وسط مقاطعة انصارالله وتغيب اتحاد القوى الشعبية : احتفالا ضخما في القصر الجمهوري طغى عليه الطابع البروتوكولي بمناسبة انتهاء الحوار

شهد القصر الجمهوري بالعاصمة اليمنية صنعاء صباح اليوم السبت 25 / 1 / 2014م احتفالا طغى عليه الطابع البروتوكولي بمناسبة انتهاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل في ظل غياب مكونين هما انصار الله و اتحاد القوى الشعبية و بعض اعضاء الحراك الجنوبي و الدكتور ياسين سعيد نعمان نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني .

الاحتفال الذي قاطعة مكون انصارالله بعد انسحابهم المعلن يوم الثلاثاء الماضي على خلفية اغتيال عضو مؤتمر الحوار عن مكون انصارالله الدكتور احمد عبدالرحمن شرف الدين صبيحة يوم الثلاثاء الماضي وأيضا تغيب مكون اتحاد القوى الشعبية وعدد من اعضاء مكون الحراك الجنوبي المنسحبين مع محمد علي احمد الذين لم يتم استبدالهم ، شهد حضورا دوليا بارزا سواء من الدول العشر ودول الخليج الراعية للمبادرة الخليجية و الجامعة العربية و الامم المتحدة  .

هذا وبداء الحفل بالنشيد الوطني ثم القاء الرئيس عبدربه منصور هادي كلمة تحدث فيها عن النجاح الذي وصفه بـ " منقطع النظير " لمؤتمر الحوار الوطني الشامل واستطاعته تجاوز كل الصعوبات والعوائق التي واجهها خلال فترة انعقاده سواء ما كان متعمداً منها أو ماكان طبيعياً ومتوقعاً وهو ما أدى إلى امتداد أعماله عشرة أشهر كاملة بدلاً عما كان مرسوماً له وهو ستة أشهر فقط..

و اعتبر الرئيس هادي الفترة التي قضاها مؤتمر الحوار رقماً قياسياً معللا ذلك بحجم التعقيدات والصعوبات التي بدأ المؤتمر أعماله في ظلها ملفتا إلى أهمية أن يدرك الجميع أن المهام الواردة في الوثيقة النهائية لا تستطيع حكومة واحدة القيام بها بل الحكومات المتعاقبة بدءً من الحكومة القائمة التي ستنجز جزءاً من المهام حتى إجراء الانتخابات وستواصل الحكومات اللاحقة في الأقاليم العمل لإنجاحها .

الى ذلك القى نائب أمين عام جامعة الدولة العربية أحمد بن حلي  كلمة نوه فيها الى دور الأمم المتحدة التي أثبت ممثلها جمال بنعمر مدى تفانيه وجديته وكفاءته في تأدية هذه المهمة النبيلة في انجاح مؤتمر الحوار ، كما أشاد  بجهود ممثلي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن.

تلا ذلك كلمة لمساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لليمن جمال بنعمر لفت فيها إلى أن اليمن خسر خلال بضعة أشهر من الحوار بعض خيرة رجالاته ، آخرهم الدكتور أحمد شرف الدين الذي اغتيل و هو في طريقه إلى الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار ، فضلا عن تعرّض عدد يسير من المتحاورين للتهديد والترهيب ومحاولات الاغتيال والاختطاف ، وأحياناً محاولات شراء الضمائر حسب قوله ..

و اكد المبعوث الدولي  أن تلك الحوادث  ليست سوى غيض من فيض ممارسات دأب البعض عليها ، في محاولة يائسة لإحباط عزيمة اليمنيين وإفشال الحوار وتقويض مسيرة التغيير.

كما القى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج عبداللطيف الزياني كلمة تحدث فيها عن مستوى التمثيل الرفيع المشارك في هذا الاحتفال من الدول الداعمة للمبادرة الخليجية والأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ، لافتا الى التضحيات التي قدمتها بعض مكونات الحوار و التي اخرها اغتيال الدكتور احمد شرف الدين .

من جهته أعرب رئيس المجلس الوزاري الخليجي النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية بدولة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في كلمة القاها خلال الحفل عن سعادته للدعوة الكريمة التي وجهت له للمشاركة في حفل اختتام مؤتمر الحوار الوطني وزيارة العاصمة التاريخية لليمن صنعاء ، مشددا على اهمية بناء دولة مدنية في اليمن تلبي طموحات اليمنيين .

كما اعرب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في رسالة متلفزة للحفل الختامي لمؤتمر الحوار الوطني الشامل عن تهنئته للشعب اليمني على اختتام مؤتمر الحوار مضيفا  أن الأمم المتحدة ستبقى ثابتة الالتزام بدعم العملية الانتقالية في اليمن.. وقال" ولهذه الغاية، سيبقى مستشاري الخاص جمال بنعمر منخرطاً عن كثب مع مختلف الأطراف اليمنية، وكذلك مع الشركاء الدوليين من أجل دفع العملية السياسية قدماً".

وبعد انتهاء الكلمات وقف الحاضرون دقيقة حداد قرأوا خلالها الفاتحة على أرواح الشهداء من أعضاء مؤتمر الحوار الدكتور أحمد شرف الدين والدكتور عبدالكريم جدبان والقاضي عبدالجليل نعمان والفقيدة الراحلة رمزية عباس الارياني   .

كما تم عرض  فيلم تسجيلي عن إسهامات الشهداء الثلاثة والراحلة الإرياني في مختلف محطات الحوار ونقاشاتهم الجادة التي عكست حسهم الوطني العالي وحرصهم على إنجاح مؤتمر الحوار.

هذا وشهدت العاصمة صنعاء مساء اليوم احتفالا بالألعاب النارية بمناسبة انتهاء مؤتمر الحوار الوطني تعبيرا عن النجاح في الوصول الى هذه اللحظة .