روسيا تدشن الحرب الاقتصادية على تركيا بحظر دخول المنتجات التركية من جماركها

بدأت روسيا تتحرك لمعاقبة تركيا اقتصاديا بعد إسقاط طائرتها لاختراقها الحدود أول من أمس ومنعت المنتجات التركية من الدخول إلى جماركها وبرر المسؤولون الروس الأمر بأعذار كوجود عملية إحصاء للسلع بالجمارك.
أعلن نائب رئيس مجلس المصدرين الأتراك رئيس اتحاد مصدري الماكينات عدنان جالاكيران أن روسيا أوقفت دخول المنتجات التركية إليها. كما أوقفت استخراج تأشيرات للمواطنين الأتراك الذين يذهبون لروسيا للمرة الأولى أما الذين لديهم تأشيرة من قبل فيواجهون كذلك صعوبات مختلفة.
كما أن مجال المقاولات الذي سيكون من ضمن القطاعات التي ستنعكس عليها الأزمة الدبلوماسية، فاستمرار التوتر مع روسيا، التي تقع ضمن أكثر الدول التي تحتوي على مشاريع تديرها شركات مقاولات تركية، من الممكن أن يعرض قطاع الإنشاء والمقاولات إلى خسائر فادحة.
وبحسب المعلومات الصادرة عن رئيس اتحاد المقاولين الأتراك مدحت ينيجون فإن الشركات التركية في عام 2014 نفذت نحو 47 مشروعا في روسيا بإجمالي رأسمال 3.9 مليار دولار، أما هذا العام وخلال تسعة أشهر فبلغ عدد المشاريع ثمانية مشاريع بإجمالي رأس مال 2.3 مليار دولار.
32 مليار دولار حجم التجارة بين تركيا وروسيا
وورد في التصريح الصادر عن هيئة العلاقات التجارية الخارجية أن حجم التجارة بين تركيا وروسيا بلغ 32 مليار دولار وأن روسيا لا تزال تتصدر قائمة أكثر السياح الوافدين إلى تركيا مشيرا إلى أن مسؤولية تهدئة الأوضاع بين البلدين تقع على عاتق الجميع وليس المتسببين فيها وحدهم.
وبحسب المعلومات الصادرة عن الدكتور فاتح ماجد، رئيس قسم الاقتصاد بجامعة سليمان شاه، فإن حجم الصادرات التركية لروسيا في نهاية عام 2014 بلغ 6 مليارات دولار في حين تجاوزت الواردات حاجز 25 مليار دولار. وقال ماجد” من المحتمل ألا نقلل من حجم وارداتنا من روسيا لأنها تتشكل بنسبة كبيرة من الطاقة، لكن الإجراءات التي ستتخذها روسيا بشأن صادراتنا إليها قد تؤثر سلبا على ميزان تجارتنا الخارجية معها”.
وأحد المجالات الاقتصادية الأخرى التي ستتأثر من هذا التوتر القائم بين البلدين هو التجارة التي تتحقق من خلال “الحقائب” (وهو مصطلح يطلق على التجارة بأحجام صغيرة)، فبحسب البنك المركزي فإن تركيا في عام 2014 حققت 8.6 مليار دولار دخلا من هذا النوع من التجارة. لكن الأزمة القائمة مع روسيا ستتسبب في تراجع هذا الدخل، حيث ظل الدخل المحقق من “التجارة بالحقائب” مع روسيا خلال التسعة شهور الأولى من هذا العام أقل من 4.5 مليار دولار.
4.4 مليون حجم السياحة الروسية في تركيا
وسيواجه قطاع السياحة التركي خسارة جديدة بعد توتر العلاقات بين الدولتين بعدما كان قد تعرض لأزمة أخرى العام الماضي لتراجع عدد السياح الروس الوافدين إلى تركيا. حيث بلغ عدد السياح الروس الوافدين إلى تركيا هذا العام 3.3 مليون سائح بعدما كان 4.4 مليون سائح العام الماضي. وتسبب هذا التراجع في تعرض قطاع السياحة في تركيا إلى خسائر بلغت خمسة مليارات دولار.
وأوضح العاملون في قطاع السياحة أن الأزمة الأخيرة بين البلدين ستتسبب في خسائر فادحة بالقطاع الذي يعاني بالفعل من أوضاع صعبة.
وكانت بعض الشركات السياحية الروسية قد غيرت مسار رحلاتها المتجهة إلى تركيا بعد مطالبة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف السياح الروس بعدم السفر إلى تركيا.