الرئيس هادي: الديمقراطية لا تقتصر على نزاهة الانتخابات فقط

دعا رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي إلى تغليب المصالح الوطنية العليا على ما عداها،  وتحقيق تطلعات الشعب وثورته الشبابية السلمية التي كان من أهم أهدافها القضاء على كل أنواع المشاريع الصغيرة وصياغة مشروع وطني جامع لكل اليمنيين نحن في أمس الحاجة إليه في ظل تنامي النعرات والنزعات المناطقية والطائفية والجهوية والمذهبية.
واكد الرئيس هادي في كلمته  مساء اليوم الثلاثاء بمناسبة حلول شهر رمضان، بأن الديمقراطية  الحقة لا تقتصر على نزاهة العملية الانتخابية فقط ،ولكنها منظومة متكاملة تشمل المكاشفة والشفافية والرقابة والمحاسبة بين الحاكم والمحكوم .
مضيفا : وهذه المنظومة المتكاملة هي التي توفر شروط وآليات الحكم الرشيد وتخلق الثقة بين الشعوب وحكامها وتدفع بالمجتمعات نحو النهوض الحضاري الشامل . مشيرا الى  ان هناك أهداف وطنية عظيمة وقواسم مشتركة  ليست محل خلاف بين القوى السياسية على اختلاف مشاربها الفكرية وأطيافها الحزبية يأتي في مقدمتها ترسيخ مبادئ العدالة والمساواة والحرية والتأسيس لقواعد وأسس الحكم الرشيد وبناء دولة النظام والقانون وتحقيق الأمن والاستقرار وإرساء مبادئ العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والسعي نحو التنمية المستدامة وتحقيق الرفاة الاقتصادي.
هادي حذر أنه ما لم نصوغ المشروع الوطني الجامع الذي يصون وحدتنا الوطنية ونعمل بقوة على تحقيقه فإننا سنكون جزءا من المشكلة وليس جزءا من الحل، مطالبا الجميع أن يقدموا التنازلات من أجل خير المجموع ، وأن يدرك الكل :عظيم الأمانة والمسؤولية الكبيرة التي حملتنا بها الأجيال الحاضرة واللاحقة وأن نكون على مستوى هذه التحديات الكبيرة ونعمل على وضع عربة الوطن على الطريق الصحيح".
كما دعا إلى الاهتمام بالجانب الاقتصادي، وقال: يجب علينا أن نتخلص من طريقة التفكير القديمة التي أفسدت فيها السياسة الجانب الاقتصادي. وكشف بأن  جذور المشكلة  اقتصادية بامتياز نتجت عن عدة اختلالات أبرزها سوء الإدارة وتفشي الفساد وتسخير الاقتصاد لخدمة السياسة، مع أن الوضع الطبيعي ان تخدم السياسة التنمية الاقتصادية، حسب قوله.
وناشد القطاع الخاص  مراعاة خصوصية الشهر الكريم والبعد عن المغالاة في الاسعار، وعدم احتكار السلع والخدمات الأساسية والضرورية المتعلقة باحتياجات المواطنين والى استثمار رمضان في إشاعة قيم التسامح وبث روح المحبة والإخاء والتعاطف والتراحم والتكافل والامتثال لقيم الحق والخير والعدل والسمو بها عن اغراض هذه الدنيا الزائلة .
وطمأن الرئيس  في كلمته إلى المواطنين أن الرئاسة وجهت " الجهات المختصة بأن تقوم بتحمل مسؤولياتها في توفير الاحتياجات الأساسية والضرورية للمواطنين خلال هذا الشهر المبارك واتخاذ الاجراءات الحاسمة ضد كل من يحاول المغالاة في الاسعار وحرمان المواطن من الخدمات الأساسية من غذاء ووقود وكهرباء" .
كما حث هادي ختام كلمته  وسائل الاعلام الحزبية والرسمية والمستقلة أن تستشعر مسؤوليتها الوطنية وأن تعمل الأحزاب على ترشيد خطابها الإعلامي بحيث يكون الإعلام ه جزءا من الحل وليس جزءاً من المشكلة، ويسهم أرباب الفكر والقلم في إنجاح التسوية السياسية ومؤتمر الحوار الوطني الشامل.