عندما تصبح الدولة "قرصان"

في شهر اغسطس الماضي جاءت الباخرة الألبانية المحملة بالأسلحة (EOS) الى السواحل اليمنية بغرض تعبئة الوقود، وقدمت لخفر السواحل و الإدارات المختصة في الشئون البحرية كافة الوثائق التي توضح ملكية الباخرة و ملكية ونوع الشحنات المحمولة عليها، ثم غادرت الباخرة المياة الأقليمية بعد تموينها، وبعد مغادرة الباخرة للمياة الأقليمية اليمنية تعرضت لعطل في محركها منعها من مواصلة مسيرتها إلى الجمهورية العراقية، مما أضطر طاقم السفينة لأن يحاول الوصول إلى أقرب ميناء حتى يتم أصلاحها أو نقل الشحنة إلى باخرة أخرى لتستكمل الرحلة عليها... طبعاً كان هناك جهات في اليمن قد علمت بأن هذه الباخرة تحتوي على كمية مهولة من الأسلحة لم يسبق لليمن كجيش أو كعصابات وتنظيمات أن حصلوا على كمية مثلها دفعة واحدة، فتمت الموافقة مباشرة على السماح للباخرة بالوصول إلى ميناء المكلا في منتصف شهر ديسمبر الماضي،دون السؤال عن محتوياتها، لأنها معروفة تماماً لكل المختصين والطامعين... وبصورة مفاجأة قامت السلطات بالقبض على طاقم السفينة الألباني و احتجاز الباخرة بالشحنات التي على متنها، في عملية سريعة وغير معتادة من قادتنا الصناديد، ومباشرة تم الأعلان عبر وسائل الأعلام بأن حكومتنا الرشيدة و جيشنا الباسل و أمننا الهمام قاموا بالقبض على شحنة أسلحة "أيرانية" يتم تهريبها إلى "الحوثيين" و "الحراكيين"، وكعادة وسائل الاعلام في اليمن و المنطقة تعتبر هذه الاخبار من الأشياء التي لا يبحثون عن مدى صحتها لأنها بالنسبة لهم مسلمات وأمور طبيعية جداً، علماً بأنه وحتى اليوم لم يثبت جنائياً حصول حادثة من تلك التي يزعمونها... السفارة الألبانية في السعودية -لاتوجدلهم سفارة في اليمن- تواصلت أكثر من مرة مع السفارة اليمنية في الرياض، كما جرى اجتماع بين معالي وزير الخارجية اليمني بنائب وزير الخارجية الالباني في القاهرة خصص لتوضيح الأمور التي تحاول حكومتنا الرشيدة طمس حقيقتها، كذلك السفارة العراقية في صنعاء بذلت كل جهودها منذ اللحظة الأولى لتوضيح الحقيقة وإظهار وثائق ملكية وزارة الدفاع العراقية لشحنة الأسلحة تلك، ولا يعلم الأخوة العراقيين بأن حكومتنا الرشيدة وجيشنا الباسل يعرفون الحقيقة تماماً بل وماقاموا به إلا لأنهم يعرفون الحقيقة... تم إحالة طاقم السفينة للمحاكمة وتمت إدانتهم والحكم بسجنهم ومصادرة الشحنة، كل ذلك حصل في شهر واحد، وهذا هو القضاء اليمني العظيم الذي دائماً مايفصل في القضايا المنظورة أمامه. في عدة أيام إن لم تكن ساعات... كمية السلاح الموجودة على الباخرة تعادل اكثر من اربعة اضعاف تلك الشحنة التي يزورها رئيس الجمهورية و وزراء الداخلية و الدفاع والمحافظ وقائد المنطقة بصورة يومية والموجودة في عدن والتي لايزال وزير الداخلية يبحث فيها عن متهمين بدلاً عنه... هذه القضية ستقضي على ماتبقى من سمعة اليمن، وبالفعل كما جاء في رسالة السفير الألباني في الرياض أن سمعة اليمن سوف تتضرر كثيراً، هو لا يدري أن لدينا من يعشق أهانة بلده فقط من أجل الحصول على أسلحة لجماعته، ينهبها من معسكرات هو قائدها و يهربها عبر حدود هو حاميها وأخيراً يأتي ليحول اليمن إلى "قرصان" كي يوفر السلاح للمرحلة القادمة من الربيع الاخواني في السعودية...
مرفق لكم رسالتي السفير الالباني للسفير اليمني و رسالة السفير العراقي لوزير الخارجية،، وأي جهة أو منظمة أو وسيلة اعلامية تريد الحصول على بقية الوثائق المتعلقة بالشحنة ذاتها وبوليصة الشحن يمكنهم مراسلتي على البريد الالكتروني او على بريد الصفحة وعلى استعداد تام لتوفيرها لهم، فلم استطع نشرها بكاملها nazeehalemad@hotmail.com