اليوم د \ أبو بكر السقاف يوقع كتابه الجديد في قاعة الثقافه بهيئة الكتاب وسط احتفائيه تكريميه

تقام  صباح اليوم احتفائيه تكريميه للمفكر ابوبكر السقاف بمناسبة توقيع كتابه الجديد ,يحضرها نخبه من رواد الفكر والادب والصحافيين وطلاب الدكتور ابوبكر
ويعد ابو بكر السقاف احد كبار خمسه مثقفين عرب وله تاريخ حافل من النضال ,ومناصرة حقوق الإنسان .
تبذه عن المفكر ابو بكر السقاف .....
ابوبكر السقاف عالما” و مفكرا”

  
أبو بكر السقاف مفكر متجدد وعالم جليل..بدأ رحلته نحو المعرفة منذ الصبا, فأسرته في الوهط التابعة للحج أسرة تعلم …فقد تلقى تعليمه الابتدائي كأبناء جيله.
وفي لحج بدأ التعليم الحديث مبكراً ليس بالقياس الى الشمال “المتوكلية اليمنية” وانما قياساً الى بقية المحميات عدا عدن.. فما ان نجم فجر الخمسينيات حتى كان ابو بكر ومعه خمسة من ابناء قريته الوهط: علي عيدروس السقاف, عمر الجاوي, السقاف, ومحمد جعفر زين السقاف,ومحمد عمر حسن اسكندر السقاف,وانضم اليهم فيما بعد عبدالله حسن العالم يتهيئون لاستكمال الدراسة الثانوية والانبعاث الى مصر للدراسة عن طريق نادي الشباب اللحجي, يراجع د. احمد القصير التحديث في اليمن والتداخل بين اليمن والقبيلة .ط/ دار العالم الثالث ص 80.
ويشير الدكتور احمد القصير في المرجع المرمى اليه المراحل التي مرت بها فكرة تأسيس رابطة للطلاب اليمنيين في القاهرة وهي الرابطة التي سيكون شأن أي شأن في الحياة النقابية والسياسية والحزبية والفكرية.. ” احتاج تأسيس رابطة تجمع كل أبناء اليمن الطبيعي بعد فشل محاولة تأسيسها عام 1952بحلوان الى مرور فترة من الوقت ودرجة اعلى من النضج وقد نجحت عملية التأسيس بالفعل في 1956بعد ان تبلورت فكرتها على نحو افضل.
وبعد ان نضجت المواقف والتصورات وبعد حدوث التفاعل بين الطلاب كما ازدادت خبرة اصحاب الدعوة للرابطة عن طريق مشاركتهم في النشاط السياسي كاعضاء في الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني المعروفة باسم “حدتو”. ونتيجة للتطورات الجديدة نجحت عملية تأسيس الرابطة وانضم اليها جميع الطلاب اليمنيين في مصر من كافة التوجهات ومن كافة المناطق الجغرافية في اليمن..وكان الراحل محمد حسن اسكندر السقاف هو اول رئيس لتلك الرابطة وضم مجلس ادارة الرابطة في اول تشكيل لها: عبدالله المعطري, عبدالله الكرشمي, فؤاد محمد قايد, محمد انعم غالب, محمد علي الشهاري.. المرجع السابق ص 81 – 82.
يبرز بين الذين قاموا بجهود بارزة لنشر فكرة الرابطة وتأسيسها كل من : ابو بكر السقاف, احمد الشجني, خالد فضل منصور, سعيد الشيباني, سليمان حسن, طاهر رجب, عبده عثمان محمد, عبدالغني علي, عبدالله العالم, عبدالله شهاب, عبدالله صالح عبده, عبدالله عبدالوهاب جباري, عبدالقوي العبسي, عمر الجاوي, محمد احمد عبدالولي, محمد عبدالله العصار, محمد عبدالله باسلامة وآخرون.. نفس المرجع ص 82.
لمع نجم السقاف في القاهرة من خلال الرابطة التي مثلت اول تشكيل نقابي للطلاب واول مدرسة نقابية مطلبية ومهنية وتتبنى فكراً سياسياً ديمقراطياً وحداثياً,وكان اليسار الماركسي هو القيادة الفعلية في المسار والتكوين مع مشاركة واسعة للاتجاهات القومية والحديثة.. والواقع ان فترة الخمسينيات من ازهى الفترات في المنطقة العربية كلها.. وبالاخص في مصر, فالحياة اللبرالية كانت ما تزال قائمة بصورة او باخرى وكان تاثير التوجه القومي والاشتراكي لمصر الناصرية قوي وله تأثير كبير على كل الاتجاهات الفكرية والسياسية حتى المحافظة منها ” الاخوان المسلمين” فقد انحاز العديد من قياداتهم لهذا الاتجاه.. وكتب سيد قطب العدالة الاجتماعية في الاسلام, والاسلام ومعركة الرأسمالية كما كتب مصطفى السباعي مرشد الاخوان في سوريا “الاشتراكية الاسلامية”.
لقد كان انفتاح مصر على الاتحاد السوفيتي والاشتراك العقلي في زعامة كتلة عدم الانحياز: عبدالناصر. نهرو شوع اللاي تيتو. وسوكارنو اثر كبير على التحولات والسياسية الدولية ومثل محوراً مهماً في الصراع الدولي.

السقاف ومؤتمر الطلاب اليمنيين الدائم بمصر 1956م
في منتصف 1956 عمل الطلاب على بلورة تجربتهم وتصوراتهم حول قضايا المجتمع اليمني في ضوء التطورات العربية في جانب.. وفي ضوء التجارب السابقة لحركة الاحرار اليمنيين والاتحاد اليمني ورابطة ابناء الجنوب من جانب آخر وفي اطار تلك العملية في شهر يوليو 1956 انعقد اجتماع تمهيدي لعدد من الطلاب اليمنيين في منزل محمد جباري بالدقي وكلف الحاضرون لجنة ضمت كلاً من ابوبكر السقاف وعبدالكريم الارياني ومحمد عبدالوهاب جباري بالعمل على تنظيم عقد اجتماع للطلاب اليمنيين بالقاهرة لمناقشة الاوضاع السياسية في كل من الشمال والجنوب, كان السقاف ولا يزال ينتمي لليسار الماركسي بينما كان الارياني آنذاك ينتمي الى القوميين العرب لكنه سرعان ما انفصل عنهم.. أما جباري فينتمي حالياً الى حزب الاصلاح ذو الاتجاهات الاسلامية والقبلية.
ويبدو حينها كان جباري غير بعيد عن حركة الاحرار اليمنيين وحضر المؤتمر مندوب عن جمال عبدالناصر وحضر ياسر عرفات والشهيد صلاح خلف “ابو اياد”.. مرجع سبقت الاشارة اليه ص 84.
انتخب المؤتمر لجنة تنفيذية من سبعة اشخاص لمتابعة تنفيذ قراراته وتشكلت هذه اللجنة من ابو بكر السقاف سكرتيراً عاماً وعضوية: ابراهيم صادق, سعيد الشيباني, عبده عثمان محمد, محمد انعم غالب, محمد عبدالله العصار, محمد عمر حسن اسكندر السقاف, ولعب طلاب آخرون ادواراً اساسية في المؤتمر وفي صياغة توجهاته العامة.. وكان خالد فضل منصور ابرز هؤلاء الطلاب نفس المرجع ص 85.

اللجنة التنفيذية لمؤتمر الطلاب برئاسة سكرتيرها العام ابوبكر السقاف
اعتبرت منطق الوحدة هو السبيل الرئيسي للعمل الوطني
وقد وضع البيان رقم 1 في الخامس من اغسطس 1956 تصورات اصبحت تشكل في السنوات اللاحقة جوهر طموحات الحركة الوطنية.. ويستطيع كل من يطلع على نص ذلك البيان ان يصل الى نفس هذا الرأي, فقد جاء في ذلك البيان على سبيل المثال ” فقضية الشعب اليمني قضية تحرر من الاستبداد والاستعمار”.. والكفاح ضد الاستعمار انما تعني استكمال الاستقلال الوطني لشعبنا مع كفاحه ضد الاستبداد من اجل امتلاك السيادة الشعبية بقيام حكومة شعبية ديمقراطية لكل اليمن.. المصدر السابق ص 85 الادباء والكتاب اليمنيين عام 1988.
والواقع ان هذا الربط الجدلي والعميق هو الذي تجسد وتجلى في مسار التجربة العملية والحياتية والذي اكدت التجربة عمق الرؤية وصواب التحليل خصوصاً عند مقارنته بمطالب الاتحاد اليمني سواء “آمالنا وأمانينا” عند الزبيري او حتى مطالبنا الوطنية التي لعب الطلاب دوراً مهماً في تطويرها والارتقاء بها.. والحقيقة ان الحركة الطلابية بألوان طيفها الفكري والسياسي قد مارست ضغوطاً مهمة على حركة الاحرار “الاتحاد اليمني” وبالاخص رمزية: الزبيري والنعمان وعلى رابطة ابناء الجنوب للتحاور والتنسيق وكانت رؤيتهم ان الرابطة لا تقبل باي تلاقي ولم يكن الطلاب في قطيعة مع الحركة الوطنية التي غالباً ما لجأوا اليها في اللحظات الحرجة.
ويشير الدكتور احمد القصير في بحثه المهم والقيم عن “مؤتمر الطلاب الدائم بالقاهرة الى كانت التنظيمات السياسية اليمنية تعمل في ذلك الوقت في اطار واقع يقوم على تجزئة البلاد وتقطيعهم ما بين الاستعمار والامارات في الجنوب والامامة في الشمال غير ان الحركة الطلابية اليمنية تجاوزت منذ نشأتها هذا الواقع على مستوى كل من الفكر والممارسة ويعتبر انعقاد مؤتمر الطلاب اليمنيين الدائم بمصر في 23 يوليو 1956 وتشكيله لجنة تنفيذية مرحلة بارزة من مراحل تطور الحركة الطلابية اليمنية بوصفها احدى الفصائل الاساسية التي تسعى الى يمن جديد, تتحقق فيه وحدة تراب الوطن بعد التخلص من الحكم الاستبدادي في الشمال ومن الاستعمار في الجنوب مرجع سابق ص 83.
وفيما بعد وقف اليسار الماركسي وفي مقدمتهم ابوبكر السقاف والجاوي وآخرون ضد فصل النضال في الجنوب عنه في الشمال والعكس, كما وقفوا ضد اقامة كيان دولة اتحادية للجنوب, وفندوا ظلال واوهام “الوحدة القومية قبل الوحدة الوطنية” التي رفعها الاتجاه القومي.. كان فكر الحركة الطلابية يتسم بالوضوح الشديد ولا يخشى الاعلان عن الاتفاق او الاختلاف مع التوجهات السائدة آنذاك في الحركة الوطنية اليمنية بشأن الوحدة اليمنية, فقد كانت الوحدة اليمنية هي المحور الذي تتركز حوله التوجهات السياسية للمؤتمر الدائم ولجنته التنفيذية وعبرت اللجنة التنفيذية بوضوح عن القضايا التي تعتبر موضع اختلاف, فقد رأت اللجنة ان الوحدة الطبيعية والتاريخية التي تؤكدها بعض الهيئات الوطنية امر في غنى عن التوضيح والتأكيد وان ما ينحصر فيه الخلاف بيننا هو سعي هذه الهيئات لايجاد دولة مستقلة ذات سيادة تتكون من عدن والامارات الجنوبية (المحميات الشرقية والغربية), فالعمل لايجاد هذه الدولة يعني بالضرورة وجود شعبين متميزين في اليمن وعليه فإن تمسك هذه الهيئات بالوحدة مع سعيها لايجاد دولة مستقلة سيجعل امر الوحدة في المستقبل منوطاً بهذه الدولة المستقلة تقرره حسب مشيئتها كما هو الحاصل بالنسبة للوحدة العربية المقترحة وهذا امر يتنافى مع المفهوم الصحيح لوحدة الشعب اليمني ووحدة الارض اليمنية البيان رقم واحد للجنة التنفيذية لمؤتمر الطلاب اليمنيين الدائم بمصر- مصدر سبقت الاشارة اليه ص 89.
ويعلق الدكتور احمد القصير لا يستطيع كل من يقرأ ذلك النص إلا ان ينظر بتقدير الى تلك الرؤية الثاقبة التي استشرفت المستقبل على نحو يتسم بالتفرد, لقد اتصف تفكير الحركة الطلابية ببعد النظر, وكان قادتها يخشون ان تؤدي مشروعات “الاتحاد” تلك الى تكريس مسألة وجود يمنين ومن ثم تتعرقل قضية الوحدة اليمنية ولا جدال في ان التوجهات الجديدة التي عبر عنها المؤتمر شكلت علامة على ان الحركة الوطنية اليمنية قد دخلت مرحلة جديدة بفكر حديث وآفاق جديدة تتجاوز فكر وتوجهات حركة الاحرار اليمنيين والاتحاد اليمني من جانب وتوجهات رابطة ابناء الجنوب وحزب الجبهة المتحدة من جانب آخر.. مرجع سبق ص 89.
مثل بيان الطلاب تجاوزاً واعياً وناضجاً لرؤى وبرامج وخطاب الحركة الوطنية سواء الاحرار والاتحاد اليمني المتفرع او رابطة ابناء الجنوب او الحركة القومية: البعث وحركة القوميين العرب الذي بدأت تمد نشاطها التنظيمي والفكري والسياسي الى جسد الحركة الطلابية او الاتجاهات السياسية التي شهدتها عدن.
وربما كان رد المفكر الرائد الماركسي الاستاذ عبدالله عبدالرزاق باذيب في الصحافة العدنية مؤشر الجدية والاهتمام والتلاقي, فقد وصف البيان بالوثيقة السياسية الخطيرة تلقي اضواء جديدة من شأنها تعميق جذور حركتنا الوطنية ودفعها نحو النضج والتكامل.. مرجع سابق ص 93.
وقد اكد القائد والمفكر باذيب انه يفهم الوحدة اليمنية كما قرأها البيان عبدالله باذيب كتابات مختارة ج 1 ص 170.
كانت هناك خلايا حزبية تتشكل من طلاب يمنيين بالحزب الشيوعي المصري الموحد عام 1956م وحدة ضمت ابوبكر السقاف وخالد فضل منصور وعمر الجاوي وعبده عثمان محمد, وعبدالله العالم ويشير ذلك الى ان الذين اسسوا الحركة الطلابية اليمنية في مصر كانوا على صلة عضوية بالحركة الشيوعية المصرية.. احمد القصير. مرجع سابق ص 95.
ويشير الدكتور القصير الى محنة الصدام بين التيار الماركسي والتيار القومي في 59 في طنطا والذي انتهى بترحيل الجاوي وباسلامة وجعفر محمد زين ثم تبعهم زملاؤهم: ابوبكر السقاف وآخرون.. عاد ابوبكر السقاف من القاهرة الى الحديدة ومنها الى تعز وقد امتلك رؤية ناضجة  عن طبيعة الصراع في اليمن والبلاد العربية فقد كان الصراع في العراق عامل التفجير بين القوميين والماركسيين.. وبسبب الخلاف جرى الاعتداء على جعفر محمد زين وعمر غزال ومحمد باسلامة فكان الترحيل, وفي تعز كان المفكر عبدالله عبدالرزاق قد اصدر مجلة الطليعة ورغم تخلف النظام وثيوقراطيته ورجعيته حاول الاستاذ الفقيد طرح القضية الوطنية مدركاً عمق التلازم بين الاستقلال ومقارعة الاستبداد واختلف هو الآخر مع الاتحاد اليمني, والرابطة واطراف سياسية عديدة.
لم يشفع للطليعة نهجها الرصين والحصيف وادانتها الصارمة للاستعمار باعتباره العدو الرئيس.
فقد ضاقت الامامة وزبانيتها بالاستاذ باذيب وبالمجلة التي انتهجت خطاً لا يقدر على رسمه غير عبقري كباذيب. أما الطلاب الآتون من القاهرة فقد وزعوا على البلدان الاشتراكية وكانت موسكو هي التي استقبلت العدد الاكبر من الطلاب المطرودين من مصر.
ويلحظ الدكتور القصير ان هؤلاء الطلاب الذين اسسوا حركة الطلاب قد لعبوا ادواراً رئيسية فيما يتعلق بمستقبل اليمن وغطت هذه الادوار مجالات عديدة من بينها المشاركة في صياغة الاهداف العامة للمرحلة التاريخية الجديدة والتحضير للثورة في الجنوب والشمال.
ففي الجنوب شاركوا في تحقيق الاستقلال وفي الشمال شاركوا في بناء مؤسسات الدولة الجديدة بعد سبتمبر وكان عبدالغني علي ابرز الذين انشأوا المؤسسات الاقتصادية بعد الثورة وعلاوة على ذلك اسهم عدد من ابناء الحركة الطلابية بدور اساسي في صياغة جوانب رئيسية من ثقافة المجتمع اليمني الحديثة وفي مجال الثقافة والفكر والادب نذكر المفكر ابو بكر السقاف وعمر الجاوي مؤسس اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين والداعية لتطبيق مبدأ المواطنة المتساوية ومحمد احمد عبدالولي رائد الرواية صاحب رواية يموتون غرباء ومحمد انعم غالب الباحث والخبير انعم غالب يعتبر ايضاً من بين مجموعة الشعراء في الحركة الطلابية التي ضمت ابراهيم صادق وسعيد الشيباني وعبده عثمان محمد والواقع ان هذه المجموعة الرائدة قد اسست للتجديد والحداثة والابداع في مجالات عديدة ومتنوعة فغالب وعبده عثمان وصادق وسعيد الشيباني مجددون رياديون في القصيدة الحديثة ومطهر علي الارياني مجدد في الاغنية الشعبية وفي مجال البحث اللغوي والتاريخي والآثاري.
ولعب الجاوي دوراً في الحياة الكفاحية “المقاومة الشعبية وفي الصحافة الحكمة. وفي الدفاع المجيد عن الحريات والابداع وحقوق المواطنة, أما ابوبكر السقاف فقد واصل في موسكو رحلة التعلم والتعليم, فقد عكف على دراسة اللغة الروسية ودراسة الفلسفة والفكر وعلم الجمال وقراءة الادب الروسي الكلاسيكي وكان حضور المفكر العربي الكبير مطلع السبعينيات في الحياة الفكر والادبية كبيراً ومائزا.
ومع اصدار المجلات الثقافية والادبية: الوحدة والحكمة واليمن الجديد والثقافة الجديدة والكلمة ومن ثم ملحق الثورة بدأ الدكتور بنشر ابحاثه ودراساته التي تتسم بقدر كبير من الجدة والاجتهاد وعمق الرؤية والباحث الاكاديمي واستاذ فلسفة وناقد ادبي احتفى بالمنهج احتفاء كبيراً وقدم قراءة علمية للفكر والحضارة الاسلامية ورؤية عقلانية ومغاير لفهم التاريخ اليمني مستفيداً من عمق معرفته بالفلسفة بعامة والمنهج الماركسي بصورة اخص.
والدكتور الباحث والعالم الجليل زاهد ولا يحب الظهور كثيراً فرغم عطائه العلمي والفكري المتواصل منذ عقود فلم يصور إلا كتابين هما: كتابات ودراسات فكرية وادبية مع ان دراساته وابحاثه ومقالاته السياسية “عميقة الرؤية” تغطي عشرات المجلات ومقالاته وهي بحاجة الى قراءة عميقة ومستوعبة.
وكان المفكر الشجاع من اوائل من قدم نقداً علمياً ومعرفياً للوحدة الفورية الاندماجية ولاكثر من عشرة اعداد من صوت العمال ناقش الدكتور السقاف رؤى ومقالات الفقيد عبدالعزيز عبدالولي عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي عن مخاطر الوحدة الفورية والاندماجية. وقد اكدت الايام والاحداث صدق رؤيته.. كما انه من اوائل من تبنى الاهتمام بقضايا حقوق الانسان في الحياة والصحافة وانضم باكراً لمنظمة حقوق الانسان العربية ثم ابتعد عنها بعد ادراكه هشاشة موقفها.
وقد تولى تغطية صفحة حقوق الانسان في صحيفة التجمع.. وغالباً ما يشاهد الاستاذ الاكاديمي بقامته المديدة بتصدر المسيرات والاحتجاجات ضد العدوان على الحريات العامة والديمقراطية وحقوق الانسان وهو من اكثر المدافعين عن حقوق الانسان في مقالاته وبياناته الشجاعة.
وقد تعرض الدكتور للاختطاف والاعتداء اكثر من مرة, وجرى السطو على منزله المتواضع في الحي السكني في حدة ولا تزال قامة هذا العالم الجليل والمنافح الانسان تتحدى اعداء الحرية والانسان.