الحوثيون ينتصرون دبلوماسيا .. الأمريكيون يتولون المفاوضات بعد فشل "الحل العسكري"

 

اضطرت الولايات المتحدة الامريكية لفتح قناة حوار مع تيار "انصار الله" الحوثي في مسقط لمناقشة مسألتين رئيسيتين، بحسب ما تورد افتتاحية صحيفة "رأي اليوم" العربية:

 

المسألة الاولى، هي بحسب الصحيفة، بحث افق التوصل الى “اتفاق سياسي” يؤدي الى عودة الامن والاستقرار في اليمن، بعد فشل “الحل العسكري” في فرض الاستسلام على الأطراف اليمنية المقابلة للعدوان، الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح.

 

والثانية، الافراج عن العديد من الرعايا الامريكيين المحتجزين في صنعاء.

 

وترى أن الولايات المتحدة "اضطرت" لفتح قناة الحوار هذه، بعد فشل الضغوط الكبيرة والعقوبات التي مارستها ضد الحوثيين وصالح.

 

ولفتت افتتاحية رأي اليوم، إلى أن "راجح بادي" المتحدث باسم حكومة عبد ربه منصور هادي، الذي كشف رسميا عن هذه المحادثات من العاصمة السعودية الرياض، اكد ان هذه المفاوضات جاءت بطلب امريكي، وان وفد الحوثيين الذي تزعمه صالح الصماد رئيس المكتب السياسي، وصل الى مسقط على ظهر طائرة قدمها الامريكيون إليه.

 

وإذ تؤكد الصحيفة أنه "ما زال من المبكر اصدار احكام قاطعة حول نتيجة هذه المفاوضات، أو فرص نجاحها من فشلها"، فإنها تمضي في الاستنتاج "من الواضح ان اضطرار الولايات المتحدة الى فتح حوار مع الحوثيين، جاء عبارة عن محاولة لكسر حالة الجمود التي تعيشها الازمة اليمنية، وعدم استسلام التحالف “الحوثي الصالحي” لشروط المملكة العربية السعودية.

 

الحوثيون - بحسب الافتتاحية- باتوا في موقف تفاوضي قوي جدا، لانهم اصحاب القوة الابرز على الارض اولا، ولم يخسروا الكثير من جراء القصف الجوي السعودي تحت عنوان “عاصفة الحزم” ثانيا، فالخسائر في معظمها وقعت في صفوف الشعب اليمني، وبعض القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح ومخازن اسلحتها، وما تعرض للتدمير الفعلي من جراء القصف هي البنى التحتية اليمنية الفقيرة جدا.

 

وتستطرد: "ولعل مصدر القوة الابرز للتيار الحوثي هو النفس الطويل الذي يتمتع به جنوده وقياداته، واستعدادهم للعيش في ظل ظروف معيشية صعبة للغاية، وافادت تقارير بقيامهم بنقل صواريخهم واسلحتهم على ظهور الحمير والبغال الى مناطق محاذية للحدود السعودية تجنبا لقصف الطائرات، ونجاحهم من خلال قصف صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون في تعطيل الحياة في اهم مدينتين سعودتين في الجنوب وهما جازان ونجران".

 

"الامر المؤكد ان المفاوضين الامريكيين سيواجهون مفاوضين يتسمون بالعناد من حيث التمسك بمواقفهم، ومن بينها رفضهم الانسحاب من المدن، ومطالبهم الجديدة ومن بينها رفع اسمائهم من قوائم الارهاب، ومطالبة السعودية تعويضات كبيرة نتيجة الخسائرالتدميرية المترتبة على قصف طائراتهم الحربية وحلفائهم لليمن طوال الشهرين الماضيين".

 

واستخلاصاً، تجمل الصحيفة: "دخول الامريكان على خط المفاوضات، وجلوسهم مع الوفد الحوثي المفاوض يعتبر انتصارا دبلوماسيا كبيرا للحوثيين، واعترافا مهما من الدولة العظمى بهم، وهذا انجاز كبير، لابد من تسليم خصومهم به، والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، بغض النظر عن نجاح مفاوضات مسقط او فشلها".