تقرير لجنة المراجعة الحسابية في وزارة المالية المشكلة بقرار من الوزير صخر الوجيه يؤكد وجود تواطؤ بين مديري الساحة وبين مستشفى العلوم والتكنولوجيا..

مصائب جرحى الثورة عند "مستشفى العلوم والتكنولوجيا" فوائد!

 
- تلقت مستشفى العلوم والتكنولوجيا الأموال من ثلاث جهات في وقت واحد: مليوني دولار من الهلال الأحمر القطري باعتراف منسقه ومدير الجمعية الطبية، ومن بعض أسر جرحى الثورة كأسامة محفل وأحمد العزي، وقدمت في ديسمبر 2012م فاتورة رسمية إلى وزارة المالية مطالبة بدفع مليار و172 مليون و699 ألف ريال تكاليف علاج جرحى الثورة!
- لجنة المراجعة التي شكلها وزير المالية صخر الوجيه في 29/12/2012 بتكليف رقم (2105) أوصت في 16/1/2013م بإحالة الفواتير لوزارة الصحة فحلّ وزير المالية اللجنة وشكل لجنة جديدة!
- لجنة المراجعة الحسابية بوزارة المالية تؤكد في تقريرها عن فواتير المستشفيات الخاصة: "عدم توفر مستند قانوني أو مرجعية واضحة أو محايدة يتم الاستناد عليها"
- منسق الهلال الأحمر القطري يقول لـ"المصدر" إن أكثر من 90% من المرحلة الأولى بمليون دولار نفذت في مستشفى العلوم والتكنولوجيا، وأمين الجامعة الطبية الخيرية يقول إن "الأموال القطرية لم تسلم لهم وإنما لمستشفى العلوم"، لكن مدير المستشفى الميداني قال لـ"الصحوة" وكأنه تاجر جُملة: "مديونيتنا لمستشفى العلوم أكثر من مليار ريال"!
- لجنة المراجعة الحسابية بوزارة المالية: 20 مليون و226.979 ألف ريال تكلفة علاج جريح واحد في مستشفى العلوم والتكنولوجيا! ومتوسط تكلفة علاج الجريح الواحد في مستشفى العلوم 8 مليون و400 ألف ريال.
- حتى إسعاف جرحى الثورة طالبت مستشفى العلوم والتكنولوجيا بثمن على ذلك فأضف تتكلفة هي بالأصل ضمن تكلفة علاج الجرح، حسب تقرير لجنة المراجعة، واحتسبت مبلغ 8 مليون و400 أجور سيارات الإسعاف، فيما بلغ فارق أسعار الأدوية المصروفة 2 مليون و778.153 ألف ريال!
لم تعد المسألة متعلقة بشكوك وقرائن قوية حول وجود تواطؤ و"عمولات مالية" بين ثلاث جهات ارتبطت مباشرة بملف جرحى وشهداء الثورة الشبابية، وهي:
1- المستشفى الميداني لساحة التغيير
2- الجمعية الطبية الخيرية التابعة، أو المقربة، من حزب الإصلاح من جهة
3- مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا من جهة ثانية.
الآن ثمة دليل مادي.
لنقم أولاً بتقديم صورة مجمّعة للقارئ الكريم من تسلسل موضوعي وزمني وسرد مكثف:
في الـ7 من أبريل الجاري قال منسق الهلال الأحمر القطري باليمن الدكتور عمر العقيدي إن الهلال القطري دشن المرحلة الثانية من مشروع «معالجة جرحى الأحداث» الذي يتولى تنفيذه بالتعاون مع الجمعية الطبية الخيرية اليمنية حسب بيان رسمي نشره موقع المصدر أولاين
وقال إن المشروع يستهدف "إجراء 261 عملية جراحية وعلاج 1000 جريح في مرحلته الثانية بتكلفة مليون و146 ألف دولار" مشيراً إلى أنه تم في المرحلة الأولى "فحص وعلاج (875) جريحاً، منهم (477) احتاجوا إلى تدخل جراحي، و(336) خضعوا لعمليات جراحية دقيقة، منها 130 عملية تجميل و60 عملية أعصاب طرفيه" موضحاً أن تكلفة المرحلة الأولى بلغت "مليون دولار".
إذن دفع الهلال الأحمر القطري مليون دولار في المرحلة الأولى، ومليون و146 ألف دولار ستدفع في المرحلة الثانية كتكاليف إجراء عمليات جراحية وتجميلة لجرحى الثورة. وهنا يطرح السؤال نفسه: أين أجريت وستجرى العمليات الجراحية التي تبلغ تكلفة مرحلتيها الأولى والثانية 2 مليون و146 ألف دولار؟ في مستشفيات حكومية بالتنسيق مع وزارة الصحة أم في مستشفيات خاصة؟ ووفق أي معايير تمت المفاضلة؟ يقول منسق الهلال الأحمر القطري في البيان المنشور بالمصدر أولاين: "أكثر من 90% من الحالات العلاج في مستشفى العلوم والتكنولوجيا التخصصي".
لماذا في العلوم والتكنولوجيا دون غيره لم يفصح؟ هل بسبب الإمكانيات الطبية أم خوفاً على شباب الثورة من الاختطاف من الأمن القومي كما كان يقال؟ فإن صح ذلك أثناء تنفيذ المرحلة الأولى قبل تنحي الرئيس صالح وإقالة عائلته من الأجهزة الأمنية فلماذا اليوم اختير مستشفى العلوم والتكنولوجيا لتنفيذ المرحلة الثانية أيضاً رغم أنه لم يعد هنالك أي خطر يتهدد شباب الثورة فلا أمن قومي ولا سياسي ولا حرس عائلي ولا غيره؟
حسناً. لندع ذلك قليلاً. هل سيدفع الهلال الأحمر القطري الـ2 مليون و146 ألف دولار لمستشفى العلوم والتكنولوجيا مباشرة أم أنه سيسلمها للجمعية الطبية الخيرية؟ لنسأل أصحاب الشأن. المهنية الصحفية تقتضي أن نسمع الرد سؤالنا من الجمعية الطبية ذاتها. يقول أمين عام الجمعية الطبية في مؤتمر صحفي عقد في صنعاء -بعد نشر الحلقتين الأولى والثانية من التحقيق، ورفع 11 جريحاً دعوى قضائية في المحكمة الإدارية- إن الهلال الأحمر القطري أرسل من الدوحة "لجنة مالية خاصة للإشراف على دفع نفقات العلاج للجرحى التي تم تسليمها منهم للمستشفيات المعنية" بعبارة أخرى لم يدخل جيب الجمعية الطبية سنت واحد، حسب زعمه، وإنما ذهبت المبالغ المخصصة إلى مستشفى العلوم مباشرة (لاحظوا أنه قال المستشفيات المعنية مع أن أكثر من 90% من العمليات أجريت في مستشفى العلوم).
إذن مستشفى العلوم والتكنولوجيا –بشهادة منسق الهلال الأحمر القطري ذاته- لم تقدم إبرة واحدة بالمجان كما كان يروج مديرو الساحة وأحد الصحفيين الذين قال إن الثورة "ثورة إصلاح لأن الشهداء إصلاح.. ولأن المستشفيات التي عالجت جرحى الثورة إصلاحية"!
إذن لماذا قال د/ محمد القباطي مدير المستشفى الميداني بساحة التغيير في 13/4/2012م للموقع الرسمي لحزب الإصلاح الصحوة نت (مش تقولوا اليمن اليوم وإعلام الفلول) إن مديونية المستشفى الميداني لإحدى لمستشفى العلوم والتكنولوجيا بلغت مليار ريال!!
كيف مديونية والهلال الأحمر القطري دافع مليون دولار؟
لم يكتف مدير المستشفى الميداني ورفاقه بالتكتم الشديد على التبرعات التي تم تلقيها عبر الساحات والمنح المقدمة باسم جرحى الثورة من الهلال الأحمر السعودي والتركي إلى جانب القطري والحساسية المفرطة التي يظهرونها تجاه مبدأ الشفافية الذي يقوم عليه العمل الإغاثي في كافة أنحاء العالم. بل إن الرجل دق حسب وصف موقع الصحوة "ناقوس الخطر" قائلاً بصريح العبارة إن المستشفى الميداني بحاجة إلى تبرعات! (صورة من التصريح في موقع الصحوة).
وزيادة في التضليل وإخفاءً لحقيقة أن الهلال الأحمر القطري دفع مليون دولار نظير علاج جرحى الثورة في مستشفى العلوم والتكنولوجيا اعترف د/ محمد القباطي لبرنامج حكمة يمانية في قناة سهيل (وليس العقيق) على الهواء مباشرة وتجدونها محملة على موقع يوتيوب: "مديونيتنا لمستشفى واحد فقط أكثر من مليار ريال"،
- يسأله مقدم البرنامج والتأثر باد على وجهه: "لمستشفى العلوم والتكنولوجيا"؟
- يهزّ القباطي رأسه موافقاً كمن يدفعها من جيبه أو كمن يدين بالامتنان لمستشفى تقرض المساكين وتعالج الجرحى "نعم". (لدى القباطي تصريح في 2009 نشره موقع مأرب برس بوصفه قيادياً في جمعية الإصلاح سنقدمه مع جملة الوثائق والأدلة لهيئة محكمة الصحافة!)
إلى جانب كل ذلك دعكم من حقيقة أن العشرات من جرحى الثورة دفعوا تكاليف العلاج في مستشفى العلوم والتكنولوجيا من نفقتهم الشخصي: فهذا الطفل "أسامة خالد محفل" ذي العشر سنوات الذي انفجر به لغم أرضي في 4/3/2012م أمام وزارة الصناعة، قال والده لموقع الأهالي نت (وليس لإعلام الفلول) إنه تم إخراج الطفل "من مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا يوم الاثنين 7/5/2012م كون إدارة المستشفى حملت والد الطفل، وهو المعدم، مسؤولية تسديد المبلغ الذي وصل إلى ثلاثة ملايين ريال في الوقت الذي يحتاج أسامة إلى زراعة جلد".
وهذا عبدالله أحمد إسماعيل جريح "كنتاكي" في 19 سبتمبر 2011م، وهذا فواز الأسودي، وهذا أحمد العزي (30 سنة) جريح مسيرة عصر –الذي ظل ستة أشهر يتبرز من بطنه لأن عمليته تكلف 360 ألف ريال- وثلاثتهم جرحى لم ترأف بهم مستشفى العلوم والتكنولوجيا وتعالجهم إلا بعد أن نشر الزميل أمين دبوان قصصاً عن معاناتهم في صحيفة الأولى ثم مأرب برس فتبرع لهم فاعلو خير عبر موقع مأرب برس بتكاليف العمليات الجراحية وأجريت لهم في مستشفى العلوم والتكنولوجيا نقداً.
من أكل بالثلاث لم يختنق والدليل مستشفى العلوم
إذن لدينا تصريحا منسق الهلال الأحمر القطري وأمين عام الجمعية الطبية الخيرية الذين يؤكدا أن مليون دولار، قدمت من قطر في المرحلة الأولى، دفعت إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا، ومليون و146 ألف دولار ستدفع في المرحلة الثانية. لدينا أيضاً تصريح مدير المستشفى الميداني إلى جانب أربعة حالات موثقة من جرحى الثورة، وهم بالعشرات، الذين تعالجوا على نفقتهم الشخصية في مستشفى العلوم والتكنولوجيا. والآن لدينا دليل مادي آخر أوثق من كل الأدلة السابقة وأخطر.
إنها فاتورة المطالبة التي رفعتها مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، في ديسمبر 2012م أثناء تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع القطري، إلى وزارة المالية اليمنية مطالبة بدفع مليار و172 مليون و699 ألف ريال تكاليف علاج جرحى الثورة!
إذن مستشفى العلوم والتكنولوجيا تلقت الأموال من ثلاث جهات في وقت واحد: مليوني دولار من الهلال الأحمر القطري، ومن بعض أسر جرحى الثورة كأسامة محفل وأحمد العزي، وقدمت فوق ذلك فاتورة رسمية إلى وزارة المالية مطالبة بدفع مليار و172 مليون و699 ألف ريال تكاليف علاج جرحى الثورة!
تخطر في بالي الآن سورة المائدة وآية القطع!
95% من فواتير المستشفيات الخاصة أيضاً لصالح العلوم والتكنولوجيا
في 29/12/2012 أصدر وزير المالية صخر الوجيه تكليفاً رقم (2105) بتشكيل لجنة لدراسة ومراجعة مطالبة اتحاد المستشفيات الأهلية برئاسة الأخ رضوان الشيباني". وبحسب تقرير لإدارة الرقابة والمتابعة في وزارة المالية فقد كانت المبالغ المطالب بها من المستشفيات الخاصة كالتالي:
1- العلوم والتكنولوجيا: مليار و172 مليون و699 ألف ريال عن 5460 حالة علاجية.
2- مستشفى المنار النموذجي: 20 مليون و222 ألف ريال عن 164 حالة علاجية.
3- المستشفى الأهلي: 16 مليون و742 ألف ريال عن 200 حالة.
4- الألماني الحديث: 12 مليون و510 ألف ريال عن (غير مذكور) حالة.
5- مستشفى القاهرة: 9 مليون و062 ألف ريال عن 135 حالة.
6- مستشفى سيبلاس 118 ألف ريال عن حالتين علاجيتين.
وقد توصلت اللجنة الحكومية التي شكلها وزير المالية الى النتائج التالية:
- عدم توفر مستند قانوني أو مرجعية واضحة أو محايدة يتم الاستناد عليها.
- كان من الضروري بمكان الحصول على بيانات جرحى ومصابي الثورة السلمية من جهة مستقلة فلم نجد سبيل لذلك إلا في المستشفى الميداني الذي وافى اللجنة بنسخة إلكترونية غير مكتملة البيانات.
-  صعوبة تقييم المبالغ المطالب بها من اتحاد المستشفيات الأهلية نظراً لعدم وجود تقييم للخدمات الجراحية والإسعافية والتشخيصية والسريرية والعلاجية التي تضمنتها فواتير المستشفيات الأمر (ركزوا على هذه الجملة) الذي يتطلب التنسيق مع وزارة الصحة كجهة معنية بهذا الأمر. وهذا ما تطرقت إليه في الحلقة الثالثة: تعطيل وزارة الصحة كجهة مختصة ولاحظوا أن اللجنة أوصت وزير المالية بإحالة الأمر إلى الوزارة المختصة قبل البت فيه غير إن الوزير بدلاً من العمل بتوصيات اللجنة أقالها وشكل لجنة أخرى سترفع خلال الأيام القليلة القادمة تقريرها ربما بما يرضي مزاج الوزير صخر الوجيه الذي لا يرغب في إحالة الموضوع إلى الجهة المختصة: وزارة الصحة.
الفرق بين سائقي الدراجات النارية وسيارات إسعاف العلوم والتكنولوجيا
عدا ذلك، وإضافة إليه، قالت لجنة وزارة المالية في توصياتها المرفوعة إلى وزير المالية بتاريخ 16/1/2013م: "إن هناك دعم شعبي وتبرعات داخلية وخارجية وعمل طوعي إلا أنه لم نلمس أي أثر لذلك في فواتير ومطالبات المستشفيات الأهلية (وهذا يؤكد ما طرحناه سابقاً حول ضرورة الشفافية والريبة المشروعة من التكتم على التبرعات والمنح الداخلية والخارجية التي تلقاها مديرو الساحة!).
ولاحظت اللجنة المالية "ارتفاع التكلفة المقدمة من مستشفى العلوم والتكنولوجيا" خاصة التي طالبت بمليار و172 مليون ريال وهو ما يمثل، حسب تقرير اللجنة، 95% من قاتورة اتحاد المستشفيات".
وعند التحليل الأولي للمبالغ اكتشفت اللجنة التالي:
1- أعلى تكلفة علاج لجريح واحد في مستشفى العلوم والتكنولوجيا بلغت 20 مليون و226.979 ألف ريال.
2- أن متوسط تكلفة علاج الجريح الواحد في مستشفى العلوم والتكنولوجيا 8 مليون و400 ألف ريال.
3- إضافة تكلفة هي بالأصل ضمن تكلفة علاج الجرحى حتى أن مستشفى العلوم والتكنولوجيا احتسبت مبلغ 8 مليون و400 أجور سيارات الإسعاف، فيما بلغ فارق أسعار الأدوية المصروفة 2 مليون و778.153 ألف ريال!
حتى أجور سيارات الإسعاف أضافتها مستشفى العلوم والتكنولوجيا: الله على جشع واحتيال! يخطر في بالي الآن سائقي الدرجات النارية الذين كانوا يسعفون الجرحى ويخاطرون بحياتهم ومصدر قوتهم الوحيد. هم الثوار الحقيقون في حين أن من كانوا يسعفون الجرحى إليهم هم لصوص الثورة على الحقيقة.
أهلاً بكم في الحلقة الخامسة من تحقيق "اللصوص الجدد.. ملف فساد جرحى وشهداء الثورة الشبابية" الذي نقف أنا ورئيس التحرير الزميل محمد عايش بسبب حلقتيه السابقتين أمام محكمة الصحافة والمطبوعات في الدعوى المرفوعة من جمعية الإصلاح الخيرية التابعة لحزب الاخوان المسلمين في اليمن، الجمعية التي يرأسها القاضي مرشد العرشاني وزير العدل الحالي ولسان حالنا قول أبي الطيب المتنبي: "أنت الخصم والحكم".
نقلا عن الاولى