السلطات اليمنية تستخدم القوة المميتة ضد المحتجين

صرحت منظمة العفو الدولية اليوم بأن قوات الأمن اليمنية قامت في الجنوب بأعمال تتعارض مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان وذلك بإطلاق النار اليوم على المحتجين مؤيدي الانفصال، مما نتج عنه وفاة أربعة أشخاص والإصابة العشرات.
استخدمت قوات الأمن الأسلحة النارية والغاز المسيل للدموع فقتلت شخصين وأصابت 25 شخصاً على الأقل، عندما تجمع آلاف المؤيدين للحراك الجنوبي، الذي يطالب بالانفصال السلمي عن بقية اليمن، في اعتصام سلمي في ساحة العروض في خور مكسر في عدن.
وقالت حسيبة حاج صحراوي ، نائبة مدير قسم الشرق الأوسط و شمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: " حاولت السلطات اليمنية إنهاء الاحتجاجات السلمية بالاستخدام المروع للقوة المهلكة دون أي اعتبار للمعايير الدولية. وهذه بقعة سوداء جديدة لطخت سجل الحكومة السيء في حقوق الإنسان."
وبالإضافة إلى القتيلين اللذين سقطا في الاحتجاجات، قتل رجل ثالث من ضالع كما أصيب غيره بإصابة بالغة عندما أطلقت قوات الأمن النار عليهما لتمنعهما من دخول عدن للانضمام إلى المظاهرة.
في يوم الأربعاء، قتل رجل في منطقة العريش في عدن عندما فتحت قوات الأمن النار على مجموعة من الأشخاص مسافرين من أبين إلى عدن للاشتراك في احتجاج ذلك اليوم.
كما تلقت منظمة العفو الدولية أيضاً تقارير بأن قوات الأمن استخدمت الأسلحة النارية ضد المحتجين في منطقة كريتر بعدن.
وأخبر أحد شهود العيان المنظمة أن قوات الأمن كانت تقوم بتأييد مظاهرة مضادة يعتقد أن منظمها هو حزب الإصلاح عضو الائتلاف الحكومي.
ووصف شاهد العيان كيف قامت قوات الأمن باستخدام العنف في تفريق احتجاج قام به الحراك الجنوبي حول ساحة العروض مع قيام المحتجين ضده باحتلال المنطقة.
وقال شاهد العيان: " لم يصب شخص واحد من الإصلاح، في الحقيقة إن قوات الأمن لم تحمهم فحسب بل مهدت لهم الطريق ليحتلوا الساحة، بأن أطلقت النار على محتجي الحراك الجنوبي وفرقتهم."
وأخبر العديد من سكان عدن منظمة العفو الدولية أن قوات الأمن استخدمت العربات المدرعة والأفراد المسلحين في المدينة يوم الأربعاء، مستبقة الاحتجاج المرتقب. وقال أحد نشطاء الحراك الجنوبي إنه كان واضحاً أن مقصد قوات الأمن هو اعتراض المظاهرة.
وفي يوم الأربعاء أيضاً، وتوقعاً للمظاهرة، ألقت قوات الأمن القبض على عدد من الأشخاص يعتقد أنهم من قادة الحراك الجنوبي، فيما وصفه أحد النشطاء بأنه محاولة واضحة لإفشال الاحتجاج.
وقالت حسيبة حاج صحراوي: " يجب على قوات الأمن اليمنية التوقف فوراً عن استخدام القوة ضد المحتجين السلميين واحترام حقوق حرية التعبير والتجمع. ويجب إجراء تحقيق عاجل ودقيق ومستقل ونزيه في كل الوفيات والإصابات بين المحتجين في الأيام الأخيرة." وأضافت قائلة: " إن تحذيرات منظمة العفو الدولية الأمس لقوات الأمن اليمنية بعدم استخدام القوة غير الضرورية أو المفرطة ضد المحتجين السلميين لم تلق آذاناً صاغية."