قراءة في رسالة أنصار الله لأمين عام الأمم المتحدة

منذ اندلاع ثورة 21سبتمبر التي كانت ضرورة وطنية للتخلص من القوى الثلاث التي كانت جاثمة على صدور اليمنيين وكانت هذه القوى أيضا أداة من أدوات التدخل و الذل والخنوع وتستخدم لتمرير سياسات المملكة السعودية في اليمن وجعله مجرد محافظة أو مديرية للمملكة وليس كسائر المحافظات السعودية بل محافظة مهملة ومنسية ومكروهة .

 

 وبعد أن استطاع الشعب اليمني بإرادته وحماسه التخلص من هذه القوى شعرت مملكة آل سعود بأن مصالحها التي بنته على حساب الشعب اليمني قد بدأت تخسرها فما كان لها إلا أن استخدمت هذه الأدوات في الإستنجاد لشن هذه الحرب الظالمة والتي ليس لها سبب مقنع ، فقد شاهدنا وسمعنا وقرأنا كيف استطاعت قيادة الثورة وهي في عز قوتها بعد دحر قوى العمالة أن تسترضي وتكسب جحافل هذه القوى وأعلنت مد يدها لحزب الإصلاح بالذات والذي يمثل رأس هذه القوى وكانت الدعوة بخطاب قائد الثورة السيد / عبدالملك الحوثي لبناء وطن ونبذ الحرب .

 

وأعلن في خطابه أن لا إستهداف لأحد وكان هذا الخطاب تطميني بكل ما تعنيه الكلمة وبشهادة من الكثير من نشطاء حزب الإصلاح ، إلا أن تأثير مملكة آل سعود وسيطرتها حتى على قرار قيادة هذا الحزب جعلتهم يفتحون معارك هنا وهناك ويخسرون كل هذه المعارك .

 

ومع هذا لم يتعظون أو يراجعون حساباتهم ، واليوم وبعد أن شنت مملكة آل سعود وبالتعاون مع حلفاء تم شراؤهم بالنفط والمال هاهم يتلقون ضربات وخسائر موجعة في كل جبهة دون أن يحققوا أي هدف من أهدفهم التوسعية ورغم مرور أكثر من ستة أشهر ورغم الحصار الجائر برا وبحرا وجوا نرى الشعب اليمني صابرا وصامدا ومتحديا .

 

لقد استخدمت قوى العدوان كل أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دوليا وفي ظل تراخي وصمت دولي غير مسبوق حتى المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية لم تحرك ساكنا أو تنتقد هذه الجرائم في حق المدنيين ، وإذا انتقدت فعلى حياء وبربط وإشراك الطرف المعتدى عليه في ممارسة هذه الجرائم .

 

واليوم ها نحن نشهد مبادرة من قبل أنصار الله والتي تتمثل برسالة القيادة لأمين عام الأمم المتحدة معلنتا فيها قبولها بتطبيق نتائج اتفاق مسقط والمتمثلة في النقاط السبع كحسن نيه لإفشاء السلام ووقف إراقة الدماء التي لن تنتج إلا المزيد من القتل والدمار .

 

 وحرصا من قيادة أنصار الله على فك الحصار المفروض على الشعب اليمني قبلت بهذه النقاط رغم ما تلاقيه من تعليقات وسخرية من أطراف متعددة بالإدعاء بأن هذا هزيمة واستسلام ، ولم يقولوا عن خطاب قائد الثورة بعد 21 سبتمبر كما يقولوا على هذه الرسالة اليوم .

 

 فالخطاب كان في ظل القوة والإنتصار وأيضا هذه الرسالة تأتي في ظل القوة والإنتصار وما مراعاة حالة الشعب إلا من أخلاقيات قيادة الثورة والحرص الشديد على حقن دماء المسلمين مهما تقوّل هواة سفك الدماء وآكلي لحوم البشر .

 

وإذا اعتبرنا القبول بقرار مجلس الأمن 2216 هزيمة فقد نعتبر أيضا مد يد قائد الثورة للأطراف المهزومه في ذلك الوقت أيضا هزيمه ، فالحروب كانت ضرورة بعد  أن استنفذت كل وسائل السلام ، واليوم وبعد إعلان بداية تمهيدية للخيارات الإستراتيجية لم يتبقى إلا  الإنتظار لنتائج هذه الرسالة التي يعتبرونها اليوم رسالة الإستسلام وكأنهم لا يشاهدون رجال جيشنا ولجاننا الشعبية مايصنعون يوميا في عمق أراضينا المحتلة من انتصارات ومن تجريع العدو المر في كل موقع .

 

 الهزيمة يامن تعودتم عليها هي المكابرة واستدعاء الأعداء لتدمير الأوطان ، أم من يبادر وهو في عز قوته وعز انتصاراته فهذا هو الإنتصار الحقيقي وهذه هي الأخلاق الإسلامية .

 

ستثبت الأيام القادمة من انتصر للوطن ومن خان هذا الوطن !!!