داعش يفر من ميدي.. بالشراكة مع قوات التخلف!!

وثق الإعلام الحربي للجيش واللجان الشعبية في مشاهد متفرقة “شعار” ما يسمى “داعش والقاعدة” في مواقعهم وتحصيناتهم بصحراء ميدي التي دارت فيها مواجهات بين الجيش واللجان الشعبية من جانب وبين ما تسمى قوات تحالف العدوان الأمريكي السعودي ومرتزقتهم في اليمن من جانب آخر.. وبعد انهزام الأعداء وتوليهم الأدبار خلفوا وراءهم قتلاهم ومعداتهم العسكرية وشعاراتهم، التي لم تكن يوما شعارات وطنية أو يمنية، بل كانت شعارات التنظيمين الذين دعمتهما أمريكا والسعودية “داعش والقاعدة”.. وهذا دليل على واحدية المشروع الأمريكي السعودي لدعشنة اليمن وبالتالي استباحت أراضيه وثرواته بحجة محاربة الإرهاب.


وجود تلك الشعارات على مواقع وتحصينات تواجد فيها العدو يدل فضيحة جديدة من فضائح التحالف الأمريكي السعودي الذي دائما ما يقول أنه يعتمد في قتاله على جنود قوات التحالف وجنود يمنيين، فالواقع الذي خلفته جنودهم ومرتزقتهم يحكي العكس، فقد قاتل معهم مجموعات ليست قليلة من تنظيمي “داعش والقاعدة”.. وهذه الفضيحة تسجل ضمن فضائح أمريكا التي تقول أنها تحارب “داعش والقاعدة” المسجلان في قائمتها الوهمية قائمة الإرهاب.


وجود شعارات “داعش والقاعدة” في معركة أحد طرفيها أمريكا والسعودية يكشف حقارتهم وكذبهم على الشعوب عبر وسائل إعلامهم وتصريحاتهم؛ يقولون أنهم يقاتلون في اليمن بقوتهم البشرية وبما يسمى الجيش الوطني الحر التابع للفار هادي.. والحقيقة أن وجود شعارات هذان التنظيمان الإرهابيين في صفوف مقتالي تحالف العدوان التي تقوده أمريكا والسعودية دليل على مشاركة أفراد من هذان التنظيمان، واحتمال كبير بأن يكونوا قيادات ميدانية في مواقع القتال.


إن المشروع الأمريكي السعودي في اليمن يهدف إلى تسليم اليمن وثرواتها لداعش والقاعدة كما فعلت في العراق وسوريا وليبيا ومؤخرا في مناطق عدة في حضرموت وعدن.. وهذا المشروع الذي تبنته الإدارة الأمريكية كان بديلا لمشروع انسحابها العسكري من المنطقة ابتداء من العراق وافغانستان وحتى يستمر الصراع العربي-العربي، والعربي-الإسلامي.


وجود شعارات “داعش والقاعدة” في صفوف ما يسمى الجيش الوطن وقوات تحالف العدوان يعتبر من أوجه الدعم المباشر من أمريكا والسعودية للتنظيمات الإرهابية؛ فمن خلالها تضمن أمريكا عدم استقرار المنطقة، واستمرارية السيطرة على المناطق النفطية التي دائما ما تتمركز فيها هذه التنظيمات وتقوم بتوريدها وبيعها بأثمان بخسة لأمريكا الشيطان الأكبر.


لنعود بالذاكرة إلى ما قبل احتلال عدن والمناطق الجنوبية من قبل قوات تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، وما رافقها من مساندة وعمل مشترك مع تنظيمي القاعدة وداعش، وكان الجيش واللجان الشعبية يحذران من خطورة تمكين هذان التنظيمان بدخول القوات الغازية.. وكان القليل فقد من أبناء الجنوب يستشعرون خطورة هذه المسألة.. وما أن بدأ شعار “داعش” يرفرف فوق رؤوس مقاتلي ما يسمى بـ”الجيش الوطني” حتى انكشف المستور وظهرت هوية المليشيا التي تقاتل مع أعداء الوطن والشعب اليمني.


لقد مهدت ترسانة العدو الإعلامية الطريق أمام قوات التحالف.. فحجم الترويج الإعلامي بأن هدف قوات التحالف هو إعادة الشرعية وحماية الشعب اليمني من ما أسموه “الانقلابيين” أو “المد الشيعي الفارسي”، كان أقوى وأكبر من توعية الناس بالهدف الحقيقي وراء عدوان أمريكا والسعودية على الشعب اليمني وهو تمكين أجهزتها الاستخباراتية وعملائها من “داعش والقاعدة” من الجنوب وإحكام سيطرتها على المنطقة الساحلية والمناطق الغنية بحقول النفط.
قتال “داعش والقاعدة” في خندق واحد مع العدو الأمريكي والسعودي ورفع شعارها مع العلم الأمريكي والسعودي وغياب العلم الوطني، كان يصاحبه تضليل إعلامي كبير، وهو الآن يتكرر، فشعارات هذان التنظيمان منتشرة في مواقع وتحصينات الأعداء بمنطقة ميدي، والتضليل الإعلامي الذي تشنه ترسانة تحالف العدوان يمارس الآن نفس المهام وبنفس الأدوات حتى يتمكن التحالف من السيطرة ويسلمها لحليفه وصينعته “داعش والقاعدة”.


يعاني أشقائنا في الجنوب الكثير من ممارسات وانتهاكات التنظيمات الإرهابية والمليشيا الإجرامية المنتشرة وبشكل كبير تحت رعاية وحماية أمريكا وقوات التحالف، فالتفجيرات التي تستهدف التجمعات السكانية متتالية ومتعاقبة، واغتيالات الشخصيات الوطنية والعسكرية والقضائية لا تكاد تتوقف، وقتل المواطنين وضح النهار متواصل ومستمر؛ كل هذا يحدث وأكثر من نسف أضرحة الأولياء وتدمير المعالم والآثار التاريخية التي تحكي التاريخ اليمني والسيطرة على ثروات البلاد وبيعها وإهداءها لأعداء البلاد، وما هذا إلا صور مختصرة من الأعمال الإجرامية والانتهاكات التي يواجهها أبناء الجنوب بمجرد وضع العدو قدميه على أرض الوطن وتدنيسها بمرتزقته ومليشياته الإرهابية والإجرامية.


وما يثير الاشمئزاز ويدل على مدى قبح قيادات قوات التحالف هو إنكارها وجود “داعش والقاعدة” في عدن، وإصرارها على أن قواتها تحت مسميات “جيش وطني، مقاومة”، مع وجود دلائل موثقة بالصورة والفيديو التي تؤكد علاقة قوات التحالف التي تقوده أمريكا والسعودية بالتنظيمات الإرهابية التي تتخندق جنبا إلى جنب في قالتها وعدوانها على الشعب اليمني.. لكنهم لا يدركون بأن المغرر بهم من أبناء الجنوب بدءوا يدركون الفخ الإعلامي الذي وقعوا فيه، وبدءوا يساندون الجيش واللجان الشعبية لطرد المحتل والغازي وتطهير الأرض اليمنية من رجس المرتزقة والمجرمين.


والمتابع للمشهد في الجنوب والمناطق التي قامت قوات التحالف باحتلالها أو المناطق التي تمكن منها “القاعدة وداعش”، سيجد بأن أبناء الجنوب الذين غرر بهم علموا بأن تحالف الغزو كان يدعم “القاعدة وداعش” وأنهم كانوا يقاتلون في صفوف الغزاة.. وقد كشف الإعلام الحربي التابع للجيش واللجان الشعبية الحقائق الخفية وراء العدوان على الشعب اليمني عبر كثير من المشاهد والدلائل، مما يستدعي الوقوف صفا واحدا ضد مؤامرات وخطط أمريكا والصهيونية العالمية في المنطقة عامة واليمن خصوصا.


إذا لم يدرك المغرر بهم خطورة ما يواجه الشعب اليمني من أطماع تدميرية تقودها أمريكا والصهيونية العالمية، واستمرارهم في إقناع أنفسهم بأكاذيب قوات التحالف؛ سيجنون لا محالة ثمرة تقاعسهم، وعلينا جميعا كأحرار ومدافعين عن وطننا وعرضنا أن نحذر من المصير الذي وقع فيه أشقائنا في المناطق الجنوبية في حال تجاهلنا هذه الحقائق الواضحة والبينة.. وإلا في حال تقاعسنا وتخاذلنا عن نصرة أنفسنا وحماية أرضنا من الغازي والمحتل سيكون مصيرنا مجهول إن لم يكن أسوأ من المناطق التي مكنتها أمريكا والسعودية من بسط نفوذها وسيطرتها على عدد من المناطق الجنوبية خصوصا في عدن وحضرموت.
كما يجب علينا أيضا مساندة حملة #امريكا_تقتل_الشعب_اليمني حتى تحقق أهدافها وتعزز توعية الناس بأن أمريكا هي رأس الأفعى والقائد الفعلي لقوات التحالف، وأن المملكة السعودية ما هي إلا مجرد أداة من أدواتها القذرة في المنطقة التي خرفت التنظيمات والحركات الإرهابية في المنطقة العربية والإسلامية.