المخابرات الأمريكية : الوحيشي قُتل برصاص الجيش اليمني وواشنطن منحت نفسها إنجازاً مكذوباً

أوردت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، عن مسئولين أمريكيين أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لم تكن تعلم مسبقاً أن زعيم تنظيم القاعدة في اليمن كان من بين المتشددين المشتبه بهم الذين استهدفوا في غارة طائرة بدون طيار الأسبوع الماضي.

 

وكانت مصادر عسكرية واستخباراتية يمنية، قد شككت في رواية القاعدة والرواية الأمريكية حول ظروف ومكان مصرع زعيم التنظيم في الجزيرة العربية “ناصر الوحيشي” التي أعلنت واشنطن مقتله في غارة لمقاتلاتها شرق المكلا موضحة أنه لقي مصرعة خلال المواجهات في مأرب بين الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة وبين مسلحي القاعدة وحلفاء السعودية من جهة اخرى .

 

وكان إعلان مصرع الوحيشي، تزامن مع تطورات ميدانية حاسمة في الجوف ومأرب، معتبرةً إعلان الولايات المتحدة مصرعه بغارة لمقاتلاتها “تضليلاً متعمداً يمنح واشنطن إنجازاً مكذوباً”.

 

وقالت الصحيفة الأمريكية “إنه وبحسب ما أفاد مسئولون أمريكيون، فإن العملية تمت وفق المبادئ التوجيهية لمحاربة الإرهاب التى قامت إدارة أوباما بتخفيفها بعد انهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة فى اليمن هذا العام.

 

ورفضت وكالة الاستخبارات المركزية التعليق على مقتل الوحيشي، أو أي جانب من جوانب عمليات الطائرات بدون طيار التي تشنها في اليمن. لكن مسؤولين أمريكيين أكدوا عدم وجود أي حظر على استخدام الطائرات من دون طيار في اليمن، بشرط عدم الاضرار بالمدنيين.

 

إلا أن البيت الأبيض لم يجب عن اسئلة حول الظروف المحددة لمقتل الوحيشي، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.

 

وأشاروا إلى أن الوحيشى الذى كان بمثابة الرجل الثانى فى القاعدة بشكل عام قتل فى ضربة توقيع، كان مسموحاً فيها للسي آي إيه بإطلاق النار على أساس وجود نشاط مسلح مشتبه به حتى مع أن الوكالة لم تعلم هويات من يمكن أن يقتلوا فى هذه العملية.

 

وتقول الصحيفة، إن هذا الكشف يشير إلى أن السي آى إيه لا يزال يستخدم أسلوب استهداف مثير للجدل أشارت الإدارة الأمريكية فى عام 2013 إلى أنها تعتزم التخلص منه تدريجياً، لاسيما فى اليمن التى قال المسئولون الأمريكيون إنها تخضع لقواعد أكثر صرامة فيما يتعلق باستخدام القوة القاتلة مقارنة بباكستان.

 

وتابعت الصحيفة: إن الاعتماد على ما يسمى بضربات التوقيع سيساعد فى تفسير الزيادة فى وتيرة عمليات الطائرات بدون طيار فى اليمن على مدار الأشهر الستة الماضية.

 

وقال مسئولون أمريكيون هذا الأسبوع، إن الحملة تسببت فى ضرر كبير لفرع القاعدة فى اليمن حتى بعد وقف عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية اليمنية المشتركة على الأرض قبل عدة أشهر.

 

ووفقاً لبيانات مؤسسة أمريكا الجديدة، فإن السي آي إيه وقيادة العمليات الخاصة المشتركة الأمريكية قد نفذا على الأقل 10 ضربات فى اليمن منذ يناير، وهو رقم يقترب من العدد الإجمالى لعام 2014.