حرج رسمي من قضية الخواجة وابنته تلحق به، وأسرى فلسطين يكتبون: حريتنا من حريتك

في حين يعيش نظام العائلة الحاكمة في البحرين تململاً وحرجاً كبيرين من قضية الخواجة، لازال تعنت جبابرة آل خليفة هو نفسه. ورغم تداعي المنظمات الدولية والحقوقية وشخصيات عربية وأجنبية للتعبير عن تضامنها مع الحقوقي البحريني عبد الهادي الخواجة، لازال النظام حريصاً على أن لا يظهر بصورة المحرج من قضية الخواجة. وفي حين يدير أذنه الصماء لمطالب الشعب في الإفراج عنه، يسعى نظام آل خليفة للإستفادة من كل الوسائل الممكنة لتلميع ما تبقى من صيت وسمعة دولية للعائلة الحاكمة في البحرين.
وفي حين تقول أسرة الخواجة ومحاميه بأن صحة الناشط الحقوقي البحريني تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، تزعم مصادر البلاط الملكي في البحرين بأن الخواجة "بخير"، مستغلة خبر لقاء السفير الدنماركي به.
وقالت النيابة العامة البحرينية بأن المعلومات ترد على تصريحات وصفتها بالـ "منسوبة" لعائلة الخواجة من أن "وضعه الصحي تدهور بعد ان انقطع عن شرب الماء الاربعاء الماضي".
ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن المحامي العام الاول في النيابة عبد الرحمن السيد زعمه "ان النيابة العامة تتابع بصفة مستمرة حالة المحكوم عليه عبد الهادي الخواجة".
وتابع مدعياً "في هذا الإطار قام أحد رؤساء النيابة اليوم الاحد بالانتقال إلى مستشفى قوة دفاع البحرين حيث التقى بالمحكوم عليه وتعرف على حالته الصحية من خلال الاطباء القائمين على متابعته. وقد ثبت انه في صحة جيدة ومستقرة ويلقى رعاية طبية كاملة".
السلطات البحرينية طلبت من السفير الدنماركي زيارة الخواجة واقناعه بأخذ المغذي الوريدي
من ناحيتها ذكرت زوجة الخواجة خديجة الموسوي ان السلطات البحرينية اتصلت بالسفير الدنماركي في المملكة ليل أمس الأحد وطلبت منه زيارة عبد الهادي الخواجة عند العاشرة من صباح اليوم، دون ان تذكر الأسباب.
وكتبت في حسابها على وقع التواصل الإجتماعي "تويتر": "كان المطلوب من السفير اقناع زوجي بأن يقبل بأن يعطوه المغذي الوريدي (السيلان) وان يبدأ بشرب الماء لأنه في مرحلة خطرة جداّ".
وأضافت: "هذه المرة السفير لم يستطع اقناع عبدالهادي رغم ان الدكتورة فريال حاولت ان تبين لهادي مدى خطورة وضعه. ولكنه قال بأنه أعلم بوضعه منهم".
اعتقال زينب الخواجة ورفضها المثول امام النيابة العامة
هذا إعتقلت سلطات النظام البحريني زينب الخواجة، ابنة الناشط الحقوقي البحريني عبد الهادي الخواجة المعتقل في السجون البحرينية والمضرب عن الطعام منذ أكثر من سبعين يوماً.
وجرى اعتقال الخواجة أثناء مشاركتها في اعتصام نُظّم وسط العاصمة المنامة احتجاجاً على استمرار اعتقال والدها، ومن ثم نُقلت الحقوقية البحرينية إلى مركز شرطة النعيم.
وقد أكدت الخبر زوجة الخواجة خديجة الموسوي فكتبت في حسابها "أما عن عزيزتي زينب فنعم لقد اعتقلت مرة أخرى في أقل من 24 ساعة وهي الآن في النيابة العامة للتحقيق مع المحامي. حفظها الله من كل سوء".
وم ثم عادت لتقول: "لقد وصلني للتو بأن عزيزتي زينب رفضت الذهاب للنيابة العامة حيث انها الوجه الآخر للعملة ولذا فستبقى في السجن حتى يأذن الله في امرها".
"حقا انت زينب وزينة ابيك عبدالهادي الخواجة. كما انا محظوظة بكم"، كتبت الموسوي.
ناشطون وأسرى فلسطين يتضامنون مع الخواجة ومخول يكتب: حريتك من حريتنا
وتعبيراً عن تضامنه مع الخواجة، وجّه رئيس لجنة الدفاع عن الحريات في الأراضي المحتلة عام 48 المعتقل في السجون البحرينية أمير مخول، رسالة من سجن الجلبوع الإسرائيلي إلى الناشط الحقوقي البحريني المعتقل عبد الهادي الخواجة، أعرب فيها عن تضامنه مع إضرابه عن الطعام منذ 74 يوماً.
وفي رسالة بعنوان "حريتك من حريتنا وحريتنا من حريتك"، نقلها موقع مرآة البحرين المعارض، كتب مخول: "حين تكون الإرادة الحرّة وعدالة القضية وأنت تجسّد كليهما، فإن الإنسان قادر على صنع المعجزات بل ويعجز أي جهاز قمع واستبداد وقتل، من النيل منه، لا النظام البحريني الخاضع للاستعمار والإمبريالية الأميركية ولا نظام الاستعمار الإسرائيلي في فلسطين، إنَّ فاقد الشرعية هو نظام الاستعمار والأنظمة العميلة له، أما الشعب فهو الشرعيّة ومصدرها.
وشدد مخول على أن أن "فاقد الشرعية هو نظام الاستعمار والأنظمة العميلة له أما الشعب فهو الشرعيّة ومصدرها".
وقال: "أتابع قضيتك من السجن الإسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة عام 1948، وأشعر بالقوة وعظمة وقفتك وشموخك وكفاحك البطولي الذي يصل صداه إلينا ليلتحم مع الوقفة البطولية للمناضلة الفلسطينية العظيمة هناء الشلبي والمناضل خضر عدنان اللذين أنهيا بالتتابع إضرابًا مفتوحاً عن الطعام لمدة شهرين".
وإستذكر مخول ما كتبه الشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود: وأحْمِلُ رُوحي على راحتي وأمضي بها في مهاوي الردى فإمّا حياةً تَسُرُّ الصديق وإما مماتٌ يغيظ العِدى، قائلاً: "وإذ أنت "تحمل رُوحك" في إضرابك المفتوح عن الطعام، فإن وراء هذا جوهر موقفك وهو أنك تحب الحياة، وفقط من يحب الحياة لديه الجرأة والإرادة أن يُضَحي بها من أجل حُريّته وكرامته الإنسانية وكرامة شعبه وحرية الوطن".
وأعلن الناشط الحقوقي الفلسطيني البارز عبد العزيز طارقجي رئيس الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان المعروفة بـ (راصد) تضامنه الكامل مع الخواجة ومع شعب البحرين ، واصفاً الخواجة بعميد الحقوقيين الذين نفتخر بهم ونقتدي بصمودهم.
ودعا طارقجي ملك البحرين لإطلاق سراح الخواجة فوراً دون تردد لأن قضيته ليست خاصة بشعب البحرين المظلوم بل هي قضية الأحرار في العالم اجمع .
وحذر طارقجي من أي مكروه قد يصيب الخواجة مؤكداً بأن الملك يتحمل المسؤولية المباشره عن حياته لأنه يحكم شعب البحرين المظلوم بالحديد والنار والقمع ليس سبيلاً لكم الأفواه التي تطالب بحريتها في البحرين.
ويُشار إلى أن الناشط الحقوقي البحريني عبد الهادي الخواجة لا يزال معتقلاً في السجون البحرينية منذ شهر نيسان/أبريل الماضي، رغم توصيات اللجنة الملكية لتقضي الحقائق بالإفراج عنه. واليوم توصف حالته صحية بالحرجة نظراً بعد ان دخل في إضراب مفتوح عن الطعام منذ شهر شباط/فبراير الماضي، وسبق وأن ذكرت زوجته بأن امتنع عن شرب الماء ما ينذر بتدهور وضعه الصحي أكثر مما هو عليه من تدهور.