"الطائرات بدون طيار تساعد القاعدة !!"

في شهر ديسمبر لعام 2009 اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية رسمياً بمشاركتها المباشرة في مكافحة الإرهاب  على الأراضي اليمنية ويتمثل ذلك في ازدياد القصف الجوي لأهداف يقال أنها تابعة للقاعدة فما بين اطلاق لصورايخ كروز إلى هجمات  لطائرات بدون طيار وقد زادت بالأشهر الأخيرة .
يؤكد الناشط السياسي اليمني إبراهيم المثنى في مقالته التي نشرت في صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 14 يونيو تحت عنوان " طائرات بدون طيار بمساعدة القاعدة " حيث أكد فيها على  أن الضربات الأمريكية ليست في مصلحة أحد لا اليمن ولا الولايات المتحدة الأمريكية ، إذ أن الطائرات بدون طيار لا تقتل إلا المدنيين في كثير من الأحيان وهذا قد يغذي الشعور المناهض لأمريكا عند أغلب السكان الذين لا علاقة لهم بالقاعدة.
كما انه من الملاحظ أن أغلبية الذين يقاتلون جنبا إلى جنب مع تنظيم القاعدة ليس لديهم علاقة ايديولوجية مع مقاتليها المتشددين ، نحن بحاجة إلى تكريس جهودنا على التنمية والاقتصاد .
اليوم نحن نرى جيداً النتائج السلبية لهذه الضربات ، وبحسب الإحصائيات الرسمية فأن عدد أعضاء تنظيم القاعدة قد ازداد في السنوات الأخيرة وبالأخص من عام 2009 ، لنجد أنه  بالفعل "الطائرات بدون طيار تساعد القاعدة " .
أحمد دهمان محامي في منظمة هود وعضو لجنة التحقيق في أحداث آل المعجلة كشف "أن العيد من أسر الضحايا انضموا إلى تنظيم القاعدة للانتقام " في المحفد وهي منطقة مجاورة 150 شخص اختاروا من تلقاء أنفسهم الالتحاق بهذا التنظيم بحسب أقوالهم .
ولكن اليوم في اليمن حيث يلعب مشهد مكافحة الإرهاب الدور الأساسي فيه تبدو المشاعر أكثر تخبطاً وانقسام ما بين ساخط وراضي .
بعد أشهر طويلة من القتال العنيف قام الجيش اليمني بتطهير مدينة زنجبار عاصمة مدينة أبين بجنوب البلاد من قبل أنصار الشريعة " تنظيم القاعدة" .
وقد وقع نظري على سكان المعجلة وهم يعودون الى مدينتهم بعد هجرة في مجموعات صغيرة ووجد مجموعة من الرجال يتناقشون أمام متجر قديم وحولهم آثار الحرب في كل مكان قال أحدهم " أه لقد نسيت تناول طعام الغداء هل يا ترى سوف نتذكر ما حدث للمعجلة " قال رجل آخر بتبجح " بالتأكيد ، ما حصل ليس لمصلحة اليمن علينا الاستمرار في الحرب حتى لو سقط ضحايا مدنيين " رد آخر " بفضل الطائرات بدون طيار طرد الإرهابيين ولو قتل ضحايا مدنيين فهو بسبب علي عبدالله صالح الذي فتح الباب لتنظيم القاعدة في اليمن وهو المسؤول الأول عن كل هذا "  ، ويضيف رجل عجوز " لكن المدنيين ليس لهم ذنب بكل ما يحصل "  قاطعهم شاب بمقتبل العمر قائلاً " الانتصار للوطن يتطلب كل التضحيات "
(نشر في صحيفة لوموند الفرنسية بشهر سبتمبر للصحفي فرانسوا كزفييه )