البحرينيون يحيون اليوم ذكرى ثورتهم رغم تهديد السلطات

يحيي البحرينيون اليوم ذكرى ثورة 14 فبراير/شباط التي انطلقت قبل أربعة أعوام رفضاً لاستبداد آل خليفة في الحكم، وللغاية دعت  المعارضة الى التظاهر اليوم السبت في جميع المناطق.

ورغم قمع النظام ورفع وتيرة استنفاره الامني في الشوارع، دعا "ائتلاف 14 فبراير/شباط" الحركة الشبابية الناشطة، على الانترنت الى تظاهرات واضرابات في جميع انحاء البلاد.
واستباقاً لأي تحركات في الشارع بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاق الثورة، منعت السلطات البحرينية التظاهر، اذ قال رئيس الامن العام اللواء طارق حسن الحسن "ان اي دعوات من شانها الإخلال بالأمن تشكل في حد ذاتها جرائم جنائية معاقب عليها قانونا فضلا عن أن الاستجابة لها تستوجب المساءلة الجنائية، وفقا لقانون العقوبات".

وهدّد باتخاذ كافة الإجراءات تجاه ما من شأنه إرهاب المواطنين، حسب ادّعائه.

أحد القياديين في جمعية الوفاق كبرى التيارات المعارضة في البحرين أكد لصحيفة "السفير" أن "النظام يمنع التظاهر ويهدّد باستخدام القوة المفرطة في الذكرى الرابعة لانطلاق الثورة في البحرين"، وقال "لقد تقدّمنا مع الجمعيات المعارضة الأخرى بأكثر من 15 طلباً لخروج تظاهرات عملاقة في ذكرى الثورة، ولكن النظام يرفض ذلك ويهدّد باستخدام القوة ضد المتظاهرين".
وأشار القيادي إلى أن "الوفاق" كانت تستعدّ لإخراج أكبر تظاهرة في تاريخ البحرين، "فالمعارضة تستطيع إخراج أكثر من نصف شعب البحرين للتظاهر لولا التهديد باستخدام قوة السلاح ضدهم"، بحسب تعبيره.

ميدانياً، أعلنت دائرة الحريات وحقوق الإنسان في "الوفاق" أنها رصدت 128 احتجاجاً في البحرين أمس، موضحة أن قوات الأمن مارست عمليات القمع ضد 101 احتجاج سلمي، فيما بلغت المناطق المشاركة في الاحتجاجات 46 منطقة في جميع محافظات البحرين.

وأشارت الى أنها رصدت 48 إصابة لمتظاهرين سلميين على أيدي قوات الأمن، كما وثّقت 20 حالة اعتقال و3 مداهمات لمنازل المواطنين.

وقد استخدمت قوات النظام الأسلحة النارية وقذائف الغازات بمؤازرة المدرعات العسكرية وحشود كبيرة من الجنود والعناصر المدنية في عدة مناطق بحرينية لمواجهة مسيرات إحياء ذكرى الثورة.

وأمس أيضاً، اندلعت اشتباكات شديدة بين الشرطة والمتظاهرين الذين سيروا عشرات المسيرات في الذكرى الرابعة للثورة.

وجابت التظاهرات التي أقيمت على ثلاث جولات خلال فترات الصباح الباكر وبعد صلاة الظهر والمساء لليوم الثاني على التوالي العديد من المناطق التي تعد معاقل للمعارضة فيما استخدمت قوات الشرطة بشكل واسع سلاح "الشوزن" وقنابل "سي 4" وعبوات الغاز المسيلة للدموع لتفريقها.

وعززت قوات الأمن تواجدها في محيط دوار اللؤلؤة الذي شهد اندلاع شرارة الأحداث في العام 2011 عبر نشر المزيد من الآليات والأسلاك الشائكة. فيما دوت صيحات التكبير من المنازل عشية 14 فبراير/ شباط.

وردد المحتجون شعارات مناهضة للحكومة، كما أغلقوا الشوارع بالسواتر الترابية وإشعال النار في الإطارات.

وتحدث نشطاء عن وقوع إصابات كثيرة في صفوف المحتجين. وأفيد في هذا الإطار عن إصابة طفل في الرأس بواسطة عبوة "سي 4" التي أطلقتها الشرطة على تظاهرة في بوري جنوبي العاصمة المنامة. كما أصيب الحاج حسين علي أحمد الجزيري برصاص الشوزن في الوجه أثناء تفريق الشرطة لتظاهرة بمنطقة الديه.

فيما تحدثت الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان عن إصابة أخرى في منطقة كرانة في خلال فترة الصباح.

وصرحت القوى الثورية صاحبة الدعوة لإحياء ذكرى 14 فبراير/ شباط هذا العام، بأن إصابات المحتجين "تناهز 300 إصابة بين خطيرة ومتوسطة".

وعرضت أرقاماً قالت إنها "إحصائيات يوم ونصف من إضراب الآباء"، وقد شملت "قطع أكثر من 430 طريق عام وداخلي" و"اقتحام قوات الأمن أكثر من 23 بيتاً" و"اعتقال أكثر من 17 شخصاً" و"خروج أكثر من 66 مسيرة في مختلف المناطق".

دورها، قالت الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان إنها رصدت خلال الساعات الأولى من الصباح (من 6 صباحاً إلى 12 ظهراً) خروج 11 مسيرة وتعرض 12 منطقة لقمع قوات الشرطة وعدد 2 معتقلين.

وأكد نشطاء اعتقال 10 شبان لدى مداهمة قوات الأمن بناية في منطقة المقشع غربي العاصمة المنامة. وفي السنابس هاجمت الشرطة مأتماً للنساء "مأتم أم حسن" بواسطة القنابل الصوتية.

وجاب عناصر من المخابرات وشرطة المجتمع على المحال التجارية في السوق القديم بالعاصمة المنامة محذرين مالكيها من الاستجابة إلى دعوات الإضراب، والإغلاق في خلال فترة العصر، وذلك تحت طائلة "سحب السجل التجاري".

وفي الدراز، غرب المنامة، انطلقت تظاهرة كبيرة عقب صلاة الجمعة، للتنديد باعتقال الشيخ علي سلمان، ورفعت صوراً ويافطات تؤكد أن "شعب البحرين صاحب حق وقضية ولا مجال إلا للاستجابة لها".

كما خرجت تظاهرات أخرى في مناطق مختلفة من البحرين، مثل سار والبلاد القديم وباربار والسنابس وسترة والسهلة الشمالية والسهلة الجنوبية والماحوز والصالحية وشهركان وأبوصيبع والشاخورة والحجر والنويدرات والجفير والقلعة والمصلى وإسكان جدحفص والكورة والمالكية والزنج وبوري.