الحوثيون ينجحون والعدو ومرتزقته يخسرون .. تخلّ دولي تدريجي للقرار 2216 ووزير خارجية بريطانيا يؤكد : اتفاق السلم والشراكة هو المرجعية لحل مشكلة اليمن " تحليل"

قال وزير خارجية بريطانيا لشؤون الشرق الأوسط توبيس إيلوود : إن هناك مرجعيات عديدة لحل المشكلة في اليمن لابد من الالتزام بها وبينها " اتفاق السلم والشراكة " ، جاء ذلك في تصريح لصحيفة الأخبار اللبنانية حيث أكد أن اتفاق السلم والشراكة الذي وقع عليه اليمنيون برعاية المبعوث الأممي السابق جمال بن عمر هو أحد المرجعيات الهامة لحل مشكلة اليمن .

 

وقال إيلوود : " إن بريطانيا تريد رؤية نهائية للعنف في اليمن وندعو كل الأطراف إلى الاجتماع والدعوة لوقف النار وهذا مهم".. مؤكداً أن القرار 2216 ليس شرطا مسبقا لإطلاق المفاوضات.

 

وأضاف " يتعين علينا إدراك أن المأساة لا تقتصر على أن البلاد في حالة حرب، بل هناك ٢٠ مليون نسمة يعانون الكارثة الإنسانية فيها وكلما أسرعنا في جمع الأطراف معا، توصلنا في وقت أقصر إلى وقف النار، واتفقنا عليه وعندئذ سيجري التعجيل بوقف الغارات والنار معا".

 

وتعليقا على تصريحات الوزير البريطاني قال المحلل السياسي محمد عايش : أن كلام إيلوود هو النقيض الكلي لمواقف السعودية وحلفائها المحليين، الذين يرفضون اتفاق "السلم والشراكة" بالمطلق، ويضعون قرار مجلس الأمن شرطا مسبقا ونهائيا للدخول في أية مفاوضات.

 

وإن الإصرار على "المرجعيات" التي أنجزتها الحوارات الداخلية وبينها "السلم والشراكة"، هو موقف حوثي ثابت منذ بدء الحرب السعودية.

 

ويقول عايش أن تتبنى بريطانيا موقف "الحوثيين"، فإن ذلك، ولابد، نتاج وصول المجتمع الدولي إلى قناعة بأن الحل الممكن، والوحيد، هو الحل المُهمل من البداية: المرجعيات المنجزة عبر الحوار الداخلي برعاية أممية، وعلى رأسها اتفاق "السلم والشراكة"، إضافة بالطبع لقرار مجلس الأمن (ولكن دون تشدد خصوصا فيما يتعلق بالعقوباب بحق قيادات الحوثيين والمؤتمر الشعبي).

 

ويرى عايش أن القناعات البريطانية العلنية في العادة هي القناعات الأمريكية غير المعلنة كما أن الإعلانات البريطانية هي دائماً، خصوصا في قضايا الشرق الأوسط؛ تمهيد لإعلانات أمريكية مماثلة.

 

وفي تحليل لعايش على صفحته " بالفيسبوك " أنه من خلال النظر إلى تصريحات الوزير البريطاني؛ فقد نجح أنصار الله في الترويج لرؤيتهم للحل، وبالإمكان القول إن جهودهم، عبر اتصالاتهم الدولية المحدودة ثم عبر اللقاءات المكثفة في مسقط الأولى والثانية والثالثة، مع ممثلي مختلف القوى الدولية النافذة والمهمة؛ أثمرت انجازا سياسيا حقيقيا .

 

ويعتقد عايش أن اعتراف أنصارالله  بالقرار ٢٢١٦ أحد مداخل ذلك النجاح، فاستعدادهم للتعامل مع القرار نقل المشكلة برمتها الى الملعب السعودي وعزز من فداحة انعدام الرؤية السعودية بالإضافة إلى خلق انفتاح كبير لدى القوى الدولية على تصورات الحوثيين التي ظلت تلاقي آذانا مسدودة طيلة ٦ أشهر.