نص كلمة السيد عبدالملك الحوثي الثلاثاء 16 يونيو 2015م

وجه السيد عبدالملك الحوثي، مساء اليوم، كلمة إلى جماهير الشعب اليمني العظيم، بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك أهله الله على امتنا بالخير واليمن والبركات.

 

وفيما يلي نص الكلمة:

 

في البداية أتوجه بالتهاني إلى شعبنا اليمني العزيز والامة الاسلامية بشهر رمضان المبارك .. ينبغي ان نعالج امرين؛ الاختلال في الوعي والثاني هو الاختلال التربوي عندما ينطلق الانسان من مفاهيم خاطئة ومغلوطة يبني عليها المواقف ويتفرع منها الكثير من التصرفات، هنا فعلا تحدث المظالم والاختلالات ويختل الانسان بتصرفه فلا ينطلق في الحياة من منطلق الحق وعلى اساس من العدل والقيم والأخلاق كذلك الاختلال التربوي حتى لو كان الانسان واعيا او فاهما يعرف انه في الموقف الخطأ وانه منحرف عن جادة الصواب لكنه مع ذلك نتيجة اختلال تربوي وأخلاقي وقيمي ينطلق دون مبالاة اما بدافع الهوى او العصبية او اي من المؤثرات الاخرى، هذا الشهر الكريم فيه معالجة رئيسية لهذه الاسباب الرئيسية التي تؤثر على البشر في واقعهم وتصرفاتهم ومواقفهم وتسبب لهم الكثير من المشاكل.

 

هو شهر نزول القرآن الكريم الذي قال الله فيه ، والقرآن هو اهم وأقدس مصدر من خلاله نكسب البصيرة والتقييم الصحيح والرؤية الصحيحة لكل ما في الواقع من حولنا من احداث ومواقف وتصرفات وما ينبغي ان نكون عليه من موقع المسؤولية.

 

هذه مسألة مهمة الله سبحانه وتعالى قال ولو ان البعض قد يحاول ان يضلل الاخرين او يزيف ارائهم او مفاهيمهم من خلال التحريف للمفاهيم القرآنية فحينها هو مفضوح ومكشوف، اضافة الى ما يتعلق بالاختلال التربوي الله قال عن شهر رمضان ، فيه تطهير لقلبه وتهذيب لتوجهاته وسلوكياته وتصرفاته وعامل مهم في تعزيز الارادة وتقوية الانضباط لدى الانسان والتحكم بهوى نفسه ورغبات نفسه ومواجهة المؤثرات من حوله، لذلك لو يتم التعاطي من الجميع مع هذا الشهر الكريم بوعي لأمكن الاستفادة منه بشكل كبير في حل المشاكل التي تستعصي وتتعقد نتيجة اما لمفاهيم مغلوطة او نتيجة لأهواء وعصبيات واعتبارات فهي من العوامل المساعدة على الانحراف وهي اعتبارات سيئة وغير ايجابية وغير صالحة.

 

هذا الشهر الكريم هو ايضا فرصة لمراجعة الحسابات وهذه من اهم المسائل التي تفتقر إليها الامة، مراجعة الحسابات، تقييم المواقف، ويحتاج إليها الانسان حتى على المستوى الفردي حتى لا ينزلق في متاهة او انحرافات خطرة تؤثر عليه في مستقبله عند الله سبحانه وتعالى.

 

كما يفترض اغتنام هذا الشهر المبارك من كل المؤمنين على مستوى الدعاء والعمل والعناية بالفئات المحتاجة. هذا الشهر هو موسم عظيم للدعاء؛ الانسان فيه كلما زاد تقربا الى الله وعناية بصلاح نفسه وعمله والاستقامة في توجهاته هو يزداد قربا من الله سبحانه، وامتنا اليوم في كل ما عصفت بها من مشاكل واخطار وتحديات وما تواجهه من صعوبات هي بحاجة إلى الدعاء لله سبحانه وتعالى ان يعين وينصر ويفرج...الخ، كذلك على المستوى العملي لما فيه رضى الله من اعمال الخير والأعمال الصالحة هي فرصة ثمينة لان الاعمال تضاعف فيما يكتب عليها من اجر وما يحقق عليها من النتائج في الدنيا والاخرة، فهو موسم للمبرات والخيرات يفترض ان يزداد الانسان فيه اهتماما بالعمل الصالح.

 

اضافة الى ذلك العناية بشكل كبير بالفئات المحتاجة نتيجة للحروب والمشاكل الكبيرة والظروف الاقتصادية المأساوية التي تمر بها الامة خصوصا في البلدان والشعوب التي فيها احداث كبيرة وحروب ومشاكل، هناك الكثير من المحتاجين والمتضررين، الكثير من الاسر التي هي بحاجة حتى إلى وجبة الطعام والقوت الضروري والمتطلبات الاساسية للحياة، هنا مسؤولية كبيرة على كل من لديهم سعة ويقدرون على ان يقدّموا وينفقوا ويبذلوا وفي ذلك خير لهم.

 

الله سبحانه هو الذي يبارك ويعطي وهو الرزاق ذو القوة المتين فمن المهم في مثل هذا الشهر الكريم ان يكون هناك التفاتة جادة إلى كل الفئات المحتاجة، اسر الشهداء، الجرحى، الفقراء بشكل عام، والمرضى والعناية واستغلال هذا الموسم بالعمل الصالح وتقديم الخير.

 

هذا الشهر الكريم له عطائه الايماني والمعنوي ويمثل طاقة عظيمة ومهمة في مواجهة الصعوبات، والجانب المعنوي هو اساسي جدا في مواجهة التحديات والأخطار والصعوبات واهم عامل في هذا الجانب هو الايمان بالله سبحانه وتعالى، والايمان بالحق والقضية العادلة هذا يعطي الانسان املا متجددا وحيوية عالية واندفاعا كبيرا في مواجهة التحديات من موقع المسؤولية وفي الاتجاه الصحيح في مواجهة البغي والعدوان والظلم والطغيان والأشرار بكل شرهم وإجرامهم، ولذلك بقدر ما هنالك من تحديات بقدر ما هنالك من اخطار ومشاكل من المهم على كل مسلم ومسلمة ان يحرص على ان يتزود من هذا الشهر المبارك الزاد الايماني وان يحرص على ان يكسب منه الطاقة الايمانية المعنوية العالية لمواجهة مشاكل الحياة وتحدياتها وما فيها من الاخطار.

 

وهنا ايضا ولشعبنا اليمني العزيز الذي يواجه عدوانا بربريا وحشيا اجراميا هذا العدوان السعودي الامريكي الذي تقف معه ايضا اسرائيل هذا العدوان الاجرامي الذي لا يعطي حرمة لأي شيء ابدا يستهدف الجميع اطفالا كبارا وصغارا، رجالا ونساء، يستهدف الحياة بكل ما في الحياة من مقوماتها ومقدراتها.

 

ان شعبنا اليمني العظيم الذي صمد بالرغم من انه كان يعاني ولا يزال في الفترة الماضية وحاضرا بشكل كبير من ظروف اقتصادية عصيبة من معاناة كبيرة، من مشاكل كبيرة، كانت دول العدوان هي وراء تلك المشاكل عندما توجت لكل ما عملته لشعبنا طوال المراحل الماضية كل تلك الاعتداءات التي هي صنيعتها وتآمرها ومكرها، وكيدها واستهدافها الذي لم يكن قد توقف عندما توجت كل ذلك بالعدوان الكبير بعد ان فشلت وادركت ان شعبنا في طريقه إلى التغلب على ادواتها التي كانت من خلالها تمارس ما تمارسه بحق شعبنا اليمني العظيم من فساد ونهب ومن اخلال بالامن والاستقرار الى غير ذلك.

 

شعبنا اليمني العظيم صمد منذ بداية العدوان بالرغم من حجمه الكبير ومن ان دول العدوان استخدمت كل ما تقدر عليه من وسائل التدمير والقتل ومن وسائل الابادة واستهدفت كل شيء في هذا البلد، الانسان وكل مقدرات حياته. ولكن شعبنا اليمني بالرغم من كل ذلك صمد وثبت واستمر في صموده واهم عامل لهذا الصمود وهذا الثبات في مواجهة هذا الخطر الكبير وهذا العدوان الهائل بكل امكاناته الهائلة هو اعتماد هذا الشعب على الله سبحانه وتعالى.

 

دول العدوان هي تتكل على ما لديها من امكانيات ودعم ومساندة على المستوى الدولي اما شعبنا اليمني العظيم فان كل اعتماده هو على الله فقط وكل رهانه وآماله متوجهة إلى الله سبحانه وتعالى وهذا عامل مهم جدا وسيظل شعبنا اليمني هكذا مهما استمر العدوان سيستمر شعبنا في اعتماده على الله لانه يمن الايمان. وهل نتوقع من يمن الايمان او من الشعب اليمني المؤمن المسلم الا ان يكون دائم الاعتماد والتوكل على الله سبحانه ملتجأ إليه مستعينا به؟ ، .

 

ايضا شعبنا اليمني العظيم يستمد هذا الصمود والثبات من رصيده القيمي والأخلاقي الكبير والعظيم هو شعب مؤمن وبالتالي هو شعب عزيز صامد شامخ ابي لا يقبل بالإذلال والهوان لا يركع إلا لله ولا يخضع الا لله ولا ينحني امام الصعوبات والأحداث مهما كانت لأنه تعوّد وتربى ايمانيا على ألا ينحني إلا لله ولا يخضع إلا له سبحانه وتعالى.

 

الرصيد الايماني والقيمي والاخلاقي لهذا الشعب العظيم يمن الاوس والخزرج يمن الانصار يمن الايمان هو عامل مهم واساسي ايضا في صمود هذا الشعب وفي ثباته وفي مواجهته للتحديات وايضا هذا الصمود نابع من وعي شعبنا اليمني بمظلوميته هو يدرك ويعي جيدا انه شعب مظلوم ومظلوميته واضحة اوضح من الشمس في رابعة النهار شعبنا اليمني العزيز العظيم مظلوميته بيّنة تأتي قوى أخرى لا شأن لها بهذا الشعب يأتي النظام السعودي الجائر الظالم تحت توجيه امريكا ورايتها تحت مباركة اسرائيل وتشجيع اسرائيل ليعتدي على هذا البلد معلنا وصايته على هذا الشعب يريد ان يفرض ارادته وارادته ليس في الحقيقة له. نحن طالما قلنا ان النظام السعودي ليس لديه اجندة له تخصه من بيته. لا. هو دائما يتحرك بأجندة الاخرين ومن هم الاخرون؟ امريكا واسرائيل. انا اقطع يقينا ان هذا النظام لا يمتلك بالأساس اي اجندة له ويؤدي دورا مرسوما له في المنطقة ويبقيه خادم للآخرين واداة للاخرين يتحركون بها في المنطقة وضد شعوب المنطقة وفي مقدمتها شعبنا اليمني العزيز.

 

هذا النظام الجائر جاء ليعتدي على اليمنيين، كل مواطن حر أبي ممن لم تستميله الاغراءات ليبيع وطنه. كل الاوفياء والأحرار في هذا البلد يقولون ان ما يفعله العدوان هو ظلم وعدوان اجرامي لا شرعية له ولا مبرر له ابدا، ابدا. وامام الظلم هذا بوحشيته وإجرامه الكبير لا خيار امام شعبنا الا الصمود والثبات والاباء والعزة. الخضوع والاستسلام لقوى البغي والعدوان هذا غير وارد لدى شعبنا اليمني العزيز بحكم مبادئه وقيمه وأخلاقه وعزته وإبائه، فشعبنا اليمني العزيز يعي انه مظلوم معتدى عليه بغير حق ابدا، بغير شرعية ابدا عدوان متصلف أحمق جائر وبغي صريح وواضح لا غبار عليه واضح كل الوضوح، وشعبنا اليمني العزيز يعي المؤامرة عليه. ما الذي يريده أولئك منه؛ الامريكيون، الاسرائيليون، السعوديون؟ ثلاثي الشر والإجرام والخطر على مستوى العالم منشأ كل الشر في العالم هذا الثلاثي الاجرامي وذلك بما لديه من اموال. الامريكيون والاسرائيليون يستغلون ما لدى النظام السعودي من أموال ويسخرونها لنشر الشر في كل اقطار العالم وفي مقدمتها المنطقة العربية.

 

ما الذي يريده هذا الثلاثي الاجرامي منشأ المشاكل والمؤامرات في المنطقة منا كشعب يمني؟ ما الذي يعنيه من امرنا نحن كيمنيين كشعب يمني؟ هل هم المعنيون بأمرنا وتقرير مصيرنا؟ ما لأولئك من حق في ان يتدخلوا في شؤوننا ويفرضوا ارادتهم علينا؟ هل بدافع خير او بدافع مصلحة او بمشروعية او بحق يتدخلون في شؤوننا؟ لا. همّهم واضح ومؤامرتهم مكشوفة وواضحة، تدمير البلد وتركيع الشعب واخضاعه وقتله واهانته والحاق الاذى به وارتكاب الجرائم بحقه ومن ثم دفعه للاستسلام والهيمنة الكاملة عليه وعلى ارضه ومقدراته وموقعه الجغرافي واستغلاله حسب ما يشاؤون حتى لو استسلم وركع وخنع ولو كانت ادواتهم ودماهم هي التي تتحكم على هذا الشعب ورقاب هذا الشعب بامتهان وفقر وأذى دون ان ينعم باستقرار وامن ولا بأي شيء. وبالتالي وعي هذا الشعب لحقيقة المؤامرة عليه يوجب عليه ان يدرك قيمة صموده، هذا الصمود والثبات يحمي شعبنا وكرامته حتى لا يكون مهانا وخانعا، يحمي عزته حتى لا يكون مذلا، واستقلاله حتى لا يكون محتلا، ويحمي مستقبله لتنعم الاجيال القادمة بالعزة والرفاه والخير.

 

الوعي بالمؤامرة الفظيعة والإجرامية والسيئة يدفع شعبنا للصمود ويعي قيمة هذا الصمود، وأنه خياره الحتمي والاستراتيجي والذي لا بديل عنه. البديل ما هو؟ البديل هو الهوان، البديل هو الضياع، الخزي، الامتهان، الغرق في وحل الشر والاشرار، والخضوع المطلق لهيمنتهم، وان يدوسوا هذا الشعب. هذه كلها منظومة او مجموعة من العوامل المهمة التي تعزز صمود هذا الشعب بدءا من ثقته بالله وإيمانه بالله وتوكله على الله وهذا مصدر القوة ان الله قادر على نصره و هو الذي وعد بنصر عباده المؤمنين.

 

العدوان بحد ذاته وبكل ما رافقه وبكل ملابساته هو ما يزيد من وعي شعبنا، شعبنا اليمني يعرف من هي امريكا ويعرف حقيقة امريكا وأكثر من اي وقت مضى يعرف ان ما تحكيه امريكا عن الديمقراطية وحقوق الانسان وغير ذلك انها مجرد شعارات اما مضمونها وأساليبها خداع الشعوب المستضعفة، الشعب يعرف حقيقة الخطر الذي تمثله اسرائيل ليس فقط على فلسطين، فشعبنا اليمني كان وما يزال وسيظل متضامنا مع القضية الفلسطينية كقضية تعنيه لأنه شعب واع وينطلق في إطار مسؤولية اوسع يحمل هم أمته ككل، ولكن شعبنا اليوم يدرك ايضا ان اسرائيل تمثل خطرا في المنطقة بكلها لان دور اسرائيل في هذا العدوان هو واضح مؤكد وبارز ودور ملموس. اسرائيل شاركت فعليا في العدوان من خلال سلاح جوها من خلال خبرائها الذين يعملون مع النظام السعودي ومع الخبراء الامريكيين خبراء عسكريين اسرائيليين هذا بات واضحا ومؤكدا. الموقف الاسرائيلي على المستوى السياسي والاعلامي وفي بقية المستويات ومنها العسكرية بات واضحا ومؤكدا ويؤكد لشعبنا اليمن العزيز ان اسرائيل تمثل خطرا كبيرا على المنطقة وأنها ضالعة ولاعبة اساسية في كل المؤامرات على المنطقة ولها دور اساسي في كل المؤامرات في المنطقة.

 

تجاه النظام السعودي الجائر والعميل الخائن لامته والمتآمر على امته ومنطقته العربية والذي يلعب دورا سيئا وسلبيا للغاية في خدمة الامريكيين والإسرائيليين الذين يوهمونهم انه مستفيد من تآمره معهم على امته ومن تعاونه معهم على شعوب المنطقة وهو واهم وخاسر وفي نهاية المطاف هو خاسر.

 

النظام السعودي الذي يمارس هذا الاجرام بحق شعبنا العزيز لم يرع حرمة للجوار فكان جار السوء الذي اعتدى على جيرانه وكان المعتدي بدون وجه حق على شعب مسلم من انبل واشرف الشعوب في العالم، الشعب اليمني يمن الايمان والقيم والحضارة. فالعدوان ووحشيته وإجرامه الكبير بحق هذا الشعب في ظل عدوانه هو يستهدف الاطفال ويقتل المئات من الاطفال والنساء ويستهدف الاحياء السكنية والقرى الريفية والطرقات والجسور والمطارات والموانئ والمستشفيات والمدارس وكل مقدرات الحياة ليهلكوا الحرث والنسل ، هذا افسادهم في الارض ان لم يكن الافساد في الارض هكذا فكيف يكون الافساد في الارض؟ وبالتالي هذه الجرائم البشعة لا تعبر عن قوة، ان يأتي هذا النظام ليرمي بالقنابل الامريكية والصواريخ الامريكية مستهدفا الاحياء السكنية فيقتل المئات من الاطفال ويجرح المئات من الاطفال، ويقتل المئات من النساء ويجرح الآلاف من النساء يستهدف العزل والآمنين في مساكنهم هذا لا يعبر ابدا بأي حال من الاحوال عن قوة، وإنما يعبر عن نزعة اجرامية وعن شر وعن فئة وعن جهة لا تمتلك اي رصيد من الانسانية والقيم والأخلاق ولا تمتلك أي قدر ولو بحد ضئيل من الاحساس بالمسؤولية، لا تعبر بأي حال من الاحوال عن قوة.

 

اذا كنتم تزدادون غرورا وينفخ فيكم الشيطان روح الكبر وانتم تلقون قنابلكم والصواريخ الامريكية على هذا الشعب في مدنه وقراه وتشاهدون المشاهد التي تنشرها القنوات الفضائية لاشلاء الاطفال والنساء تشعرون وكأنكم اقوياء وأصبحتم ذوو قدرة على قتل الاطفاء والنساء هذا لا يدل على قوة ابدا. هذا هو العجز والضعف والإجرام بعينه والطغيان بذاته ولا يشرفكم ذلك، صحيح انتم منذ بداية العدوان وحتى اليوم قتلتم وجرحتم الآلاف من النساء والأطفال هذا رصيدكم اصبحت لكم صفحة سوداء في تاريخ الانسانية وهذه الصفحة السوداء القاتمة تعبر عن هذا الإجرام البشع بحق الشعب اليمني العزيز، هذا انجازكم.

 

هذا الاجرام والعدوان يزيد شعبنا اعتمادا على الله والتجاءً إلى الله وتوكلا على الله وهو يزيد شعبنا اندفاعا للعمل والتصدي للعدوان. وفعلا من النتائج المهمة لهذا العدوان والإجرام الوحشي هو الكثير من الحس بالمسؤولية داخل بلدنا. ان الاحرار والشرفاء عندما يشاهدون ما تعملونه بأبناء شعبهم، من يشاهد مشهدا واحدا من تلك الجرائم وفيه ضمير ولديه احساس بالمسؤولية بالتأكيد يتحرك للميدان للتصدي للعدوان. والآلاف انطلقوا نتيجة هذا الاجرام والوحشية والطغيان الذي ترتكبونه بحق الشعب انطلقوا بفعل ذلك نتيجة جرائمكم وأفعالكم الى ميادين القتال للتصدي للعدوان سواء في الجبهة الداخلية للتصدي للعملاء والخونة والمرتزقة الذين باعوا انفسهم ووطنهم وشعبهم نتيجة مالكم. ذهبوا الى الثغور للتصدي للعدوان والغزو على هذا البلد، فكلما ازددتم اجراما وازداد طغيانكم وكلما زادت وقاحتكم واستهتاركم بهذا الشعب كلما اندفع الالاف والآلاف من احرار الشعب الى ميادين القتال من لم يكن لديه دافع في السابق اصبح لديه اليوم اندفاعة كبيرة. كيف لا يندفع من يشاهد بأم عينيه تلك الجرائم البشعة التي تستفز مشاعر الانسان حتى انها تحيي في نفس الانسان روح المسؤولية حتى لو كان ميتا، لو لم يكن الانسان يمتلك روح المسؤولية بما يشاهده من جرائم بشعة، بل البعض يرى انه معرّض للقتل ان بقي في منزله وبلده فالأفضل له ان ينضم الى ميدان القتال شريفا عزيزا في اطار المسؤولية ويتصدى للعدوان ويلقى الله في ميدان القتال والثبات مدافعا عن شعبه ووطنه وبلده متصديا للظالمين والعملاء والجائرين والبغاة فكلما ازداد هذا العدوان في جرائمه ووحشيته وكلما استمر كلما كان حافزا مهما يدفع الكثير لان يدركوا مسؤوليتهم ويدفع الكثير لان يتحركوا الى ميدان القتال مراهنين على الله مدركين انه لا يفيدهم إلا الرهان على الله والتحرك الجاد في الميدان.

 

كذلك التحرك على كل المستويات وفي الميدان ليقاتل متصديا للعملاء والخونة والمرتزقة والقاعدة. ومن يتحرك الى الثغور يتصدى لقوى قرن الشيطان ومن يتحرك في الجبهة الاعلامية والسياسية والإنسانية على شتى المستويات في الجانب الصحي، في جانب الرعاية الانسانية في كل لاتجاهات وهذا المستوى من صمود شعبنا وثباته هو فعلا أربك المعتدين وفاجأهم فهم لم يكووا يتوقعوا ان يصمد شعبنا هذا الصمود ويثبت هذا الثبات، هم كانوا يراهنون منذ بدية العدوان ومع بطشهم وإجرامهم أن الشعب سينهار ويستسلم ومن ثم يحققون مؤامرتهم الكبيرة الخطرة جدا.

 

انا أقول متأكدا من صحة ما أقول لولا صمود الشعب وثباته لكان الامر مختلفا تماما لان كل اولئك المعتدين لم يكونوا ليتورعوا عن اي شيء وهذا ثبت، جرائمهم البشعة الفظيعة التي يمارسونها منذ بداية العدوان حتى اليوم تدل على انهم ماكانوا ليتورعوا ان يفعلوا تجاه هذا الشعب اي شيء كل شيء كان واردا، بالتالي كان احتلال بلدنا مسألة واردة والغزو البري مازال مطروحاً. كانوا سيحتلون هذا البلد، كان هذا البلد سيقدم للمعتدين عليه؛ حصة لامريكا تنشئ فيها قواعد عسكرية، وحصة للقاعدة تقيم فيها امارات لها وولايات، وحصة للنظام السعودي وحصة لإسرائيل وبالتأكيد كانوا سيجعلون من الجزر اليمنية حصة لإسرائيل سيعطونها نصيبها غير منقوص بكل ما تمثله من اهمية لديهم. وقد تجلى الان وبشكل كبير ويتجلى يوما بعد يوم وتجاه المؤامرات في كل فصل جديد من فصول المؤامرة يتجلى ويتضح ويظهر للعلن التحالف الوثيق بين النظام السعودي وإسرائيل ومدى الارتباط الوثيق للنظام السعودي مع اسرائيل، سيتجلى اكثر واكثر وربما ينكشف ما تندهش له شعوب المنطقة عن مدى الارتباط الوثيق، حتى الان تجلت اشياء كثيرة وخطيرة وظهرت للعلن. وبالتالي هذا الصمود حفظ لشعبنا بلده ولولا ذلك لكان البلد اليوم ممزقا؛ جزء منه مسمى للقاعدة، وجزء منه لامريكا وجزء منه للسعودي، وجزء منه لاسرائيل، ولربما من اهم ما تجلى من هذا العدوان حقيقة خطيرة يجب ان يعيها الشعب حتى في المستقبل ان هناك اطماع كبيرة تستهدف البلد، ومؤامرات كبيرة تستهدف هذا الشعب، هناك اطماع حقيقة تجاه بلدنا. هم انما كان يريدون من دماهم وأدواتهم في الداخل ان تنجز لهم كل شيء ولكن بالتالي عندما فشلت تدخلوا بشكل مباشر.

 

ايضا من اهم ما تجلى في ظل هذا العدوان الاجرامي والوحشي ان القاعدة ليست سوى اداة من ادوات أولئك البغاة المعتدين، ادوات امريكا واسرائيل والسعودية. ان مثلث الشر الاجرامي هو الذي صنع القاعدة ويستغل هذه الصنيعة في المنطقة بشكل عام وفي بلدنا على وجه الخصوص. اليوم منحوا لقبا جديدا للقاعدة وسموها المقاومة الشعبية مع انهم لا يحبذون مسمى المقاومة فلهم موقف من المقاومة اللبنانية والفلسطينية، فيا ترى ما هو السر ان يسموا القاعدة في اليمن بهذا المسمى؟ بالتأكيد هم يؤسسون لمسميات ومسارات جديدة في المنطقة سيكون من يخدم اسرائيل ويعمل ما تريده اسرائيل وما تريده امريكا وبتمويل من السعودية هو الذي يحمل القابا جديدة من هذا النوع لسعيهم الى قلب الامور والمفاهيم والحقائق.

 

ان ما يمارسه النظام السعودي والأمريكيون على رأس هذا العدوان اضافة الى الدور الاسرائيلي من جرائم هي خزي وعار ولا تمثل اي قوة وكلما استمر هذا العدوان بما فيه من جرائم وحشية وخزي ووبال للنظام السعودي، والأمريكي في المقدمة وللنظام الاسرائيلي.

 

نؤكد انه احيانا يقال ان النظام السعودي يشعر بالحرج ان يوقف عدوانه الان ويحتاج الى ان يحفظ لنفسه ماء الوجه، اي ماء وجه مع هذه الجرائم البشعة والعدوان بكل ما فيها من طغيان وجبروت تجاه الشعب اليمن العزيز؟ لقد أهرق ماء وجهه منذ بداية العدوان، وسوّد صفحته لتكون مسودة ولتكون من أسود الصفحات للأنظمة والقوى الظالمة..ان الذي يمثل خزيا وعارا هو الاستمرار في العدوان وليس وقفه، اذا كان يريد لنفسه شيئا من الحفاظ على ماء وجهه فليوقف عدوانه، فالاستمرار في العدوان هو العار والخزي اما وقفه هو المفترض.

 

ايضا الاستمرار في هذا العدوان هو يؤكد طبيعة الدور الذي يلعبه هذا النظام في المنطقة سواء من تمويل الفتن او بشكل مباشر اكبر مستفيد منه اسرائيل، النظام السعودي ذاته ليس مستفيدا من هذا العدوان ابدا..ابدا. هو اولا على مستوى الاستنزاف الاقتصادي انفق اموالا طائلة جدا واستغلته كل الاطراف حتى على نوع مخز لقد جعلوا منه ألعوبة وبقرة حلوب الكل يحاول ان يأخذ ما استطاع من المواقف السياسية التي تطلقها أي دولة او كيان في دول العالم مدفوع الثمن. ايضا ما يضخه إلى الداخل من اموال لتحريض مرتزقة وعملاء مبالغ هائلة جدا بالتأكيد لها آثار مستقبلية على الاقتصاد لديهم، هو كاسب مكاسب سلبية عكسية، كلما استمر العدوان لها نتائج عكسية عليه.

 

هنا ايضا على مستوى الوضع في الداخل هناك معاناة حقيقة نتيجة الدور الذي تلعبه القاعدة في البلد ولم يكن دورا جديدا. في الماضي كان دورا بارزا تمويل كبير ودعم كبير ولكن اليوم انكشفت الكثير من الحقائق الى جانب الدور الذي تقوم به القاعدة مدعومة بالمال والسلاح من النظام السعودي والحماية السياسية من الامريكيين وغيرهم حتى انهم يطالبوا اليوم بإخلاء المدن لصالح القاعدة. من غير القاعدة يستفيد اليوم من اخلاء المدن ومؤسسات الدولة التي يحميها الشعب اليوم! اليوم يقولون للشعب سلّم المدن، لمن؟ للقاعدة بالتأكيد وان كانت بألقاب جديدة؟ سلم منشآت الدولة، حتى الجيش مطلوب منه ان يسلّم امكاناته للقاعدة. من يبيع نفسه وإنسانيته ووطنه وشعبه مقابل شيء من المال مهما كان هو خاسر صفقته خاسرة وما قدمه اكثر مما كسب، حينما تخسر انسانيتك انت تخسر كل شيء وبالتأكيد لم يتعاون من داخل البلد إلا من قد باع نفسه وارتضى ان يكون شريكا لتلك الجرائم بما فيها من قتل النساء والأطفال وتدمير كل امكانات ومقدرات هذا البلد التي هي لأبنائهم كلهم، وبالتالي من يتآمر على ابناء شعبه وجلدته وبلده هو خاسر وخائن وخائب وليس مستفيدا مهما جنى من المال الذي سينتهي مهما كان لكن عندما خسرت انسانتيك وشعبك وبلدك هذه هي الخسارة.

 

ما تقوم به البعض من القوى السياسية التي رأت ان تكون مؤيدة للعدوان لأنها كانت منذ البداية تتحرك وفق اجندة لصالح الخارج وإنما انكشفت الان هو عار وخيانة وطنية ولا مبرر له. من يراهن على تحقيق مكاسب سياسية مقابل الوقوف ضد الشعب هو يستفز الشعب وله تداعيات مستقبلة وهذه مسألة خطيرة جدا، لان الانسان الذي تستميله الاطماع والاهواء ضد شعبه وأمته هو خاسر في الدنيا والآخرة والله يقول في كتابه حتى لو اعطوك كل عائدات نفطهم المسألة انه لو حزت مافي الارض جميعا ومثله معه، ماذا سيقول لله تجاه الجرائم ضد النساء والاطفال كم يقتل من النساء والابرياء الذين ليس لهم أي دور في مشاكل داخلية، وبالتالي الرهان على العدوان من بعض القوى السياسية خاسر ورهان الخارج على من باعوا وطنهم وشعبهم وبلدهم وإنسانيتهم وشرفهم وعرضهم وأرضهم هو ايضا رهان خاسر..رهان الخاسرين على الخاسرين ولن يوصلهم الى نتيجة.

 

بات من الواضح على المستوى السياسي انه لا حل إلا بالحوار وهذه قضية بديهية وكان الحوار قائما والعدوان هو الذي اوقف الحوار بل بعد اكمال مخرجات مؤتمر الحوار الوطني من الذي عطل تنفيذ تلك المخرجات؟ واضح انهم المعتدون الذين يعتدون اليوم، وصولا إلى ما حصل من تداعيات لبقاء مخرجات الحوار حبيسة الأدراج وكان لتدهور الاوضاع مع انه كان الذي يسيطر على مقاليد الامور في البلد ويمسك بالدولة كان اولئك دمى بيد اولئك، ولكن حتى تلك الدمى لم يريدوا لها النجاح ولم يعينوها بما يخدم شعبها لأنهم لا يريدون ان يقدموا للشعب اليمني اي شيء نهائيا، حتى في ظل هيمنة وسيطرة دماهم على مقاليد الحكم ما الذي قدموه لهذا البلد؟ لا شيء. كان الوضع الاقتصادي متدهور، جرع بعد جرع، والوضع الامني يزداد سوء والتفكك لمؤسسات الدولة تزداد وتيرته، تداعيات نتج عنها ثورة شعبة تكللت باتفاق السلم والشركة باركته الامم المتحدة ومجلس التعاون ومجلس الوزراء السعودي، بعد ذلك انقلبوا على اتفاقية السلم والشراكة ومحاولة الالتفاف على ما جاء فيه من بنود، ليعود الحوار من جديد، بعد استقالة المستقيل هادي والحكومة المستقيلة ليبدأ حوار من جديد ثم يقوموا هم بشن عدوانهم يعطلوا الحوار من جديد ويتورطوا في العدوان البشع، معنى هذا انهم لا يريدون امنا واستقرارا للبلد ويريدوا ان يخضعوا البلد لهيمنتهم وفي ظل وضعية غير مستقرة وإنما تحت سيطرتهم وتحكمهم وفوضى تحت السيطرة.

 

اليوم بات جليا دورهم في الانقلاب على اتفاقية السلم والشراكة ومحاولتهم الالتفاف عليها، اليوم يحاولون بشكل واضح ان يلتفوا على اتفاق السلم والشراكة ان يزيحوه بعد ان اعترفوا به والاهم انه اتفاق وقعته كل القوى السياسية في البلد ومع ذلك رحبوا به وأطلقوا بيانات كانت مؤيدة لهذا الاتفاق واليوم يحاولون الالتفاف عليه.

 

اليوم يعود الحديث عن الحوار قبل هذا الموعد كان هناك موعد سابق في جنيف من الذي التف على مخرجات الحوار الاخيرة، معروف انه النظام السعودي ومعه الامريكيون والإسرائيليون سعوا هم لتأجيل الحوار في جنيف لارتكاب مزيد من الجرائم، لإثارة المزيد من الفوضى في نهاية المطاف وافقوا من جديد على الحوار ولكن بعد ماذا؟ بعد ان قللوا من مستواه وأهميته فحولوه الى اجتماع تشاوري وليس اجتماع لحوار جاد يوصل الى حل لان المطلوب بالنسبة لهم ليس الحل، فالحل متاح. ليس هناك ما يعيق الحل السياسي في البلد كانت القوى السياسية مشرفة على الوصول الى اتفاق ناجز وتام ولكنهم افشلوا كل شيء وشنوا عدوانهم وبالتالي عملوا اليوم ان يكون اجتماع جنيف مجرد اجتماع تشاوري وحاولوا ان يفرضوا عليه اجندتهم، حاولوا ان يتعاملوا مع مبعوث المم المتحدة كاداة في يدهم يشتغلوا بأسلوب الترغيب والترهيب لكي يعملوا له ما يشاؤون، كله سعي لتعطيل اي نتائج تفضي الى حل حقيقي للوضع السياسي في البلد، وبالتالي ماذا يريدون؟ يريدون فوضى في البلد، أن ينهار هذا البلد هذا كل الذي يريدونه ونحن نقول اتركوا للأمم المتحدة حياديتها واتركوا لها قدرا من الحياة لنجاح مهمتها، اتركوا سعيكم الدائم لتطويع مبعوثها الجديد تارة بالترغيب وتارة بالترهيب والحملات الاعلامية اتركوا له قدر من الحرية لكي يؤدي وظيفته بحيادية وبالتالي الحل السياسي هو سيفيد حتى في خروجكم من مأزقكم، اليوم اصبحتم تواصلون عدوانكم بدون افق وبدون نتيجة وبدون ثمرة.

 

أما شعبنا اليمني العزيز نقول له كل الرهان هو على الله سبحانه تعالى والتحرك الجاد والمسؤول في كل الميادين في جبهات القتال لمواجهة المعتدين على المستوى السياسي والإعلامي والإنساني على كل المستويات ولذلك نحن جميعا معنيون في كل الاتجاهات ان نواصل تحركنا لان هذا قدرنا وخيارنا كشعب مسلم شهد له الرسول بالإيمان خيارنا كشعب يمني يمتلك رصيد من القيم والأخلاق والتاريخ ولنثق بالله تعالى بالصمود والتوكل على الله والثبات والتحرك الجاد ومن دون تواكل لا احد يكل دوره إلى احد كل منا يتحمل مسؤوليته ويتحرك فيما يمكنه ان يتحرك فيه هذا الذي سيفيد وهذا بالتأكيد الذي سيكون له النتيجة السليمة والعاقبة الصحيحة والفرج قادم والنصر قادم لشعبنا طالما كان متوكلا على الله ويعي مسؤوليته ويتحرك في مسؤوليته كما ينبغي.

 

نسال الله الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والنصر لشعبنا العزيز وان يجعل دائرة السوء على المعتدين.