بوتين : لدى روسيا القدرة الكافية للرد على أي تحديات عسكرية

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس 12 ديسمبر/كانون الأول في رسالته السنوية للجمعية الفيدرالية (البرلمان) أن لدى روسيا القدرة الكافية للرد على أي تحديات عسكرية. ودعا الدول الأخرى ألا تحلم بإمكانية تحقيق التفوق العسكري على روسيا الاتحادية.
 

وقال:"يجب ألا يحلم أحد بتحقيق تفوق عسكري على روسيا. لن نسمح بذلك أبدا وسترد روسيا سياسيا وتكنولوجيا على تلك التحديات. ولدينا كل ما يلزم ذلك من قدرات".
 

وبهذا الصدد أشار الرئيس الروسي إلى أن الأهداف الحقيقية لمنظومة الدرع الصاروخية الغربية لا تتفق مع تسميتها، قائلا:" لقد تجلى لنا الأمر بوضوح، ومفاده أن منظومة الدرع الصاروخية ليست منظومة دفاعية إلا بالإسم فقط. وهي في حقيقة الأمر حلقة هامة في سلسلة القدرات الهجومية الاستراتيجية. وأضاف قائلا:" كانت الولايات المتحدة على مدى فترة طويلة من الزمن تعلن أن الهدف الرئيسي لمنظومة الدرع الصاروخية التي يتم إنشاؤها في أوروبا هو اعتراض صواريخ قد تطلقها إيران.
 

فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأسبوع الماضي أن الحل التام للوضع المتعلق بالقضية النووية الإيرانية يجب أن يلغي مسألة إنشاء منظومة الدرع الصاروخية في أوروبا من قبل الولايات المتحدة والناتو.
 

كما قال بوتين:"يثير قلقنا تصميم أنظمة جديدة من الأسلحة، بما فيها عبوات ناسفة نووية محدودة القدرة، وصواريخ استراتيجية غير مزودة برؤوس نووية، ومنظومات ذكية غير نووية فوق صوتية مخصصة لتوجيه ضربات خاطفة لأهداف تبعد آلاف الكيلومترات".
 

وحذر الرئيس الروسي قائلا: "قد يؤثر سلبا تنفيذ كل تلك المخططات على الاستقرار الإقليمي والعالمي". وقال: "إن زيادة دول أجنبية قدرة منظوماتها الذكية غير النووية مع توسيع إمكانات منظومة الدرع الصاروخية قد يلغي كل الاتفاقات الموقعة في مجال الحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية ويؤدي إلى الإخلال بما يسمى بالتوازن الاستراتيجي"، وأضاف قائلا:" نحن ندرك ذلك تماما ونعرف ما علينا أن نتخذ من خطوات بهذا الشأن".
 

 

وأكد بوتين قائلا: "تسمح عقيدتنا العسكرية بضمان أمن الدولة الروسية بشتى الوسائل". ومضى قائلا: "نحتل الآن خطوطا أمامية جديدة من حيث بعض المواصفات النوعية لقوات الردع النووي الاستراتيجية".
 

وأشار بوتين إلى أنه يجري تصميم منظومات صواريخ جديدة ذات استخدام استراتيجي وتستمر عملية تعزيز قوات الصواريخ الاستراتيجية وبناء غواصات نووية. كما يستمر العمل على تصنيع قاذفات القنابل الواعدة بعيدة المدى. وأضاف قائلا: "سترافق ذلك عملية استحداث النظام الشامل للاستطلاع وتحديد الأهداف الذي سيعمل في إطار فضاء معلوماتي موحد وضمن التوقيت الحقيقي لصالح القوات المسلحة الروسية. وكل ذلك له علاقة بتعزيز مجموعة أقمارنا الصناعية العسكرية".
 

 

وأعلن بوتين أن الحكومة الروسية وجهت إلى قطاع الصناعات الحربية الروسية طلبيات تقدر بـ 23 تريليون روبل، أي نحو 720 مليار دولار. وقال: "المبالغ التي نوظفها لإعادة تسليح الجيش وتحديث الصناعات الحربية لا سابقة لها، وتبلغ نحو 720 مليار دولار، الأمر الذي سيمكّن قطاع الصناعات الحربية من تحديث قاعدته الإنتاجية وخلق فرص عمل جيدة".
 

وأعاد بوتين إلى الأذهان أن ما يزيد عن مليوني شخص يعملون في مؤسسات قطاع الصناعات الحربية الروسية، ويزداد هذا العدد إذا أضفنا إليه أفراد أسر العاملين في القطاع. وقال إن الخبراء في هذا القطاع سيتقاضون مرتبات جيدة وثابتة، ما يضمن مستوى لائقا لمعيشة عائلاتهم.
 

ولاحظ الرئيس الروسي أنه من الضروري التفكير الآن في كيفية تشغيل تلك المرافق الصناعية بعد تنفيذها للطلبيات الحكومية عام 2020. فلا يجوز حسب رأيه إبقاء تلك المؤسسات من دون عمل بعد عام 2020. وقال: "أرجو أن تقدم اللجنة العسكرية الصناعية اقتراحات بهذا الشأن لتمكين تلك المؤسسات من صنع منتجات مدنية مطلوبة في سوقنا الداخلية والسوق الخارجية على حد سواء".