نصر الله: الجبهة الدولية والاقليمية والداخلية التي تضافرت للسيطرة على سورية فشلت

في إطلالة هي الأولى بعد تحرير المخطوفين اللبنانيين التسعة في أعزاز، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إنه "لا يهم من عمل على إطلاقهم بل النتيجة المتمثلة بالإفراج عنهم" متوجهاً بالشكر لكل من حمل قضيتهم وعمل على حلها. واكد السيد نصر الله أن الموضوع كان سياسياً أكثر منه موضوع عملية تبادل وإطلاق سجينات في سورية، مشيراً إلى أنه "تلقينا وعدا قبل عام بإطلاق سراح السجينات لكن الخاطفين هم الذين غيروا توجههم".
وفي كلمة له في ذكرى تأسيس مستشفى الرسول الأعظم اكد السيد نصر الله على ضرورة تكليف أحد في لبنان لمتابعة قضايا الخطف في سورية وآخرها خطف المصور سمير كساب. ودعا الأمين العام لحزب الله إلى إيجاد إطار لمعالجة كافة الملفات العالقة مع الشقيق السوري أو مع العدو الإسرائيلي حيث تشير الأرقام إلى وجود 17 ألف مفقود إبان الاجتياح الاسرائيلي غالبيتهم لبنانيون بالإضافة إلى فلسطينيين وسوريين ومن بين هؤلاء الدبلوماسيون الإيرانيون الأربعة.
وذكر السيد نصر الله بالكلام المباشر الذي سمعه من القيادة السورية والتي أعلنت فيه الأخيرة عن الاستعداد للوصول في هذا الملف الى الخواتيم المعقولة. وفي سياق متصل توقف الأمين العام لحزب الله عند قضية السيد موسى الصدر ورفيقيه، مؤكداً أن هذه القضية هي قضية وطنية بامتياز. ولفت السيد نصر الله إلى ضرورة التحرك باتجاه كشف مصير الإمام الصدر ورفيقيه، لافتاً إلى وجود شخصين على قيد الحياة معنيين بهذه القضية هما مديرا المخابرات في عهد الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال السيد نصر الله "هناك عبد الله السنوسي الموجود في السجن وموسى كوسى الذي يتنقل في فنادق العالم وخصوصاً الدول الخليجية ومنها الدول الصديقة للبنان" داعياً الدولة إلى تحمل كامل مسؤوليتها في هذه القضية.
السيد نصر الله تطرق إلى الشأن السوري مؤكداً أن "الجبهة الدولية والاقليمية والداخلية التي تضافرت للسيطرة على سورية فشلت"، لافتاً الى التطورات الكثيرة التي حصلت مؤخراً في المنطقة وفي العالم، من بينها التطور الميداني لصالح الجيش العربي السوري وصراع وأداء الجماعات المسلحة وسلوكها الميداني بالإضافة إلى تبدل المزاج والرأي العام.
وإذ اكد أن الحل المقبول في سورية هو الحل السياسي دون شروط مسبقة وشدد على ضرورة أن يدفع الكل باتجاه هذا الحل، اتهم السيد نصر الله المملكة العربية السعودية بعرقلة هذا الحل من خلال استقدام آلاف المقاتلين من العالم وتمويل ودعم الجماعات المسلحة.  
وربطاً بتطورات الوضع في سورية دعا السيد نصر الله المراهنين على متغيرات في المشهد السوري إلى عدم التأجيل في تشكيل الحكومة لأن المزيد من الانتظار سيحسن من ظروف وموقعية ومكان الفريق الآخر. وفي إشارة إلى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قال نصر الله "من سيعود إلى بيروت من مطار دمشق الأفضل له أن يبقى حيث هو أو أن يعود عبر مطار رفيق الحريري الدولي".  السيد نصر الله أكد أن الرهان على الموضوع السوري سقط متهماً فريق 14 آذار بتعطيل البلد بسبب موقفه من تشكيل الحكومة معتبراً أن تعطيل نواب هذا الفريق لمجلس النواب هو لأسباب سياسية. وطالب السيد نصر الله إلى عقد جلسة لحكومة تصريف الأعمال لمناقشة ملفي النفط والوضع الأمني لا سيما في طرابلس معتبراً أن هذين الملفين لا يحتملان التأجيل، مشيراً إلى ضغوط يتعرض لها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من الأطراف الداخلية التي كانت السبب في استقالته ومن المملكة العربية السعودية.
وفي موضوع النفط قال السيد نصر الله "إن الوقت يمر فيما خيرات لبنان تسرق والإسرائيلي يعمل ليل نهار". أما في ما يتعلق بالتدهور الامني في مدينة طرابلس فأكد الأمين العام لحزب الله أن الحل هو باستلام الجيش اللبناني بمؤازرة القوى الامنية الأخرى الأمن في المدينة مشدداً على ضرورة توفير الغطاء السياسي والديني للجيش في مهمته. وقال "الحل الوحيد في طرابلس هو باستدعاء الجيش اللبناني وليس باستدعاء داعش والنصرة" في إشارة إلى الدعوات التي أطلقها بعض رجال الدين السلفيين دون أن يسميهم. ولفت السيد نصر الله إلى وجود العديد من السيارات المفخخة في لبنان قائلاً "إن المسؤولية الوطنية تفترض منع حصول التفجير والقيام بكل الإجراءات الحاسمة لمنعه قبل وقوعه".