عشرات الشهداء..رد المقاومة من الصورايخ الى المواجهة المباشرة : رصد كامل لتطورات العدوان الاسرائيلي على غزة

 

العدوان على غزة في يومه الثالث: عشرات الشهداء والجرحى وتلويح باجتياح بري

 

وسط صمت عربي واصلت إسرائيل غاراتها على قطاع غزة مستهدفة منازل المواطنين ومواقع المقاومة. وأعلنت أنها ألقت أكثر من 400 طن من المتفجرات فيما لوحت باجتياح بري هو اليوم محط داخلي بشأن جدواه وأثمانه.
 

حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة بلغت خلال اليومين الماضيين ما لا يقل عن 53 شهيداً و465 جريحا معظمهم من المدنيين. سلسلة جرائم ارتكبتها قوات الاحتلال أمس الثلاثاء، لعل أبرزها قصف منزل آل كوارع في خان يونس، الذي أدى إلى استشهاد سبعة أشخاص وجرح 25  آخرين.
فيما سقط خمسة شهداء بينهم قائد وحدة الكوماندوس في كتائب القسام في غارة استهدفت سيارتهم على دوار الشعبية وسط مدينة غزة.  الجيش الإسرائيلي أعلن  مهاجمة 160 هدفاً في قطاع غزة خلال الليل.
 

المقاومة ترسم خارطة الردّ على العدوان.. من إطلاق الصواريخ إلى المواجهة المباشرة

مع استمرار العدوان الواسع على غزة، تواصل المقاومة الفلسطينية قصف المستوطنات الإسرائيلية حيث سجل استهداف كتائب عز الدين القسام مطار نيفاتيم العسكري للمرة الأولى والذي يبعد عن غزة أكثر من 70 كلم. 

من تل أبيب إلى الخضيرة والقدس وإلى بئر السبع رسمت المقاومة الفلسطينية خارطة الرد على العدوان الإسرائيلي، هذا بلغة الصواريخ. أما بلغة المواجهة المباشرة، فقد سجلت المقاومة خرقاً أمنياً عسكرياً عبر عملية كومندوس بحرية خاصة نفذتها كتائب القسام بهجومها على قاعدة زيكيم البحرية على شواطئ عسقلان.  
وكان تجدد صباح اليوم الأربعاء سقوط الصواريخ على المستوطنات في سدوت نيغف وشاعر هنيغف ونتيفوت. كتائب عز الدين القسام أعلنت استهداف مطار نيفاتيم العسكري للمرة الأولى بصاروخي "أم 75" وهو يبعد عن غزة أكثر من 70 كيلومتراً.كما أعلنت الكتائب في وقت سابق أن وحدة كوماندوس تابعة لها اقتحمت قاعدة سلاح البحرية على شواطئ عسقلان وقتلت سبعة جنود. كذلك أعلنت عن قصف حيفا شمال فلسطين المحتلة للمرة الأولى بصاروخ "آر 160".

في المقابل، ذكر موقع "يديعوت أحرونوت" أن "إحصائية إطلاق الصواريخ من غزة في اليوم الأول من حملة الجرف الصلب وصلت إلى 117 صاروخاً". وأشار إلى أن القبة الحديدية تمكنت فقط من اعتراض 29 صاروخاً. فيما نفذ الجيش الإسرائيلي 234 هجوماً.ولفت الموقع إلى أن الصاروخ الذي اكتشفت الشرطة الإسرائيلية آثاره في الخضيرة مثَّل مفاجأة تجاوزت كل التوقعات الإسرائيلية إزاء قدرات حماس، وخاصة أنه سقط على مسافة 110 كيلومترات عن قطاع غزة، ولم يسبق سقوطه إطلاق أي صفارة إنذار.

وكانت حصلت الميادين على صور حصرية من غزة تظهر إطلاق صواريخ من قبل سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي باتجاه المستوطنات الإسرائيلية.

كتائب القسام أطلقت على عملية قصف حيفا وتل أبيب والقدس اسم العاشر من رمضان، وأهدتها إلى شهداء الجيش المصري.واشترطت القسام لعودة الهدوء وقف العدوان على الضفة والقدس وغزة والإفراج عن الأَسرى الذين اعتقلوا أخيراً والكف عن تخريب المصالحة.

الناطق باسم سرايا القدس أبو أحمد قال في اتصال مع الميادين إنه لا بد من وقفة جدية من قبل فصائل المقاومة للرد على العدوان، مؤكداً إطلاق سرايا القدس أكثر من ستين صاروخاً على المستوطنات في إطار عملية البنيان المرصوص. 

 

مشعل يحمّل نتنياهو مسؤولية التصعيد ويستصرخ العرب

 

دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل جميع الفصائل الفلسطينية ان تنسق جهودها وتكون معا في معركة الدفاع عن الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان.

 

واعتبر أن المقاومة الفلسطينية لديها عقل مبدع وارادة حديدية طالباً "من شعبنا الصمود في وجه العدوان الذي يتحمل مسؤوليته العدو الصهيوني".

وتوجّه مشعل لكتائب القسام بالقول "أنتم تصنعون النصر وتصنعون الحدث"، كما وجّه رسالة إلى الشعوب العربية بأن "القدس تستصرخكم وغزة تستصرخكم والضفة تستصرخكم"، معتبراً أن كل ما يفعله العدو في الضفة يأذن لنا ان ننتفض في وجهه.  وقال في خطاب تلفزيوني:" الشعب الفلسطيني اعطى فرص عديدة للمبادرات الدولية والعربية ولم يبق امامنا الا الدفاع عن انفسنا". 

واضاف "اقول للاسرائيليين اجبروا قيادتكم على وقف العدوان.. من يتحمل مسؤولية اختبائكم في الملاجىء هو نتنياهو وحكومته.. نحن لم نسع للتصعيد وهذا عدوان فرضه نتنياهو علينا فليوقف عدوانه اولا". 

وتابع "من يطالبنا بالتهدئة مقابل التهدئة نقول له يجب العودة الى الاساس والضغط على نتنياهو لوقف العدوان".  مشعل اعتبر أنه كان لا بد للمقاومة ان ترد على العدوان الاسرائيلي والتصعيد، مشيراً إلى أن نتنياهو صعد عدوانه على غزة بعد الضفة وبعد التنكيل بابناء اراضي الثمانية والاربعين. 

وأوضح أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم وأن خطف المستوطنين الثلاثة هو بعض الغضب الفلسطيني، لافتاً إلى أن  الاسرى في سجون الاحتلال انتفضوا ضد سياسة القمع ونتنياهو تجاهل انتفاضتهم ايضا.  

واعتبر أن "نتنياهو اعلن الحرب على حكومة المصالحة وشدد الحصار على غزة واستمر في سياسة تجويع غزة واهلها، وأنه أدار ظهره للعالم ولم يكترث إلا لحكومته، حكومة المستوطنين، وهو يرتكب جرائم وارهاب بحق الشعب الفلسطيني".
 

مشير المصري: الدول العربية مطالبة بدعم الشعب الفلسطيني بالمال والسلاح

 

قال عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس مشير المصري إن دخول إسرائيل بحرب برية حلم للمقاومة لأنها ستشكل مقبرة لها، قائلا "قد يدخل العدو أطراف غزة لكنه لن يخرج منها إلا أسيراً أو قتيلاً".

 

وأكد المصري في مقابلة مع الميادين جاهزبة المقاومة لكل الخيارات محذراً العدو الصهيوني من التوسع في دائرة العدوان. وقال "المقاومة تعمل وفق معادلة طردية "إذا ما وسع الاحتلال دائرة عدوانه ستوسع المقاومة من دائرة قصفها بكل الوسائل الممكنة، واعتقد ان الرسالة السريعة وصلت الى العدو بان تحذيرات القسام والمقاومة لم تكن من فراغ، عندما تضرب المقاومة في تل أبيب والقدس والخضيرة فهذا دليل بأن المقاومة عندما كانت تحذر من مغبة الاقدام على اي اعتداء كانت واثقة  بما تملك من قدرات عسكرية ونقول للاسرائيلي بان الصواريخ المتعددة المديات والقدرات التي رأيتموها تصيب مدنكم ومستوطناتكم ما هي الا جزء يسير من إمكاناتنا ونفسنا طويل ولن نتوقف الا بتحقيق الانتصار". 

وردا على ما نشرته مواقع إسرائيلية تحت عنوان "بنك المعلومات" لصور يظهر فيها قادة حركة حماس المستهدفين للاغتيال قال "عودنا الاحتلال منذ زمن طويل على وضع لائحة بالاسماء قوائم بالاغتيالات، وهذه سياسة اصبحت مكشوفة ومعروفة ولا تخيفنا انما تزيد المقاومة عنفوانا وتزيد القيادة عزما والاحتلال لجأ سابقا الى اغتيال كوادر من حماس ومسؤولين من الصف الاول لكن لم تضعف حماس انما خرج المئات من القيادات الجديدة وشكلت دماء القيادة وقود للانتفاضة، وفي الوقت الذي نصبو فيه الى الشهادة فاننا نتخذ اقصى درجات الحيطة لمنع العدو من تحقيق اهدافه من وراء هذه الحرب النفسية".

وطالب المصري بموقف عربي وإسلامي قوي وضرورة أن تتحمل الامة العربية والاسلامية مسؤوليتها وأن تدرك بأن غزة اليوم إنما تنوب عن الأمة في مقارعة العدو المشترك لها في حماية القضية الأساسية فلسطين" معتبراً أن الدول العربية مطالبة بدعم الشعب الفلسطيني بالمال والسلاح وان تفتح الحدود مع قطاع غزة.

وحول تفسيره لسبب التقاعس العربي والإسلامي قال إنها "حالة الضعف الروتيني الموجود إضافة إلى عدم الخروج من تحت العباءة الأميركية لكن كل ذلك لا يعفي من المسؤوليات والتحرك على كل الصعد ليس فقط دبلوماسياً وسياسياً، إنما العمل على ملاحقة الجرائم الإسرائيلية وفضح سياساتها ومحاكمة قادتها والعمل على فك الارتباط مع الكيان الصهيوني، اذ لا يعقل وجود سفارات اسرائيلية في بعض الدول العربية في ظل سفك الدم". 

وفي سؤال عما إذا كانت هناك اتصالات مع دول عربية للحصول على هذا الدعم أجاب المصري "نحن معنيون بعلاقات استراتيجية مع كل الدول العربية والاسلامية  ولسنا معنيين بوجود علاقات فاترة مع أي دولة بما في ذلك الدول التي ناصبتنا العداء وتحديداً مصر، نحن معنيون بأن تفتح الخطوط مع كل الدول العربية والإسلامية وعلى كل الصعد لأن هذه القضية هي قضية أمة ومطلوب على الأقل أن يتخذ قرار بإنهاء حالة الحصار الظالم عن قطاع غزة إذ لا يعقل أن يبقى معبر رفح مغلق ويفتح فقط للجرحى". 

وحول حالة التشظي العربي والتشرذم رأى المصري "أنها من دون شك مؤلمة والاقوى للموقف الفلسطيني هو وحدة الموقف واسناد شعبنا ولكن في المقابل نحن خضنا حروبا سابقة ولم تكن الظروف الاقلييمية مساعدة واستطعنا ان نفشل اهداف العدو الصهيوني. 

اليوم نحن لوحدنا في الميادين ولكن الشعوب العربية والاسلامية معنا في قلوبها ولم نكن في اي يوم نراهن على اي ظرف اقليمي، نحن نواجه قدرنا وليس امامنا الا الدفاع عن شعبنا بكل الوسائل المتاحة". 

وقال المصري إن الشعب الفلسطيني لا ينتظر من المنظمات الدولية ولا من الرئيس الفسطيني شيئا، مردفاً أن "عليهم السكوت وانتظار النصر". وأضاف أن حديث اللجوء الى المنظمات الدولية قيل مرارا لكنه لم يفض الى شيء. 

وكرّر أن حركة حماس لا تريد من المسؤولين في السلطة أن يتوجهوا للمنظمات الدولية فقط، بل تريد من الرئيس الفلسطيني من محمود عباس ان ينحاز الى الوحدة الوطنية وان يثبت انتماءه الى هذا الشعب وان يوقف حملته ضد الشعب الذي يتضامن مع غزة. 

المصري رأى أن الضفة الغربية تستباح من الاجهزة الامنية التابعة للسلطة وتمنع المواطنين من الخروج للتعبير عن تضامنهم مع غزة "بل ان وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية والتي مرجعيتها الرئيس عباس تمنع دخول حصة الدواء الى قطاع غزة ولا تؤمن مقومات الحياة الاساسية ولا المقومات الطبية لأهلنا في قطاع غزة. 

وتوجه إلى السلطة بالقول "تحملوا مسؤولياتكم المطلوبة منكم تجاه الشعب الفلسطيني كحكومة وفاق وكسلطة ولا نريد منكم اكثر من ذلك، ولا ينتظر منكم الشعب الفلسطيني اي موقف سياسي قوي لانكم اضعف من ان تقدموا على اي قرار يمكن ان يغضب اميركا او اسرائيل".