خفايا الانقلاب والصراع بين الاجنحة داخل أسرة ال سعود وعلاقته بالعدوان على اليمن

استيقظت السعودية، اليوم، على قنبلة تغييرات مفاجئة ألقى بها الملك سلمان بن عبد العزيز بين جدران المملكة حيث عيّن ابن شقيقه الأمير محمد بن نايف وزيراً للداخلية وولياً للعهد وأعفا أخاه غير الشقيق الأمير مقرن بن عبد العزيز من ولاية العهد ومن منصب نائب رئيس الوزراء، وأبقى على ابنه وزيراً للدفاع وعينه ولياً لولي العهد.

وأقال وزير الخارجية سعود الفيصل من منصبه الذي يشغله منذ تشرين الأول/أكتوبر عام 1975، وعين مكانه سفير السعودية لدى الولايات المتحدة عادل الجبير.

وبات من الواضح الآن أن السعودية، التي تشن عدوانها الوحشي على اليمن، تعاني جملة خلافات داخل الأسرة الحاكمة، على ضوء ما قام به الملك سلمان في تحديد مسار ولاية العرش في المملكة لعقود مقبلة.

وقرارات سلمان هذه تحمل بصمات محمد بن نايف، الذي تولى قبل وفاة الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز، ترتيب البيت السعودي الداخلي من واشنطن، فتم تعيينه ولياً لولي العهد. واستعجل محمد بن نايف إقصاء عمه مقرن بن عبد العزيز (والدته يمنية) مستغلاً الحرب في اليمن. وجرى استباق خطوة سلمان الليلية بإبعاد قوات الحرس الوطني، التي يترأسها متعب بن عبدالله بن عبد العزيز، إلى الحدود السعودية ـ اليمنية، بقرار علني من سلمان يوم 21 نيسان/أبريل الجاري، سبق إعلان وقف «عاصفة الحزم»، بذريعة المشاركة في حماية الأراضي السعودية من الخطر اليمني.

علماً بأن مصادر دبلوماسية وأخرى على صلة بالعائلة الحاكمة في السعودية تؤكد أن متعب كان طامحاً لخلافة والده، قبل أن يقطع عليه محمد بن نايف الطريق في واشنطن. وسبق أن أقصى متعب بن نايف عن وزارة الداخلية في عهد عبدالله وعيّن أحمد بن عبد العزيز وزيراً للداخلية في حزيران/يونيو 2012. ولكن سرعان ما عاد بن نايف إلى الوزارة بعد خمسة أشهر، عقب أحداث أمنية وتفجيرات مشبوهة. وجرى التمديد لقرارات سلمان التي صدرت فجر اليوم بإعلان خلال الاسبوع الفائت ضبط وزارة الداخلية السعودية التي يتولاها بن نايف لعدد من «الشبكات الإرهابية» التي أعلنت الوزارة أنها تابعة لتنظيم «داعش».

وآخر هذه الشبكات كانت قد أعلنت عنها الداخلية السعودية، أمس، قائلةً إنها كانت تحضّر لاستهداف السفارة الأميركية في الرياض.

ومن جهته، قال التلفزيون السعودي، فجر اليوم، إن سلمان أعفا أخاه غير الشقيق الأمير مقرن بن عبد العزيز من ولاية العهد ومن منصب نائب رئيس الوزراء. وأضاف إنه دعا لمبايعة ولي العهد وولي ولي العهد الجديدين في قصر الحكم، اليوم، بعد صلاة العشاء.

وتجيء هذه التغييرات الواسعة النطاق في وقت اضطرابات غير مسبوقة تشهدها المنطقة بينما تحاول السعودية الخروج من المستنقع الذي زجت بنفسها فيه وهي تنفذ قرارات صهيو_أميركية ضد اليمن، كما ذكرت تقارير أوروبية أن الحدود السعودية اليمنية تشهد أكبر حالة فرار لـ 4000 عسكري سعودي خشية من حرب برية مع اليمنيين. فيما لمْ يتطرق التلفزيون السعودي لذلك بالمطلق.

وعين الملك سلمان، الذي تولى عرش السعودية عقب وفاة الملك عبدالله في 23 كانون الثاني/ يناير، وزير العمل السابق عادل الفقيه في منصب وزير الاقتصاد، ومفرج الحقباني وزيراً جديداً للعمل. كما عين أيضاً حمد السويلم رئيساً جديداً للديوان الملكي ليحل محل الأمير محمد بن سلمان بينما عين خالد الفالح وزيراً للصحة ورئيساً لمجلس إدارة شركة «أرامكو» السعودية.

 

المغرد «مجتهد» يكشف بعض التفاصيل عن عزل "مقرن"

 

كشف المغرد السعودي الشهير "مجتهد" في تغريدات له اليوم الاربعاء عن بعض التفاصيل عن عملية عزل الأمير "مقرن بن عبد العزيز" الاخ غير الشقيق للعاهل السعودي ، و اشار إلى أن "مقرن" كان على علم بأنه سيتم إبعاده ، و فهم ذلك من الضغوطات الأخيرة بأنه مغادر .. لكن لم يصله أي طلب رسمي من الملك حتى مساء أمس الثلاثاء حيث موعد العشاء الدوري الذي يقيمه مقرن لوجوه العائلة الحاكمة و بعض الشخصيات الهامة وعادة لا يلتزم المدعوون بالبشت إلا إذا حضر ضيف شرف".

 

و اشار المغرد مجتهد إلى أنه "کان ضیف الشرف أمس رئیس وزراء نیوزیلندا فتلقى المدعوون رسائل تؤکد الالتزام بالبشت مما یعنی أن مقرن کان حتى نهایة العشاء ولیا للعهد".

 

وأضاف:"بعدالعشاء (بعد10مساء) استدعی مقرن من قبل الملک، وقیل له على لسان الملک (مامنک قصور لکن ودنا نستفید من همة الشباب) فلم یتردد مقرن فی الموافقة".

 

ولفت "مجتهد" إلى أنه "لم تصل الساعة 11 مساء إلا والأمر قد حسم فبادر المحمدان( محمد بن نایف ومحمد بن سلمان ) بإبلاغ الشخصیات الهامة فی الأسرة وخارج الأسرة (لم یکن متعب بن عبدالله بینهم)".

واضاف :"وحین تیقنوا من وصول الخبر لـ (دائرة المجاملات) قرروا الإعلان لقطع الطریق على من قد یحاول إجهاضه أو یحرجهم بعمل ما، وهذا سبب الإعلان فجرا ".

وأما إعلانه ضمن قرارات کثیرة،قال "مجتهد":"فهو من باب تهوین الأمر وتمریره ضمن حزمة کبیرة من القرارات وهی حیلة لم تنفع فلم یلتفت أحد لبقیة القرارات".

واستطرد "مجتهد" قائلا:"إن مقرن ضعیف جدا استخدمه التویجری لتمهیدالطریق لمتعب بن عبدالله ثم استخدمه المحمدان لأجل أن ینسى الناس أحمدبن عبدالعزیز ثم اُبعد".

کما علق "مجتهد" تعلیقا سریعا على تعیین عادل الجبیر وزیرا للخارجیة السعودیة، قائلا:"کان الجبیر على وشک أن یقال لأنه محسوب على التویجری وترشیحه للخارجیة جاء بتوصیة أمریکیة".

وفی تغریدة منفصلة من "مجتهد"، أنه أشار إلى أن "الولید بن طلال" ألغى متابعة معرف الملک لأنه یعرف أن الذی یکتب فیه هو محمد بن سلمان.

 

المصادر : جريدة الاخبار اللبنانية+وكالة تسنيم الدولية+رويترز+وكالات