صراع الحلفاء في الجنوب

أشتدّ الصراع بين الحلفاء في الجنوب بالتزامن مع الاحتفالات التي دعت لها عدة أطراف في مدينة عدن بمناسبة ثورة 14 أكتوبر، فبعد أن منعت قوات "الحزام الأمني" المدعومة من قبل الإمارات، الأحتفال في خور مكسر الذي كان تنوي حكومة هادي احيائه في ساحة العروض، نجحت حكومة هادي في تنظم عرضاً عسكرياً في مدينة صلاح الدين غرب عدن، انتهى باشتباكات عسكرية بين عناصر تابعة للحزام، وقوات تابعة للحماية الرئاسية.

 

ودخلت أطراف الصراع مرحلة كسر العظم بين "المجلس الانتقالي" من جهة وبين "حكومة هادي" من جهة أخرى،  وتضمنت  تصريحات رئيس حكومة هادي، أحمد عبيد بن دغر التي حذّر فيها من "إسقاط عدن عسكرياً"، تهديداً واضحاً لـ"المجلس الانتقالي"، الذي بدوره ردّ رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي على تصريحات بن دغر، وطالب أنصار المجلس "بالتصعيد الشعبي ضد الشرعية"، واصفاً وجودها في عدن "تحت الاستضافة".

وبين الصراع المحتدم بين المجلس والحكومة، تقف مكونات وقوى وقيادات ما يسمى بـ"المقاومة" على مسافة بين الطرفين ، وحشدوا أنصارهم للخروج الى ساحة العروض بخور مكسر، وفي البيان الختامي للفعالية طالبوا بـ"اقامة علاقات شراكة مع السعودية والإمارلات" وضرورة "تصحيح مسار العلاقات".

واعتبرت قيادات جنوبية مستقلة أن الصراع الدائر أهدافه بعيداً عن تطلعات الناس ويرتبط بعلاقة تلك المكونات بدولة الإمارات والسعودية، وكل فصيل يخدم أجندات لتلك الدولتين ، بعيد عن القضايا الوطنية .

وفي حديث للناشط الجنوبي،

عبدالرحمن حيدرة، "المسيرة نت" أعتبر أن " الصراع ليس للجنوب فيه مصلحة، والكل أتباع لمشاريع دول أقليمية" وأضاف" الوضع في المحافظات الجنوبية متدهور على كل المستويات الخدمية سواء الأمنية أو المعيشية".

وقبيل تنظيم الفعاليات ،شنّت قوات تابعة لشلال شايع، ووحدات من "الحزام الأمني" حملة اعتقالات طالت قيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح، وأقدمت تلك القوات على حرق مقر الحزب في مدينة كريتر ، وتسبب الحريق بمقتل ثلاثة من العناصر المنفذة، ويتساءل مراقبون كيف أن من بين المعتقلين مسؤول حملة "سلمان للإغاثة" في مدينة عدن التي تنظمها السعودية، والقوات المهاجمة مدعومة من قبل الإمارات، وتلك الدولتين تقودا العدوان على اليمن، في مؤشرِ يعده مراقبون تغذية الصراع الداخلي في اليمن من قبل دول العدوان.

وتحدث "للمسيرة نت" الناشط في الحراك الجنوبي، عبدالله العولقي معلقاً على حملة الحزام ضد عناصر الإصلاح قائلاً: " حزب الإصلاح يعتبر عدو الجنوب، والحراك الجنوبي منذ انطلاقته منع الحزب من تنظيم أي فعاليات، لكن التصعيد ضد الحزب من قبل الحزام ليس لمصلحة الجنوب، وانّما لمصلحة دولة الإمارات".

وتعيش مدينة عدن حالة من الانفلات الأمني، في ظل تصاعد في وتيرة الخلاف بين الحلفاء المدعومين من قبل دول العدوان، ونُفّذت قبل أيام عملية اغتيال طالت الشيخ السلفي ياسين العدني، وهو من مؤيدي العدوان، ومؤخراً نشب بينه وبين قائد الحزام الشيخ السلفي هاني بن بريك ، خلاف، وبحسب مصادر مقربة من أسرة العدني فإنها "حمّلت بن بريك وقوفه وراء العملية".