تناوير الحطب .. بدائل ممكنة لمواصلة الصمود وقهر الحصار

في ظل هذا العدوان الغاشم الذي سعى جاهدا لتدمير اليمن أرضاً وإنساناً وحصاره من كافة الجوانب وعبر مرتزقته في الداخل كان من ضمن مخططاته إحداث أزمات اقتصادية متعددة منها محاولاته لخلق أزمة الغاز المنزلي الذي يعتبر المحرك الأساسي لحياة أي مواطن.

كل تلك المؤامرات لم تكن حاجز صد أو منع للإبداع والابتكار والموهبة لم تحرم المواطن اليمني من إيجاد البدائل كوسيلة لتطويع نوائب الدهر وقهر الصعاب، من ضمن تلك الاختراعات شولة نار والذي ابتكرها احد المواطنين وكانت محل إقبال لربات البيوت:

رغم العدوان والحصار المفروض على بلادنا إلا أن العقل اليمني لم يعرف للفشل طريقاً بل جعل من معاناته وحرمانه إبداعاً ومحاولة استكفاء ليواصل حياته اليومية الأمر الذي يظهر إرادة الشباب اليمني في مختلف المجالات العلمية وقوة صبرهم واستبسالهم وحبهم للحياة.
شولة الصمود
وهنا يروي لنا الأخوان أبو زكريا الآنسي معلم كيمياء وخالد الآنسي يعملان في مهنة إصلاح “الأدوات المنزلية، عن اختراعهم الذي لاقى إقبالا كبيرا من المواطنين وربات البيوت فيقولا: بسبب انعدام الغاز المنزلي قبل شهرين بدأنا بتجربتنا في عمل بديل للغاز وهي عبارة عن شولة شبيهة للبوتاجاز أسميناها شولة الصمود حيث جاءت فكرتها من صمود الشعب السوري وهي شبيهة بكير الحداد تقوم بعملية نفخ هواء لمجموعة فحم بعد أن يتم توليع أولها،وكانت هي أول شولة قمنا بتجربتها في المنزل.
ويذكران أن مكونات الشولة عبارة عن (تنك من حق السمن ومروحة كمبيوتر تعمل على بطارية الطاقة الشمسية الموجودة في كل بيت) وتم عرض أول شولة في المحل وكان الناس مندهشين من الفكرة وتعمل على الفحم ومنظومة النفخ والهواء التي تقوم بها المروحة من الأسفل إلى الأعلى، وقد وجدت إقبالا كبيراً من قبل المواطنين وربات البيوت إلا أن الجهات المعنية سواء حكومية أو مدنية أو بنك المشاريع الصغيرة لم يكن لها شرف تشجيع وتبني الفكرة والاختراع ، مشيرين الى أن تطوير المشروع يحتاج إلى رأس مال فهناك الكثير نريد القيام به لكن العين بصيرة واليد قصيرة.
حيث لا يخفى على الجميع أننا نعاني من العدوان والحصار ومحاولات ضعاف النفوس احداث الأزمات تلو الأزمات وكان آخرها انعدام مادة الغاز المنزلي الذي سبب قلق داخل كل منزل وما كان من بعض الأشخاص إلا أن سارعوا الى البحث عن بديل لتجاوز الأزمة.
ابتكارات منزوعة الدسم
رغم آلة الحرب والدمار والاعتداءات المتكررة لتدمير منشآت البلد وبنيته التحتية إلا أنها لم تحد من قدرة العقول النيرة وإبداعات الموهوبين بل أثبت العديد من المبدعين القدرة على تخطي حاجز العدوان والحصار بحيث لم يثنهم عن الابتكار في شتى المجالات الحربية والكهربائية والطبية التقنية والخدمية وحاز معظمها على مراكز عالمية .. وكل هذه الاختراعات تعتبر إلهاماً من الله كبديل حتى تستمر حياتهم النضالية وصمودهم الاسطوري أمام كل منغصات الحياة..
سهل الاستخدام والقيمة
وقال خالد وابو زكريا: ان تجربتنا ليست محتكرة علينا فهناك من قام بتقليد وعمل مثل هذا المنتج لأنه بسيط وبإمكان أي شخص أن يصنع مثله إذا توفرت لديه كل المتطلبات لصناعتها.
وعن رأي ربات البيوت في مثل هذا المصنوع، أشار خالد إلى أنه أعجب الكثير خاصة وأنه سهل الاستخدام والتكلفة ولا أضرار صحية له كونه يعمل على الفحم.
مضيفا إنه بعد عرض أول تجربة للناس وإعجاب الكثير من المقربين بالفكرة كان هناك دافع لعرضها وتسويقها للناس ووجدنا إقبالاً عليها فقمنا ببعض التعديلات في تصميمها وتم تطويرها بتغليفها وعمل مادة عازلة للحرارة وتحسين عملها ومظهرها وتم عمل نوعين الأول أبو شولة والآخر أبو شولتين، وتبلغ تكلفتها بثلاثة آلاف وثلاثمائة وتباع بأربعة آلاف ريال، بينما أقل مبيع لها من 15 – 20 شولة في اليوم الواحد.
هذه كانت باختصار تجربة اختراع بديل مؤقت للغاز المنزلي وهناك الكثير غيرهم والقادم مليء بالمفاجآت التي يحملها المبتكرون والمخترعون وذوو الهوايات في جعبتهم وسيقهرون بها الظروف ويهزمون العدوان.