياسية.
وأكد شباب الثورة بأن شرعيتهم مستمدة من الثورة، وأن لا شرعية غيرها، وأنهم مستمرون بعزيمة لا تلين في فعلهم الثوري حتى إسقاط حكم العسكر والمضي قدمًا في تحقيق أهداف الثورة الشبابية في مقدمتها بناء الدولة المدنية الحديثة التي تكفل الحقوق والحريات لكل أبناء الشعب اليمني بكافة أطيافه ومكوناته.
المسيرة الحاشدة التي نظمها شباب الثورة المستقل انطلقت من جولة الشهداء بساحة التغيير بصنعاء، مرورًا بشارع العدل إلى شارع القيادة ثم إلى شعوب مرورًا بجولة الصياح وجولة سبأ وشارع القاهرة ثم إلى الساحة..
مسيرة الغضب الثوري أعادت للأذهان الحماس الثوري الشبابي.. هذا وقد رفعت شعارات تؤكد رفض الانتخابات منها: (لا حصانة لا انتخاب.. يسقط علي والأحزاب، ثورة ثورة لا انتخاب.. ضد الفاسد والكذاب، انتخابكم باطل.. لا حصانة للقاتل، يا جريح يا شهيد.. بعدك أحرار مش عبيد، من ساحات الحرية.. شرعيتنا ثورية، مسرحية مرفوضة.. دم الشهيد مش فوضى، الشباب ما هو راجع.. للانتخاب مقاطع)، ورفع المحتجون لافتات تؤكد على خيارهم الثوري ورفض الوصاية، مؤكدين بأن المسرحية الهزلية ما هي إلا إعادة لإنتاج النظام الفاسد الذي ثار الشعب ضده، وخيانة لدماء الشهداء، إعادة الاستبداد من جديد.
مؤكدين بأن الثورة الشبابية الشعبية لم تكن من أجل تبديل شخص مكان شخص مع المحافظة على بقاء الجيش بيد العائلة، وأنهم لم يخرجوا ليرفع النظام المشتقات النفطية لتزداد أرصدة الفاسدين، مشيرين بأن الانتخابات الشكلية بلا دستور جديد يتوافق عليه جميع مكونات الشعب إجهاض للثورة.
هذا وقد وزع الشباب منشورات توعوية تبين سلبية الانتخابات الشكلية على مستقبل الثورة والوطن، وقد صدر عن المسيرة الحاشدة بيان إليكم نصه:
بيــــان يوم الغضب الثوري
قال تعالى: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
أيها الثائر الحر هنا ضمير الثورة، هنا صوتها الصادق، وقلبها النابض، حيث لا يدخل الغش، ولا تتسرب المصالح الممهورة بالأموال، حيث الصمود، وحيث المسيرة الحقة، والمظلومية الحرى، هنا صخب التظاهر والتحرك والاعتصامات السلمية، هنا الحراك الشعبي بعيداً عن الحزبية والطائفية والمذهبية حتى إسقاط النظام. وفي مقدمتهم الرئيس وأقاربه، وكل رموز نظامه الفاسدين دون استثناء وكل من ثبت تورطه في قمع وقتل وتجويع هذا الشعب.
هنا في ساحات الثورة الطاهرة تجدون رفض أي وساطة لا تفضي إلى رحيل فوري للنظام ورموز فساده، وتلبي كل مطالب الشعب اليمني.
وفي هذه اللحظة الفارقة من تأريخ شعبنا وثورته المجيدة نقف في بداية المقام لنترحم على شهداء الثورة الأبرار الذين وهبوا أرواحهم رخيصة من أجل إسقاط الظلم والطغيان، وندعو الله سبحانه وتعالى بالشفاء العاجل للجرحى وفك أسر المعتقلين في سجون الجلادين والمستبدين..
يا جماهير شعبنا الأبي أيها الثوار الأحرار برغم المؤامرات الكبرى التي تحاك ضد ثورة الشعب اليمني على المستوى المحلي والدولي والإقليمي فإنكم بصمودكم في ساحات الحرية والتغيير قد حققتم الكثير من النتائج الكبيرة وقلبتم المعادلة لصالح إرادة الشعب التي لن تقهر بإذن الله تعالى..
وما وصول ما يسمى بأحزاب المشترك إلى السلطة اليوم إلا نتيجة لثورتكم وثمنا لتضحياتكم، وقد استمرت تلك الأحزاب تمارس المعارضة الخجولة دون أن تتمكن من تغيير واقعها الكسيح حتى جاءت ثورة الشباب فالتحقوا بها، ولكنهم للأسف سرعان ما التفوا عليها واتخذوا دماء الشهداء وآلام الجرحى سلما للوصول إلى نصف السلطة في مسرحية هزلية تولت إخراجها أمريكا أعادت الشراكة بين أجنحة النظام إلى سابق عهدها .
إننا إذ نحيي صمود شباب الثورة ومن خلفهم جماهير شعبنا اليمني في ساحات الاعتصام نؤكد رفضنا المطلق للمبادرة الخليجية التي تكرس عودة الشمولية وتعيد إنتاج نفس النظام السابق في أقبح صوره وحالاته، وفي يوم الغضب نجدد رفضنا ومقاطعتنا للانتخابات الشكلية التي يراد لها أن تسحب الشرعية الثورية لحساب أحزاب الشراكة والمحاصصة بموجب انتخابات تضمن تقاسم المشترك والنظام للسلطة وقوفا أمام إرادة وتطلعات شعبنا وأهداف ثورته المجيدة.
إن التصويت في انتخابات شكلية ومحسومة نتيجتها سلفاً يعد استهتاراً بكرامة الإنسان اليمني، فيا من تسترتم خلف الديمقراطية اذهبوا بعيداً والتمسوا شرعية وجودكم في مناصبكم الزائلة من غيرنا، نحن لا نمنح الشرعية الثورية من تنازل عنها، ولا نخون دماء الشهداء، ولا نصمّ آذاننا عن أنين الجرحى، ومعاناة الأرامل، ونهدات الأيتام!.فنحن هنا مع خيار الشعب.
ومن المفارقات العجيبة، بل ومن المضحك والمبكي في نفس الوقت أنهم اليوم يريدون استحمارنا واستغفالنا ويسمون توافقهم انتخابات، وهي بالفعل قطرنة أمريكية خليجية بامتياز، فصالح قد أخرج لكم بدهائه ظله، حيث أنه قد بدأ لمعان نجم هادي بمشاركته في حرب 1994م ضد أبناء المحافظات التي ينتمي إليها، وعلى الفور كافأه صالح بتعيينه وزيراً للدفاع مباشرة في مايو 1994م.
وحين فكر شخصٌ دمويٌ كصالح في تعيين نائبٍ له لم يجد أفضلَ من "هادي" فعينه نائباً لرئيس الجمهورية في أكتوبر من العام نفسه، فطوال مرافقة "هادي" لصالح، كان الرجل شريكاً أساسياً في كل الجرائم التي طالت الشعب على مختلف الأصعدة، وفي مقدمتها جرائم صالح بحق الشباب الثائر السلمي، إذ لم ينبس ببنت شفة للتنديد بجرائم القتل ضد أصحاب الصدور العارية، إنه يمثل باختصار نموذجاً مشابهاً تماماً لصالح يتماهى معه في كل شيء، كيف لا وقد كافأه صالح مؤخراً ـ بعد إقرار مجلس النواب لقانون الحصانة بيوم واحد فقط ـ بترقيته إلى رتبة المشير، وكأن صالح أراد إرسال رسالة للشعب اليمني مفادها لن تتخلصوا من حُكم العسكر، أبقيت لكم "هادي" و"أحمد" و"محسن" ولهذا فلتنسوا حلمكم بدولة مدنية..
حتى الدول المتشدقة بالديمقراطية لا تستحي أن تسمي مهزلة الحادي والعشرين من فبراير الجاري بالانتخابات، مع أن العالم كله يدرك أن تلك المهزلة ليست من الانتخابات في شيء.
فالنظام بوجهيه المؤتمر والمشترك، لطالما خدعونا بأحاديثهم عن حكم الشعب نفسه بنفسه، وها قد ظهر كذب ديمقراطيتهم، وخداعهم للشعب، فهاهم اليوم يصادرون حق الشعب في اختيار من يريد، يتجاوزون الدستور الذي ينص على عدم جواز الانتخابات الرئاسية إلا بوجود منافسة بين أكثر من مرشح، ويفرطون بحقنا نحن الشعب ويجعلونه لأميركا وللجارة الشقيقة.
وحقاً إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت، فمن اعترف بمشاركته في تزوير انتخابات الرئاسة بالأمس القريب لا يخجل من دعوتنا إلى المشاركة في هذه المهزلة التي تعيد الهواءَ إلى رئته ليمارس هوايته في التسلط على الشعب من جديد ..
يا أحرار اليمن إن ثورتنا تمر بمرحلة مفصلية وحساسة، تستلزم المزيد من اليقظة والحرص على وحدة الصف ووضوح الهدف بعيداً عن المعارك الجانبية التي تعمل بعض الأطراف على جر الثوار إليها فسرعان ما تحول أدعياء حماية الثوار إلى جلادين يعتقلون الثوار ويعذبونهم ويمارسون ما عجز عن تنفيذه نظام صالح ضد المعتصمين في الساحات وكل من يخالفهم في الرأي والتوجه السياسي عبر ترويج الخطاب الطائفي التكفيري ضد الناشطين والمثقفين الذين قالوا كلمة حق أمام تجاوزات أحزاب اللقاء المشترك وحلفائه القبليين والعسكريين..
كما نؤكد بأن ثورتنا لم تكن من أجل تبديل شخص مكان شخص مع المحافظة على بقاء الجيش بيد العائلة، ولم نخرج لترفعوا المشتقات النفطية لتزداد أرصدتكم، فانتخابات شكلية بلا دستور جديد يتوافق عليه جميع مكونات الشعب إجهاض للثورة.
ونؤكد من جديد أننا لن نتنازل أو نفرط في أهداف الثورة التي خرجنا من أجلها مهما كانت التضحيات ونحذر السلطة بطرفيها من مغبة التمادي في ممارسة القمع بحق الثوار الأحرار، وإننا إذ ندين ونرفض أعمال القمع والاعتداءات المتكررة من قبل لجان الإصلاح وعناصر الفرقة على شباب الثورة نؤكد تمسكنا بسلمية الثورة في إطار الهدف الواضح وهو إسقاط النظام وتحقيق حلم شعبنا في الحرية والعدالة والدولة المدنية العادلة والحرة المستقلة.
المجد للثورة، الخلود للشهداء، الحرية للمعتقلين.
صــادر عن /
شبـاب الثورة السلمية
يوم الغضب الثوري / الاثنين 20 فبراير 2012ٍ/