تقرير لصحيفة الشارع : ساعة الصفر لسيطرة جماعة الإخوان على اليمن

المخابرات المصرية : أخوان اليمن والقاعدة شركاء

- مصدر عسكري يكشف لـ "الشارع" تفاصيل تقرير أمني سري يستند إلى معلومات من المخابرات المصرية والإماراتية
- قيادة التحكم البديلة لجماعة الإخوان انتقلت إلى اليمن ومنها تدير عمليات خلاياها في مصر وسوريا وليبيا وتونس وقطاع غزة
- تؤكد مصر أن المرشد المؤقت للجماعة يتواجد في حضرموت، أو أرحب، أو داخل مزرعة تقع في ريف الحديدة وتتبع قائدا عسكريا كبيرا
- جماعة الإخوان تسعى إلى الاستيلاء على الحكم في اليمن عبر العنف وتحالف غير معلن مع "القاعدة" ولم يتبق غير تحديد ساعة الصفر
- لدى الجماعة جهاز أمني وعسكري سري يتولى الإشراف وتنفيذ عمليات ضباط قوات الأمن والجيش
- الاغتيالات ستتسع لتشمل قيادات الاشتراكي والحراك بما يُمكن من السيطرة على الجنوب
- الجماعة تستخدم "القاعدة" لتنفيذ عمليات تصفية لعدد من الضباط وهناك قيادات تتولى تحديد أسماء الضحايا
- جماعة الإخوان في اليمن تقوم بتدريب مسلحين جهاديين وإرسالهم إلى مصر لقتال الجيش ونشر الفوضى هناك
- تم التقاط مكالمات تجريها قيادة الجماعة من اليمن عبر شبكة الثريا لإدارة خلاياها في مصر وسوريا وليبيا وغزة
- تمت الاستعانة بجهاز المخابرات الإماراتي وقيادات "الإخوان" تستخدم هذه شبكة الثريا للتواصل مع خلاياها عبر وسطاء ورموز مشفرة
- تم التوصل إلى معلومات خطيرة عبر عمليات تحقيق استخباراتية بينها انتزاع اعترافات من قيادات الجماعة والجهاديين المعتقلين في مصر
صنعاء:
قال لـ "الشارع" مصدر عسكري رفيع إن رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، تلقى، الخميس الماضي، تقريراً أمنياً أكد أن قيادة التحكم الرئيسية البديلة لجماعة الإخوان المسلمين انتقلت إلى اليمن بعد حملات الاعتقالات التي طالت قيادات الجماعة في مصر، بالتزامن مع انتقال قيادة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بشكل كامل إلى اليمن.
وأوضح المصدر الموثوق أن التقرير الأمني السري، الذي رُفع إلى الرئيس هادي، يتضمن معلومات استخباراتية من المخابرات المصرية تقول فيه إن القيادة التي تدير عمليات خلايا جماعة الإخوان في مصر تتمركز في اليمن، وهي تدير أيضاً عمليات جماعة الإخوان في سوريا، وقطاع غزة، وليبيا، وتونس.
وذكر المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث في هذا الموضوع، أن المخابرات المصرية توصلت إلى هذه المعلومات عبر عمليات تحقيق استخباراتية واسعة بينها انتزاع اعترافات من قيادات جماعة الإخوان المعتقلين لديها، والمسلحين الجهاديين الذين ألقت القبض عليهم في سيناء ورفح.
وأفاد المصدر بأن "المخابرات المصرية تمكنت من التقاط مكالمات تتم من اليمن عبر شبكة الثريا لإدارة خلايا جماعة الإخوان في مصر، وبقية البلدان، وتم ذلك بعد أن استعانت مصر بجهاز المخابرات الإماراتي؛ لأن مقر إدارة شبكة الثريا يقع في الإمارات، وقيادات الإخوان تستخدم هذه الشبكة للتواصل مع خلاياها".
وقال المصدر: "اكتشفت المخابرات المصرية أن قيادة جماعة الإخوان أصبحت بشكل كامل في اليمن، ومنها تُصدر التوجيهات لخلاياها في مصر وليبيا وتونس وقطاع غزة وسوريا، لكن هذه القيادات لا تتحدث بشكل مباشر في الاتصالات، فمثلاً محمود عزت لا يتحدث بنفسه في تلك الاتصالات، بل يتحدث شخص بالنيابة عنه، يعطي توجيهاته إلى الشخص المتصل به وبكلمات مشفرة معروفة بينهم".
وأضاف: "تؤكد المعلومات أن تركيا تلعب دوراً كبيراً لمساعدة جماعة الإخوان، وتقول المخابرات المصرية إن تركيا تقوم، منذ نحو شهرين، وعبر الخطوط الجوية الخاصة بها، بنقل مسلحين جهاديين من اليمن، ودول أخرى، إلى إسرائيل، التي تربطها علاقات جيدة مع أنقرة، ومن إسرائيل يتم دفع هؤلاء المقاتلين إلى دخول الأراضي المصرية لقتال الجيش المصري، ونشر الفوضى هناك، ويتم هذا بمعرفة وتسهيل تل أبيب. كذلك تتهم مصر جماعة الإخوان المسلمين في اليمن بتدريب مسلحين جهاديين وإرسالهم إلى مصر للقيام بالمهمة ذاتها". وأشار المصدر إلى تورط قطر في العملية، وإلى أن السلطات المصرية تعتقل عشرات اليمنيين الذين تمكنت من القبض عليهم وهم يقومون بأعمال مسلحة ضد الجيش المصري في سيناء ورفع.
وتابع: "وفقا للتقرير الأمني، الذي لم يطلع عليه إلا عدد محدود في اليمن، فمصر تقول إنها اكتشفت أن هناك أنفاقاً كثيرة وكبيرة من قطاع غزة إلى مصر، وأن الجيش المصري اكتشف أحد تلك الأنفاق وهو واسع يمكن أن تمر منه دراجات نارية... يقول التقرير إن تركيا تعمل حالياً على سحب جهاديين من سوريا إلى مصر".
وقال المصدر إن "الاستخبارات المصرية تؤكد أن الدكتور محمود عزت، المرشد العام الجديد لجماعة الإخوان المسلمين المصرية، يتواجد في اليمن، بعد أن تمكن من الفرار إليها قادماً من مصر". وأوضح المصدر أن التقرير الأمني السري أكد أن كثيرا من قيادات جماعة الإخوان، وجهاديين ألقت السلطات المصرية القبض عليهم في سيناء، بينهم شقيق الدكتور أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، اعترفوا للمخابرات المصرية أن محمود عزت يتواجد في اليمن.
وأفاد المصدر بأنه بناءً على معلومات استخباراتية عدة تم تحديد ثلاثة أماكن يُرجح اختفاء محمود عزت فيها، مشيراً إلى أن هذه الأماكن هي منطقة في حضرموت، أو منطقة أرحب، في محافظة صنعاء، أو داخل مزرعة في ريف محافظة الحديدة وتتبع قائدا عسكريا يمنيا كبيرا.
وقال المصدر: "المخابرات المصرية أبلغت السلطات اليمنية أن جماعة الإخوان تسعى إلى الاستيلاء على الحكم في اليمن، عبر العنف وتحالف غير معلن مع تنظيم القاعدة، الذي تقول المخابرات المصرية إنه سيكون بإمكانه السيطرة على كثير من المناطق ومؤسسات الدولة في اليمن، خاصة وأنه يتلقى دعماً من جماعة الإخوان، التي تمكنت من التغلغل في أغلب ألوية ومؤسسات قوات الجيش والأمن في اليمن، وأغلب أجهزة الدولة في صنعاء وبقية المحافظات. وقالت المخابرات المصرية إن اليمن تسير نحو حالة من الانهيار، وأن خطة جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة للسيطرة على الحكم جاهزة، وأنه لم يبق سوى تحديد ساعة الصفر للقيام بذلك".
وأضاف المصدر: "تقول المخابرات المصرية إن جماعة الإخوان في اليمن تستخدم تنظيم القاعدة لتصفية القيادات العسكرية والأمنية، ولدى الجماعة جهاز أمني وعسكري سري خاص يتولى الإشراف على عمليات التصفية تلك، والقيام بجانب كبير منها، عبر عمليات اغتيال منظمة استهدفت وتستهدف ضباطا لا ينتمون إلى الجماعة، أو كانوا محسوبين على النظام السابق، أو ضباطا تشك الجماعة أنهم سيقفون ضدها، أو أولئك الذين يُراد عقابهم لمواقف سابقة... وقدمت مصر معلومات عن عمليات الاغتيالات التي تمت وتتم لضابط يمنيين، حيث تقول إن جماعة الإخوان تقف خلف تلك العمليات، لاسيما وجميع الضباط القتلى من طرف معين، وليس بينهم أي ضابط ينتمي لجماعة الإخوان أو قريب منها". وأشار المصدر إلى أن الجماعة تمكنت، بعد أن سلم علي عبد الله صالح السلطة، من الحصول على معلومات تفصيلية بأسماء الضباط الذين وقفوا ضدها، وأولئك الذين يُمثلون خطراً على مشروعها في السيطرة على البلاد.
وذكر المصدر أن المعلومات تقول إن عمليات قتل الضباط اليمنيين تتم بناءً على توجيهات تصدرها، بشكل غير مباشر، قيادات تتولى تحديد أسماء الضباط الذين يجب قتلهم.
وقال المصدر: "تقول معلومات المخابرات المصرية والإماراتية إن عمليات الاغتيال ستتسع في اليمن ضمن مرحلة ثانية من التصفيات تُسهل عملية السيطرة على الجنوب، وستشمل تلك التصفيات قيادات في الحراك الجنوبي والحزب الاشتراكي، الذي تعرض، خلال العامين الماضيين، عدد من الضباط المحسوبين عليه لعمليات اغتيال، بينهم العميد عمر بارشيد، الذي قتل في أغسطس 2012 بعملية تفجير استهدفته في سيارته وسط مدينة المكلا، والعميد الركن فضل محمد جابر الردفاني، الذي قتل، في 25/12/2012، برصاص مسلحين مجهولين يستقلان دراجة نارية وسط العاصمة صنعاء". وأشار المصدر إلى أن "قواعد الجماعات الدينية المسلحة تتمركز في الجنوب في أبين وشبوة وحضرموت، وهي مقسمة المحافظة الأخيرة إلى خليتي إدارة خلية في غيل باوزير والشحر، والثانية في الوادي".