ذكرى النفير

... ذكرى النفير ....

إن لم تكُن ذكرى الشهيدِ نفيرا
فلقد أسأنا الذِّكرَ والتذكيراً

إن لم يشُقْ دمُ الشهيد طريقنا
نحو الجهادِ .. تحرُّكاً ونُشورا

الحفل في الجبهات يا شعب الإبا
يكفي احتفالاتٍ .. كفى تصويرا

زُوروا متارسهُم لتحييوا ذكرهم
ليس الوفاء بأن نزورَ قُبورا

لا تطلقوا النيران في تشييعهم
ولتشعلوها في الغزاة سعيرا

الإحتفاءُ .. هوَ اقتِفاءُ جهادهُم
حتى نُشاهد دينهم منصورا

لا أن نُعلِّقهُم على جدراننا
صِّوَراً .. ونقعدَ حسرةً ، وفُتورا

ما ذا يُفيد بأن نُقيم لأجلهم
حفلاً .. ونترُكُ دربهُم مهجورا

لِنكُن بشارتهُم .. إذا انتظروا لمن
لم يلحقوهم نظرةً وسُرورا

من في ( عسير ) استشهدوا من أجلنا
فرضوا علينا أن نزور ( عسيرا )

ما لم نُعبِّر بالنفيرِ عن الوفاءِ
فنحنُ شعبٌ .. أخطأَ التعبيرا !

ما لم تكُ الجبهات قاعة حفلنا
ولها نُعِدُّ قوافلاً ومسيرا

وندُكُّ جيش المعتدين تيمُّناً
بالمؤمنين الصادقين شعورا

ونرى أهاليهم وقد وجدوا بنا
شهداءهم مُتجسِّدينَ حُضورا

حُيِّيتِ يا أم الشهيد كرامةً
عظُمتْ .. وقلباً مؤمناً وصبورا

حُييتِ يا زوج الشهيد وأخته
جسّدتِ ( زينب ) إذ فقدتِ نظيرا

* * *

شهداؤنا العظماء .. أربابُ العطا
نُعطي زهوراً .. يبذلون نُحورا

ونقيمُ حفلاً .. هُم أقاموا ديننا
وهُمُ استعادوا مجدنا المطمُورا

ساروا بنهج نبيِّهم وعليّهم
وولِيِّهم .. نوراً يُعانِقُ نورا

بذلوا النفوسَ وقدّموا أرواحهُم
لم يخلقوا لقعودهم تبريرا

(( التائبون العابدون الحامدو
ن )) .. الصابرون الذاكرون كثيرا

حملوا هدى القرآن وانطلقوا .. وقد
رشفوا مع (بن البدر) منهُ سُطورا

(( وَلَئِن قُتلتُم في سبيل الله أو
مُتُّم لَمَغفِرةٌ )) .. تلوحُ أخيرا

ما قالَ قائلُهُم .. أأُقتلُ في الوغى
ويعيشُ غيري سالِماً وقريرا !

بل قال يا رب البرية خُذ دمي
واشفي بهِ للمؤمنين صدورا

يا رب .. واقبلني لوجهكَ خالصاً
ولتشربيني يا بلاد طهُورا

شربوا رضا الرحمن في الفردوس من
كأسٍ .. وكان مزاجها كافورا

وثقوا بنصر الله واعتصموا به
(( وكفى بربك هادياً ونصيرا ))
#معاذ_الجنيد
10 / فبراير / 2017م