المحارب اليمني الأخير في مواجهة المطامع السعودية

في زيارة لمراسل صحيفة الشارع محمد مسعد لمنطقة "منبه" و تحديداً منطقة ال الشيخ  قام بزيارة الشيخ باسودة في الحدود اليمنية السعودية التي شهدت، الأسبوع قبل الماضي، اشتباكات بسبب محاولة السعودية شق طريق وبناء مركز عسكري.
و على خط النار, على الشريط الساخن بين اليمن والمملكة في بؤرة المواجهة التقى الشيخ جبران شيخ منطقة بن سوادة الحدودية هو المحارب الأخير , يمني في مواجهة المطامع السعودية.
- شيخ محني الظهر، يتوكأ على عصاه، يقاوم السعودية معتزا بيمنيته ويقول: بن سوادة ما يعيش إلا رافع رأسه
- أبغى الاتفاقية.. أنا عمك. دعوة بن سوادة في 20 كيلو للرعاة، و5 كيلو تُرفع منها المراكز العسكرية السعودية، والا يقع ذي يقع
- لي منبه ورجال منبه.. ما بايبنوا السعوديين مركز فوق راسي.. فذة جبل فوق غمر ورازح ومنبه، ولو مسكوه السعوديين بايسيطروا على الثلاث المديريات
- جلسنا 35 سنة في حرب مع السعوديين على الحدود لما جاءت دولتنا وقبلت بترسيم الحدود
- يسير في عامه الـ85، ولا يملك سيارة خاصة: بعض الأحيان يجي يوم الأحد وما معي مصروف.. أبيع من الغنم واجر لي مصروف
- جاؤوا وقالوا: بايعطوك 200 ألف سعودي، ويعطوك راتب وفك مؤبد (تصريح لدخول السعودية) بس تبصم على الاتفاق، وتسمح لهم يشقوا طريق ويبنوا مركز
- احنا معنا دولتنا، وهم معهم دولتهم، في اتفاقية يمشوا على ما جا فيها.. ما نبغي منهم شي.. الفلوس ما هي كل شي
- تمكن من إيقاف عمل السلطات السعودية في شق طريق وبناء المراكز العسكرية
- شكا تنصل الدولة عن مهماتها ويقاوم الخروقات السعودية برجال قبيلته، الذين يبلغون نحو 3 آلاف مقاتل
- بالمخالفة لاتفاقية جدة، بنت السعودية مراكز عسكرية عدة على الحدود بعد أن تمكنت من شراء عدد كبير من مشايخ القبائل اليمنية
- أضرت المخالفات السعودية بسكان المنطقة خصوصا وهم يعتمدون على الرعي
- شوف هذا الجبل خلفه أيضا علامه تجيء لها من طريق ثانية وهذا الخط السعودي اللي تشوفه قدهو داخل عليها
- أدى استقطاع السعودية للأراضي اليمنية، منذ اتفاقية الطائف، إلى جعل منبه تبدو كما لو أنها داخلة في الأراضي السعودية
- في الليل تبدو القرى السعودية مدنا رئيسية، وهي تتلألأ مطلة على الجبال المحيطه بمنطقة "آل الشيخ" التي يتزعمها بن سوادة. وفي الصباح ترى القرى السعودية قصوراً بيضاء في حين لا تكاد تلمح أحد الأكواخ القريبة منك لأهالي "آل الشيخ"
اعدّ التقرير التالي   :
"بن سوادة ما با يعيش الا رافع رأسه"
وصل الشيخ جبران الساعة الحادية عشرة ليلاً، ثلاث سيارات يحملن "دقيق و رز من الدولة حقنا الله يحفظها". قال الشيخ جبران، الذي وجدته خلافا لما تخيلته وأنا أسمع حديث الناس عنه في منبه، أخبرني يحيى العليلي أن الشيخ جبران بن سوادة، هو الذي يرفض أن يقيم السعوديون مراكزهم العسكرية في المنطقة الحدودية، وأرشدني إلى الذهاب إليه لأنه "الكل بالكل في منطقة آل الشيخ".
اتصل بنا أحد رفاق الشيخ وهم يعبرون أمامنا بالسيارات الثلاث، طالبا منا اتباعهم نحو منزل الشيخ سوادة.
"سائلة" واسعة تحفها أشجار حراشية وبضع نخلات، هي ما بقيت في الوادي الذي كان ممتلئا بالنخيل، كان السيل قد ألحق أضراره بالطريق، توقفوا لردم الحفر التي أحدثها السيل حتى تعبر السيارات، نزل شيخ يتوكأ على عصاه، ما كنت حتى لأظن أن هذا الشيخ محني الظهر ومتأود الخطى، هو الشخص الذي نطلبه.
كان علي قد أخبرني أن الشيخ جبران بن سوادة متقدم في السن، ولكنني لم أتوقع أن يكون بهذا الهرم، وعلى الهالة التي رسمها في خيالي حديث الناس لم أتوقعه بهذه البساطة، يرتدي الزي العادي لأبناء المنطقة: "شميز بسيط" و"فوطة" مثبتة بحزام عليه سكين من نوع خاص في غمد مائل يشبه "التوزة" التي يعتمرها القضاة التقليديون. يسير بن سوادة في عامه الـ 85، ولا يملك سيارة خاصة، كانت السيارات الثلاث تابعة لأصحابه من أهالي المنطقة. وباعتزاز عال قال لي: "بعض الأحيان يجي يوم الاحد (يوم خاص بالتسوق هناك) وما معي مصروف، أسوّق (أبيع) من الغنم وأجر لي مصروف".
نصف ساعة قطعناها للوصول إلى بيت "بن سوادة"، كما يحب أن يدعو نفسه: "بن سوادة ما با يعيش الا رافع رأسه". تبين أنه قد تحول عن هذا البيت، الذي كان يسكنه "أيام الخوف.. أيام ما كنا نتحارب مع السعوديين.. جلسنا 35 سنة في حرب على الحدود.. لما جاءت دولتنا وقبلت بالترسيم مع السعودية".
أفرغت السيارات حمولتها في هذا البيت، الذي تحول عنه بن سوادة منذ ترسيم الحدود عام 2000م انصرف أصحاب السيارات، وصعد الشيخ جبران على سيارتنا لنتقدم حوالى كيلومتراً باتجاه الغرب، أوقفنا السيارة حيث انقطعت طريقها على تلة مقابلة لأخرى يقع عليها مسكن الرجل.
  أعطاني بن سوادة بندقيته "الجرمل"، وأخذ يتحسس الطريق بعصاه، أما علي سلمان فكان يحمل بندقيته في يد، وفي الأخرى كشافاً ضوئياً. انزلقنا من التبة وعبرنا مدرجات جبلية ينتهي طرفها ببيت الشيخ جبران. وعلى عكس البيت السابق، الذي كان محاطا بالجبال، يقع هذا البيت مكشوفا من الجنوب لجبل قيس "السعودي" الذي تظهر البيوت السعودية على قمته متوهجة بأضواء الكهرباء.
أكواخ بسيطة تحوطها أحواش الأبقار والغنم، وفي الأسفل تنحدر "السائلة" محفوفة بأشجار كبيرة، كوخ مفتوح من جهة الشمال والجنوب، وسرير حديدي في كل من الجانبين الآخرين.
نمت وعلي سلمان على ذينك السريرين، فيما نام أحد أبناء الشيخ نائما على سرير آخر خارج الكوخ.          
سألت الشيخ جبران عن حقيقة ما جرى من اشتباكات بين قبيلته وبين الجيش السعودي، فأكد: "السعوديين كانوا يشتوا يبنوا مركز عسكري فوقنا ومنعوهم الرجال.. رموا على معداتهم وهم ردوا علينا برشاشات".
قال إن اتفاقية ترسيم الحدود نصت على عدم بناء أي مركز عسكري، من قبل الجانبين، إلا بعد مسافة 5 كيلومترات من علامات ترسيم الحدود. وأخرج الشيخ التسعيني صورة يحتفظ بها لاتفاقيتي الطائف وجدة لترسيم الحدود بين اليمن والسعودية. كانت الاتفاقية مطوية ضمن أوراق في ظرف أخرجه من مخبأ ما،  ورماه لي لتأكيد ما قال. أخرجت صورة اتفاقية جدة وقرأتها، فوجدت ما قال. ووجدت أيضاً أن الفقرة (أ) من المادة الأولى في الملحق رقم 4 من الاتفاقية تنص على: "تحدد منطقة الرعي على جانبي الجزء الثاني من خط الحدود المشار إليه في هذه المعاهدة بعشرين كم". ونصت الفقرة (ب) من المادة نفسها على أنه: "يحق للرعاة من البلدين استخدام مناطق الرعي ومصادر المياه على جانبي هذا الجزء من خط الحدود استناداً إلى التقاليد والأعراف القبلية السائدة لمسافة لا تزيد عن عشرين كم".
تحدث أهالي المنطقة عن مآسيهم مع الممارسات الجديدة التي تقوم بها السعودية. حسن خالف قال إن إحدى أغنامه تجاوزت العلامات بأمتار قليلة، "ولحقت بعدها.. أخذوني وصدروني من مركز حرض". آخر قال إن أكثر من مائة رأس من الأغنام تمت مصادرتها عليه من قبل حرس الحدود السعودي.
بن سوادة، الشيخ محني الظهر الشامخ، قال إنه لا يطلب "من السعوديين شيئاً غير الالتزام الاتفاقية": "أبغى الاتفاقية.. أنا عمك.. دعوة بن سوادة في عشرين كيلو للرعاة، وخمسة كيلو تشتل (ترفع) المراكز (العسكرية السعودية) والا يقع ذي يقع.. السعوديين قطعوا الرحم.. من طلع قالوا هي.. ومن رجع قالوا هي".
بدا الشيخ معتزا بيمنيته رغم كل ما يدفعه ثمنا لذلك الاعتزاز؛ في الليل تبدو القرى السعودية مدناً رئيسية، وهي تتلألأ مطلة على الجبال المحيطه بمنطقة "آل الشيخ" التي يتزعمها بن سوادة. وفي الصباح ترى القرى السعودية قصوراً بيضاء في حين لا تكاد تلمح أحد الأكواخ القريبة منك لآهالي "آل الشيخ". لخص هذا أحد أبناء المنطقة: "هم في النور واحنا في الظلام... هم في قصور واحنا في عشش.. هم في آخر موديل واحنا فوق حمير".
أما بن سوادة، هذا الشيخ الذي يُشعرك أنك أمام صخرة شامخة، فلم يذكر من هذا شيئاً: "احنا معنا دولتنا، وهم معهم دولتهم، في اتفاقية يمشوا على ما جا عليها (فيها).. ما نبغي منهم شي.. الفلوس ما هي كل شي.. جاؤوا وقالوا با يعطوك 200 ألف سعودي، ويعطوك راتب وفك مؤبد (تصريح لدخول السعودية) بس تبصم على الاتفاق، وتسمح لهم يشقوا طريق ويبنوا مركز".
كان الوسيط في محاولة إقناع الشيخ بالسماح للسعوديين في شق طريق وبناء مركز عسكري، هو ابن أخت بن سوادة: "جاني وقال لي: فرصة ياخال.. با يعطوك اللي تشتيه". يعف بن سوادة عن الإغراءات السعودية، ويقاوم استخفافها بشموخ ما بقي من النخل في وادي منطقته.
يتذمر بن سوادة حتى من أحد أبنائه، أحدهم يعمل تاجرا للعسل في السعودية، "خليه يتّبع بعد امقوالز (علب العسل) ما همهم في حدود ولا شي".
شكا الرجل، الطاعن في السن والشموخ، تنصل الدولة عن مهماتها، حتى بعد أن فرطت بالحدود التي مازال يتذكر قتاله الطويل عنها: "قاتلنا عليها 35 سنة، وراحوا فيها رجال، ولما وقعت دولتنا قلنا: خلاص ما بانقاتل دولتنا، وما عاد نبغى إلا الاتفاقية. هم ذلحين يرمون علينا برشاشات ومعهم في المراكز مدافع واحنا ما به معنا الا بنادق ما تسوي شي".
منطقة "آل الشيخ"، ومناطق مجاورة، لم يصلها الحوثيون، ولا تقع تحت سيطرتهم حتى الآن، لكن الشيخ جبران قال إنه قد يحتاجهم إذا لم تقف معه الدولة في إيقاف الخروقات السعودية، لأنه لا يستطيع وحده أن يقاوم السعوديين: "ما نقدر وحدنا نواجه السعودية لو قامت حرب، لكن ذلحين عاد احنا بانقاوم .. لما اترامينا معهم اتصلوا بي من صعدة وقالوا بايجوا، وقلت لهم: لا، انا بادعيكم لو احتجت لكم. لي منبه ورجال منبه.. ما بايبنوا السعوديين مركز فوق راسي.. فذة جبل فوق غمر ورازح ومنبه، ولو مسكوه السعوديين بايسيطروا على الثلاث المديريات كلها".
تبين لي سبب حرص الرجل على عدم السماح للسعوديين بشق طريق، وبناء مركز على هذا الجبل بالذات، رغم أنه قد تم بناء عدة مراكز عسكرية سعودية على جبال أخرى في المنطقة ذاتها.   
يقاوم بن سوادة الخروقات السعودية بمقاتلي قبيلته، التي قال أحد أبنائها إن فيها نحو 3 آلاف مقاتل. ورفض أهالي هذه القبيلة، وقبائل مجاورة لها، دخول جماعة الحوثي إلى مناطقهم.
لا يعتمد نجاح السعودية في مخالفة اتفاقية ترسيم الحدود على قبول الشيخ جبران إلا على منطقة محددة، أما في مناطق كثيرة فقد تم شق الطريق، وبناء مراكز عسكرية جوار العلامات الحدودية باتفاق بين السعودية و"مشايخ الدقيق"، كما يسميهم الشيخ جبران، في إشارة إلى تسلمهم من السعودية أكياس دقيق ومبالغ معينة.    
كان قد أخبرني الكثير من الناس هنا أن الشيخ جبران هو الوحيد الذي يقف في وجه السعودية، ويرفض إغراءاتها "والناس واقفين معه ويحبوه". ويؤكد كثير من الأهالي أن العديد من المشائخ قبلوا بمخالفات السعودية التي أضرت بسكان المنطقة خصوصا وهم يعتمدون على الرعي. "احنا ما في معنا دولة والا ما باتخالف السعودية للاتفاقية حتى لو وافقوا بعض المشايخ بفلوس".
سألت الشيخ جبران عما إذا كان يتذكر الحدود القديمة بين الدولتين، فقال إنه لا يعرف أنه كانت هناك حدود: "كنا نسكن قبايل في المنطقة كلها نسير ونجي عند بعض.. والآن في قبايل داخل السعودية شيخهم هنا في منطقة جنبنا".

على الحدود يقاوم بن سوادة بناء المراكز العسكرية السعودية فيها
كان الشيخ مستعدا للذهاب معنا لكنه اعتذر، بعد أن جاءه أحد أهالي المنطقة وكان من الضروري عليه أن يجلس معه. أخبرنا أن علينا أن نتجه إلى منطقة "عوجبة" التي يعرفها علي سلمان، وأكد لنا: "هناك يمشي معكم مجموعة من العيال ويأخذوكم للمنطقة اللي اشتبكوا فيها". عندما ودعناه خاطبني: "ناشدتك في 5 كيلو، وناشدتك في 20 كيلو"، في إشارة إلى تمسكه بالتزام السعودية بعدم بناء مراكز عسكرية داخل 5 كم من الحدود، والسماح للرعاة في الرعي داخل 20 كم. وجه إلي كلامه هذا كما لو أن بيدي الأمر، لكنه رجل يبحث عن مساندة أي يمني.
بعد ساعتين، في الطريق إلى "عوجبة"، أوقفتنا الصخور وثلمات الطريق التي أحدثها سيل البارحة. كان إلى يميننا ينتصب جبل "المشرّق" الذي شهد في آخر تسعينيات القرن الماضي اشتباكات قوية "بين اليمن والسعودية بسبب الاختلاف على الحدود". لم نتمكن من الوصول إلى جبل فذة، الذي وقعت فيه، الأسبوع قبل الماضي، اشتباكات بين حرس الحدود السعودي، وقبائل "آل الشيخ"، بسبب بدء الجانب السعودي بشق طريق بالقرب من علامات الحدود من أجل بناء مركز عسكري جديد.
تمكن بن سوادة، ورجاله، من إيقاف عمل السلطات السعودية في شق الطريق، وبناء المركز العسكرية. غير أن ذلك لا يعني أن المحاولة السعودية ستقف عند هذا الأمر.
يقع جبل "المشرّق" شمال جبل "فذة"، وخلف هذا الجبل الأخير يقع جبل قيس السعودي. أدى استقطاع السعودية للأراضي اليمنية، منذ اتفاقية الطائف، إلى جعل منبه تبدو كما لو أنها داخلة في الأراضي السعودية. ولا ترتبط منطقة "آل الشيخ" باليمن إلا من جهة الشرق فقط. وإجمالاً لا ترتبط منبه باليمن إلا من جهتي الشرق والجنوب.
في ناصية جبل "المشرّق" تقع إحدى العلامات الحدودية، يعتليها بعدة أمتار مركز عسكري سعودي. غيرنا اتجاهنا إلى "المشرّق" على طريق وعرة، قال علي إنه لم يتم تسويتها منذ أن شُقت أيام الحمدي. توقفت السيارة أسفل الجبل، وكان علينا أن نبلغ الجبل على أقدامنا، يرافقنا يحيى ومحيي الشيخي "لأنكم آتيين من عند الشيخ جبران".
تبعد كل علامة حدودية عن الآخرى مسافة تزيد عن كيلومتر واحد، وهي علامات إسمنتية يحيطها أربعة سيخات حديدية. اتهم الشابان اللذان رافقانا السعودية بتجاوز الحدود بين العلامات: "شوف هذا الجبل خلفه أيضا علامة تجي لها من طريق ثانية وهذا الخط السعودي اللي تشوفه قدو داخل عليها".    
بلغنا إحدى علامات الحدود بعد نصف ساعة من العرق. كانت الطريق التي شقتها السلطات السعودية تقع خلف هذه العلامة الحدودية مباشرة على بعد أمتار. تصل الطريق إلى مركز عسكري سعودي استحدث بالمخالفة لاتفاقية ترسيم الحدود، في قمة الجبل الذي تقع عليه علامة ترسيم الحدود. يقع المركز السعودي خلف العلامة مباشرة، وكنا على مرمى حجر من المركز.
شبكة طرق تصل المراكز العسكرية السعودية المطلة على أكثر من جبل. وتمكنت السعودية من شراء سكوت بعض مشائخ القبائل اليمنية لشق هذه الطريق، وبناء مراكزها العسكرية. كانت سيارات حرس الحدود السعودي أمامنا، "لكنهم ما بايرموا هم ذلحين، يشوفوا اننا معنا بنادق بانرد عليهم.. بعض احيان يوقفوا الناس اللي ما يعرفوا العلامات اين هي وعادهم تحت". قال يحيى المنبهي، الذي سخر حين أخبره علي سلمان مازحا بأني مُكلف من قبل الدولة لمشاهدة المراكز العسكرية السعودية، من أجل إجبارها على التراجع 5 كيلومترات حسب الاتفاقية: "هذا حلم نقول للسعوديين لا دخلت حقنا الغنم ومنعونا نتابعها: باقي عشرين كيلو مسموح لنا، ويقولوا: عاد احنا بانمنعكم عشرين كيلو داخل اليمن".