مجلة أمريكية تنقل عن أحد إرهابيي القاعدة ويؤكد تورط آل سعود بدعم تنظيمه

تقرير نشرته نيويورك تايمز في 4فبراير 2015م وهنا نعيد نشره

تتوالى الفصول الموثقة للعلاقة التي تربط آل سعود بالارهاب وتنظيمه الرئيسي تنظيم القاعدة ففي جديد هذه العلاقة ما كشفته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نقلا عن أحد إرهابيي التنظيم حول دور لعبه عدد من أفراد عائلة آل سعود في تمويل التنظيم الإرهابي.

ونقلت الصحيفة الأمريكية في تحقيق لكاتبها سكوت شين عن الإرهابي المدان في الولايات المتحدة المدعو “زكريا موسوي” قوله إن “عددا من أفراد عائلة آل سعود الجهات المانحة الرئيسية لشبكة القاعدة الإرهابية” كاشفا عن قيامه بمناقشة خطة لإسقاط طائرة الرئاسة الأمريكية “اير فورس وان” بصاروخ من طراز ستينغر مع موظف في السفارة السعودية في واشنطن.

وأفاد الكاتب بأن عضو تنظيم القاعدة المدعو “زكريا موسوي” أرسل خطابا العام الماضي إلى القاضي بالمحكمة الاتحادية الأمريكية في نيويورك جورج بي دانيالز والذي يترأس دعوى قضائية رفعها أقارب قتلى هجمات الحادي عشر من أيلول عام 2001 ضد السعودية قال فيه إنه يريد الإدلاء بشهادته في القضية وبعد مفاوضات مطولة مع المسؤولين في وزارة العدل والمكتب الاتحادي للسجون سمح لفريق من المحامين بدخول السجن واستجوابه لمدة يومين في تشرين الأول الماضي مبينا أنه كان يوصل رسائل من زعيم تنظيم القاعدة الراحل “أسامة بن لادن” إلى عدد من أفراد عائلة آل سعود بينهم الملك الجديد الحالي سلمان بن عبد العزيز.

كما نقل الكاتب عن “موسوي” قوله خلال شهادته في السجن إنه “تم توجيهه بين عامي 1998 و1999 من قبل قادة تنظيم القاعدة في أفغانستان لإنشاء قاعدة بيانات رقمية للجهات المانحة للتنظيم ومن بين هؤلاء الاشخاص الذين تم إدراج أسمائهم في قاعدة البيانات كان الأمير “تركي الفيصل” رئيس الاستخبارات السعودية في ذلك الوقت والأمير بندر بن سلطان السفير السعودي منذ فترة طويلة في الولايات المتحدة والأمير الوليد بن طلال المستثمر الملياردير والعديد من رجال الدين البارزين في البلاد”.

وأضاف موسوي “إن أسامة بن لادن كان يريد الاحتفاظ بسجل حول الذين يقدمون المال” موضحا أنه شغل منصب “ساعي” لابن لادن حيث كان يحمل رسائل شخصية إلى الأمراء ورجال الدين السعوديين البارزين.

 

وقال موسوي كما نقل عنه كاتب صحيفة نيويورك تايمز “إنه ساعد في إجراء محاولة تفجير قنبلة تزن 750 كيلوغراما لهجوم مخطط له بشاحنة ملغمة على السفارة الأمريكية في لندن باستخدام السلاح نفسه المستخدم في هجمات تنظيم القاعدة عام 1998 على السفارات الأمريكية في كينيا وتنزانيا كما درس أيضا إمكانية شن هجمات بطائرات رش المحاصيل”.

كما نقل الكاتب عن موسوي قوله إنه “التقى مسؤولا من وزارة الشؤون الإسلامية في السفارة السعودية في واشنطن عندما زار المسؤول السعودي قندهار من أجل العثور على المكان المناسب لشن هجوم ستينغر”.

وعلق الكاتب الأمريكي شين على ما كشفه الإرهابي السعودي المذكور بقوله “إنه كان هناك دليل منذ فترة طويلة على أن السعوديين الأثرياء قدموا الدعم لـ “بن لادن” والقاعدة قبل هجمات عام 2001 وأن السعودية عملت بشكل وثيق مع الولايات المتحدة لتمويل المسلحين “الإسلاميين” ضد الاتحاد السوفييتي السابق وجيشه في أفغانستان عام 1980 الا ان مدى وطبيعة التدخل السعودي في تنظيم القاعدة وما إذا كان يمتد إلى تخطيط وتمويل هجمات 11 أيلول كان موضوع خلاف”.

وأضاف الكاتب إنه في حال تم الحكم بمصداقية شهادة الموسوي فانها توفر تفاصيل جديدة عن مدى وطبيعة هذا الدعم في مرحلة ما قبل أحداث أيلول وتضيف أكثر من 100 صفحة من الشهادات التي رفعت إلى المحكمة الاتحادية في نيويورك الاثنين الماضي.

ورأى الكاتب أن شهادة موسوي تأتي في “وقت حساس” من العلاقات السعودية الأمريكية وبعد أقل من أسبوعين من وفاة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز وخلافة أخيه الملك سلمان متحدثا عن حدوث ما وصفه بتوتر بالعلاقة بين إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومسؤولي آل سعود في الآونة الأخيرة وقال إنه “كان هناك في كثير من الأحيان توتر بين القادة السعوديين وإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما منذ الأحداث التي شهدتها الدول العربية 2011 والجهود المبذولة للتعامل مع تلك الاضطرابات في المنطقة.

يشار إلى أن موسوي فرنسي المولد قد اعتقل قبل أسابيع من هجمات 11 أيلول 2001 بتهم تتعلق بالهجرة في ولاية مينيسوتا حتى أنه كان في السجن وقت وقوع الهجمات وحصل على دروس في الطيران وتم تحويل مبلغ وقدره 14 ألف دولار إليه من قبل خلية للقاعدة في ألمانيا ما شكل دليلا على أنه قد تم إعداده ليصبح واحدا من الخاطفين.

وتابع الكاتب إن أعضاء سابقين من مجلس الشيوخ مثل بوب غراهام من فلوريدا وبوب كيري من ولاية نبراسكا ومسؤول البحرية السابق جون ليمان أكدوا أن هناك حاجة إلى المزيد من التحقيق بشان علاقات السعودية بمؤامرة هجمات الحادي عشر من أيلول لافتا إلى أن غراهام كان حينئذ رئيسا مشاركا في لجنة التحقيق للكونغرس في الهجمات بينما كان كيري وليمان ضمن لجنة تلك الهجمات.

وفي حينه قال بوب غراهام “أنا على قناعة بأنه كان هناك خط مباشر بين بعض الإرهابيين الذين نفذوا هجمات 11 أيلول على الأقل والحكومة السعودية” مطالبا بنشر تقرير الكونغرس المؤلف من 28 صفحة حول الهجمات والذي يكشف علاقة السعودية بالهجمات.

وتشير التقارير الصحفية إلى أن نظام آل سعود بدأ منذ نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات في القرن الماضي بدعم وتمويل الإرهاب العالمي من أجل نشر الفكر الوهابي المتطرف بغض النظر عن عدد الأرواح والخسائر التي تحصدها التنظيمات الإرهابية.

وتؤكد التقارير والوقائع الميدانية استمرار دعم نظام آل سعود للارهاب وتنظيماته المختلفة التي أفرخت أسماء جديدة كـ “داعش والنصرة” وما يسمى “جيش الإسلام” ولعل ما تشهده سورية حاليا يشكل أحد الوثائق التي تثبت تورط نظام آل سعود وأفراده بدعم وتمويل الإرهاب حيث أكد مسؤولون أمريكيون قبل أيام موافقة هذا النظام على استضافة معسكرات لتدريب الإرهابيين الذين يحلو لواشنطن أن تطلق عليهم اسم “معارضة معتدلة”.