الشارع : أحداث المنطقة الثانية "قائد صواريخ اسكود الجنوب في مواجهة اللواء الأحمر"

- على ذمة إيقاف الثاني لشركات اصطياد تابعة لقادة عسكريين من سنحان من العمل في حضرموت، وإقالته قادة متشددين، وآخرين مرتبطين بالتهريب
- مصدر عسكري رفيع يؤكد أن هجوم مسلحي "القاعدة" على مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية في المكلا كان الهدف منه قتل اللواء محسن ناصر
- علي محسن يُمارس ضغوطاً لإجبار الرئيس هادي على إقالة محسن ناصر من قيادة المنطقة وتعيين إخواني متشدد في مكانه
- سبق أن رفض توجيها من علي محسن بالسماح للشركات بالاصطياد والأخير يضغط لإقالته أو نقله بأي طريقة من حضرموت
- محسن ناصر أبلغ الرئيس هادي أنه يتبعه هو كرئيس للجمهورية ولا يتبع علي محسن ولا يتلقى أوامره منه
- "الشارع" تنشر إحصائية نهائية بعدد ضحايا الهجوم: 23 قتيلاً و35 جريحاً في صفوف الجيش مقابل مقتل 15 مسلحاً
- انتشال 8 جثث لمسلحين، و15 لجنود قتلوا خلال قصف المبنى بالمدفعية والدبابات
-  جنود يتعرفون على جثتي مسلحين كانا ضمن الجهاديين الذين تم تجنيدهم عام 2011 بشكل غير رسمي
- ينتمي جميع المسلحين إلى غيل باوزير وقدموا من الريان وليس من شبوة
"الشارع": 
قال لـ "الشارع" مصدر عسكري رفيع إن فرق الانتشال العسكرية انتشلت، الأربعاء والخميس الماضيين، 23 جثة من داخل مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، التي تم، قبل مغرب الأربعاء، قصف طابقها الثالث بالدبابات والمدفعية الثقيلة لإنهاء تحصن مسلحي تنظيم القاعدة في المبنى مع عدد من الجنود الأسرى لديهم، منذ مهاجمتهم للمبنى في العاشرة من صباح الاثنين الماضي.
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن 15 جثة من الجثث المنتشلة لجنود، فيما الجثث الثمان لمسلحي "القاعدة"، وبهذا يصل العدد الإجمالي العسكريين الذين قتلوا منذ هجوم المسلحين على المبنى إلى نحو 26 فرداً بين جندي وضابط؛ حيث سبق للمسلحين ذبح 8 جنود على الأقل، تم رميهم من الطابق الثالث على دفع، منذ يوم الاثنين. وجرح من الجنود والضباط 35 فرداً بجروح مختلفة.
وذكر المصدر أن بين الجثث التي تم انتشالها 8 جثثاً للمسلحين الذين هاجموا المبنى. وبهذا يصل العدد الإجمالي للمسلحين المهاجمين 15 فرداً، حيث تم اعتقال 5 مسلحين في اليوم الأول للهجوم، إضافة إلى الانتحاري، الذي بدأ الهجوم بتفجير سيارة مفخخة استهدفت بوابة المنطقة العسكرية، في العاشرة من صباح الاثنين الماضي.
وأفاد المصدر أن "التحقيقيات أثبتت أن المسلحين الذين هاجموا المبنى ينتمون إلى منطقة غيل باوزير، القريبة من المكلا، وقدموا من منطقة الريان، وليس من شبوة أو من خارج محافظة حضرموت، كما كان يقال من سابق". وطبقاً للمصدر؛ فقد تعرف عدد من جنود المنطقة إلى جثثي اثنين من المسلحين، وأكدوا أنهما كانا من ضمن الذين تم تجنيدهم في أكتوبر 2011، من قبل قائد المنطقة العسكرية الأسبق، محمد علي محسن، وتلقوا تدريبات معهم في منطقة الريان داخل معسكر اللواء 27 ميكا.
وأكد المصدر أن من بقي من مسلحي "القاعدة" في الطابق الثالث لمبنى المنطقة العسكرية عمدوا إلى تفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة كانوا يرتدونها؛ ما أدى إلى تطاير أجسادهم إلى أشلاء وتفحمها، مشيراً إلى أنهم فجروا أنفسهم عندما بدأت عملية القصف الشديدة، وأقدموا على ذلك كي لا يتم التعرف على هوياتهم.
وأكدت مصادر عسكرية متطابقة ممارسة اللواء علي محسن الأحمر، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الأمن والدفاع، يُمارس ضغوطات على الرئيس عبد ربه منصور هادي، لإقالة اللواء محسن ناصر، قائد المنطقة العسكرية الثانية، بحجة فشله في تأمين المنطقة، ويقترح تعيين بدل عنه إخواني مقرب منه.
وقال مصدر عسكري آخر للصحيفة إن الهدف الأول للمسلحين، الذين هاجموا مقر المنطقة العسكرية الثانية، هو قتل محسن ناصر، مشيراً إلى أن الهجوم تم بعد دقائق من دخول سيارته إلى المبنى، إلا أنه لم يكن فيها، حيث كان لدى محافظ المحافظة الذي استدعاه لحل قضية قتل بين اللواء 27 ميكا وإحدى قبائل حضرموت.
وقال المصدر: "كان الهدف الأول للمهاجمين هو قتل محسن ناصر، بسبب ما حققه من إجراءات في ساحل المكلا ضد تنظيم القاعدة والقيادات العسكرية الدينية المتشددة، وقيادات أخرى كانت متورطة في التهريب، وتمكن من تغييرهم من مواقعهم، ومواجهته للقاعدة، وملاحقته لهم إلى غيل باوزير، ودخوله معهم في معركة هناك، قبل أشهر، أدت إلى مقتل وإصابة عدد منهم".
وأضاف: "كذلك اتخذ محسن ناصر إجراءات منع من خلالها شركات الاصطياد، التابعة لعدد من القادة العسكريين المنتمين إلى سنحان، من الاصطياد، بالمخالفة، في المياه الإقليمية القريبة من سواحل حضرموت. وتوسط لديه عدد من القيادات العسكرية إلا أنه رفض السماح لهذه الشركات بالاصطياد، كما كانت تعمل من سابق..".
وتابع: "بعد أن فشل خصوم اللواء محسن ناصر في قتله، يعملون اليوم إلى محاولة إقالته من موقعه بحجة التقصير في عمله، بما يمكنهم من العودة للعمل في حضرموت كما كانوا في السابق. واللواء علي محسن الأحمر يضغط على الرئيس هادي من أجل إقالة محسن ناصر ونقله من حضرموت بأي طريقة، وقد طلب علي محسن للرئيس هادي تعيين محسن ناصر سفيرا لليمن في دولة خارجية، أو تعيينه قائداً لقوات الاحتياط، المتمركزة في العاصمة صنعاء".
وقال المصدر: "اللواء علي محسن طلب من الرئيس تعيين العميد عبد الكريم السعدي، أركان حرب المنطقة العسكرية، بدلاً للواء محسن ناصر. والسعدي هو إخواني، يدين بالولاء لعلي محسن، وتقول المعلومات إن مسلحي القاعدة دخلوا، عند اقتحامهم قيادة المنطقة، إلى مكتبه، إلا أنهم لم يقتلوه، وهذا أثار استغراب كثير من الضباط والجنود".
وأضاف: "علي محسن ظل يلح على الرئيس هادي بضرورة تغيير محسن ناصر بالسعدي، كون الأول من أتباع الرئيس السابق، وابنه، بحجة أنه كان قائد اللواء السابع، التابع لما كان يعرف بقوات الحرس الجمهوري المنحلة، وهذا اللواء كان يتمركز في العرقوب، وهناك إصرار كبير على نقل محسن ناصر من حضرموت، في ظل مخاوف من انصياع الرئيس هادي لمطالب ورغبات علي محسن".
وتابع: "محسن ناصر أبلغ الرئيس هادي أنه يتبعه هو كرئيس للجمهورية، ولا يتبع علي محسن، ولا يتلقى أوامره منه، وأبلغه أنه رفض، قبل شهر، أوامر من علي محسن بالسماح لشركات الاصطياد بالعمل كما كانت تعمل في السابق، إلا أنه رفض ذلك، لأن في ذلك مخالفة كبيرة ونهبا لثروات البلاد".
وأبلغ المصدر الصحيفة أن عددا من العسكريين اقترحوا على وزير الدفاع توزيع اللواء 27 ميكا؛ كونه يتضمن كثير من المتشددين الجهاديين، فيما ارتفعت حالة الصراع بين قائد هذا اللواء، الذي يتبع اللواء علي محسن، مع قائد المنطقة العسكرية الثانية، الذي يصر على إجراء إصلاحات في اللواء وبقية ألوية المنطقة. وقال مصدر عسكري آخر إن اقتحام مسلحي "القاعدة" لقيادة المنطقة العسكرية الثانية كان بمثابة رسالة قوية عملت على تصاعد الأزمة بين اللواء الأحمر واللواء محسن ناصر.
وكان محسن ناصر قائد الصواريخ في الجنوب حتى حرب صيف 94، بما فيها صواريخ اسكود، وهو معروف كقائد عسكري شجاع، غادر البلاد كلاجئ سياسي، بعد هزيمة الطرف الذي كان فيه، ثم عاد قبل سنوات وتم إعادته إلى الجيش.