ماذا يعني اغتيال أحد مندوبي اللجنة الثورية لمكافحة الفساد ؟!

اليوم تم اغتيال الشهيد محمد مطهر الشامي الذي كان يعمل مندوبآ وممثلآ للجنة الثورية لمتابعة قضايا الفساد المالي والإداري في المستشفى العسكري بالعاصمة صنعاء وهذه الجريمة لم تكن عرضية بل مدبرة وتحمل معاني كثيرة.

1 - أن اللجنة الثورية ولجانها الفرعية المتخصصة في متابعة قضايا الفساد والعبث بالمال العام قد آتت أكلها واكتشفت ما يشيب له الرأس من عمليات الإختلاس و السرقة للمال العام واستغلال الوظائف الحكومية لتحقيق مكاسب ذاتية وثروات غير شرعية ، وبدأت بالفعل في معالجة الكثير منها وتجميدها والرفع بها إلى نيابة الأموال العامة لإيقاف المتورطين فيها ومحاسبتهم بمقتضى القانون.

2 - تنامي حالة الخوف والرعب في أوساط زعماء الفساد المالي والإداري داخل المؤسسات الحكومية المتورطين في جرائم سرقة المال العام بسبب الأعمال الرقابية التي تقوم بها اللجان الثورية إما خوفآ من الفضيحة أو محاولة الهرب والنفاذ من المحاسبة والمعاقبة التي قد يتعرض لها أو من أجل المحافظة على المناصب التي تمثل مغنمآ ﻷصحابها يبنون بها الثروات الطائلة من أموال الشعب ، فيعملون على التخلص من مندوبي اللجان الثورية أو إخافتهم.

3 - أما الطريقة التي اغتيل بها الشهيد محمد الشامي وهي الطريقة التقليدية التي استخدمت في الكثير من جرائم الإغتيال والتصفية للضباط والكفاءات الوطنية والتي كانت تنسب إلى ما يسمى تنظيم القاعدة ، فإنها تؤكد بما لا يدع مجالآ للشك أن أجهزة الدولة ومؤسساتها الحكومية مخترقة بشكل كبير وتحوي الكثير من المجرمين والدواعش المرتبطين مباشرة مع عناصر القاعدة وأنهم شركاء معهم في جرائمهم بل وكانوا يسهلون لهم من الداخل كل الجرائم التي تعرضت لها بعض المؤسسات الحكومية.

4 - وتدل أيضآ هذه الجريمة على أن تنظيم القاعدة مجرد جناح إستخباراتي وذارع إجرامية مهمته الوحيدة القتل لمجرد القتل وليس تنظيمآ مستقلآ على الإطلاق ، ولم يسبق أن نفذ جريمة ليحقق بها أهدافآ خاصة به ، بل كل جرائم التظيم تصب في مصلحة جهات سياسية أخرى وتحقق أهدافآ لمجرمين آخرين مرتبطين به ، وأنهم يستغلون الشباب ويعبئونهم دينيآ بشكل ضال ومنحرف ويجندونهم تحت راية القاعدة لينفذوا بهم أهدافهم الخاصة.

5 - وهذا هو السر وراء تفاني بعض الجهات السياسية والإعلامية في الدفاع عن تنظيم القاعدة وتبرير جرائمه وإظهار التعاطف مع عناصره وتسميتهم بغير اسمهم من باب التستر عليهم وشرعنة جرائمهم كالذين يصفونهم اليوم برجال القبائل ، وأيضآ بعرقلة وإفشال كل المساعي الحكومية لشن حروب صادقة بغية القضاء على ذلك التنظيم الإجرامي ، ﻷنه تابع لهم أو يعمل على خدمتهم وينفذ لهم جرائمهم وليس في مصلحتهم القضاء عليه.