الحبيب الجفري : الحرب الدائرة في دماج فتنة ولا يجوز الحشد لها وقتلاها ليسوا شهداء

قال الحبيب علي الجفري في منشور له على صفحته في الفيس بوك انه لا يجوز الحشد للحرب الدائرة في دماج ولا الارتحال إليها ، ولا إمدادها بالمال والسلاح ، وقتلاها ليسوا بشهداء ، إلا من كان منهم دافعا لصائل صال عليه في مكانه دون سابقة تعدٍ منه عليه
وأضاف الحبيب الجفري أن ما يحدث في دماج من حرب هي فتنة تتصل بالصراع الداخلي بين المتنافسين على حكم اليمن ، ثم دخلت فيها التوازنات السياسية الإقليمية بين دول المنطقة ، وليس للإسلام فيها ناقة ولا جمل

كما اضاف الحبيب الجفري معلقا على منشورة في الفيس بوك قائلا : كانت اليمن تعيش في وئام تام بين الغالبية السنية الشافعية وإخوتهم الزيدية الذين بالرغم من توليهم حكم اليمن لقرون متوالية إلا أنهم لم يُقحموا الطائفية المذهبية على لعبة التوازنات السياسية، والذين كان معتمد مذهبهم الإقرار بصحة خلافة الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مع اعتقادهم أفضلية سيدنا علي رضي الله عنه، وهم لا يُجيزون التقية في مذهبهم بخلاف الإمامية. وكنّا معاشر السنة في اليمن نتبادل إجازة السند في رواية الحديث مع إخوتنا الزيدية، ونتجاور على الإخاء، بل قامت بيننا أواصر المصاهرة والنسب، ولم تكن النزاعات السياسية تأخذ الإطار الطائفي بل كانت تقتصر على السياسة.
مضت القرون على هذا الحال حتى اتخذ الساسة الذين يحكمون اليمن من الاختلاف المذهبي وسيلة لإدارة لعبة التوازنات السياسية، فتمّ دعم مجموعة من متعصبي السنة السلفية "تمّ طردهم من السعودية لشدة تعصبهم ولاتهامهم بالتورط في فتنة جهيمان العتيبي الذي تعدّي على الحرم المكي مطلع القرن الهجري" ليؤسسوا مركزا تعليمياً دعويا في صعدة، وهي المنطقة التي كانت لقرون طويلة مركزا لعلماء المذهب الزيدي ولم تكن من مناطق السنة.
وعمد أولئك إلى الهجوم على المذهب الزيدي وتسفيه علمائه ورمي أفعالهم بالشرك والابتداع مما أدى إلى بداية صراع مرير. لك أن تتخيل معالمه فيما لو تم تأسيس مركز لتدريس المذهب الإمامي الشيعي في مدينة الرياض أو بريد عاصمة السلفية بالقصيم أو تم تأسيس مركز لتدريس السلفية في النجف وقم الشيعية! 
وفيما يلي نص ما قاله الحبيب الجفري على صفحته في الفيس بوك :
 
بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .. 
وبعد.. 
فقد كثر السؤال عن الحرب التي تدور في قرية دماج وما يحيط بها من منطقة صعدة في اليمن، وعن حشد الشباب لها من مختلف المناطق، والجواب لمن سأل: 

هي والعياذ بالله فتنة تتصل بالصراع الداخلي بين المتنافسين على حكم اليمن، ثم دخلت فيها التوازنات السياسية الإقليمية بين دول المنطقة، وليس للإسلام فيها ناقة ولا جمل، فلا هي نصرة لآل البيت عليهم السلام ولا للصحابة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين.

بل هي أقرب ما تكون إلى الوصف النبوي الشريف الذي رواه البخاري ومسلم من طريق أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنهما: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، فقلت يا رسول الله: هذا القاتل فما بال المقتول، قال: إنه كان حريصًا على قتل صاحبه). 

فلا يجوز الحشد لها ولا الارتحال إليها، ولا إمدادها بالمال والسلاح، وقتلاها ليسوا بشهداء، إلا من كان منهم دافعا لصائل صال عليه في مكانه دون سابقة تعدٍ منه عليه.

وقد أصبح الفريقان المتقاتلان يَحشدان الشباب من مناطق حضرموت وشبوة ولحج وأبين والبيضاء ويافع والضالع وإب وحجّة وتهامة وغيرها، فيرحل إليها من كانوا بالأمس جيرة متحابين في منطقة واحدة؛ ليتقابلوا أعداء متقاتلين في صعدة، وتحصدهم هذه الحرب ليعودوا إلى مناطقهم جثامين مضرّجة بالدماء، وهذا هو شأن الفتن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وقد لقيت بعض أقارب هؤلاء الشباب المُغرر بهم من منطقة بيحان فسمعت ما يُدمي القلب من زجٍ بزهرة شباب البلاد في أتون حربٍ آثمة، بإسم الدين ودين الله براء من ذلك كله، والله المستعان.

اللهم ارفع عنّا الفتن ما ظهر منها وما بطن وعجّل لهذه الأمة بأمر رشد يُعزّ فيه أهل طاعتك ويُتاب فيه على أهل معصيتك يا حي ياقيوم.