العثمانيون يعودون إلى اليمن

صنعاء- بعد أن كشف مصدر أمني يمني، يوم أمس الأحد، عن أن صفقة الأسلحة التي صادرتها سلطات ميناء عدن أرسلت من تركيا وأنها تخص رجل أعمال وقيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح "الإخوان المسلمون"، وأن محاولات جرت للإفراج عن الصفقة من قبل مسؤولين في الحكومة اليمنية، ثارت تساؤلات مهمة حول مشروع تركي جديد على خطى المشاريع الإيرانية الكثيرة في التمدد جنوبا وممارسة لعبة النفوذ على الأرض اليمنية عبر استغلال العلاقات مع الإخوان المسلمين.
وتشير مصادر "العرب" إلى أن الصراع الإيراني التركي بدأ يتخذ طابعا جديا في محاولات تركية حثيثة لملء الفراغ الذي تركه انسلاخ بعض التيارات الإخوانية عن التعاون والتبعية لإيران، والإحجام السعودي عن التدخل في استمالة هذه التيارات والأحزاب في فلسطين واليمن وشمال أفريقيا.
وقالت مصادر "العرب" إن تركيا تقدمت حثيثا على الساحة الفلسطينية وكانت وراء إفساد رحلة أمير قطر إلى غزة وأنها تستعد الآن وبدعم أميركي مهم للدخول في صراع علني ضد إيران في مناطق متعددة منها اليمن، خاصة في ظل الصعود اللافت للحوثيين كقوة عسكرية على الأرض .
وأضافت المصادر أن حزب الإصلاح المحسوب على الإخوان المسلمين يشنّ حاليا هجمات عسكرية على الحوثيين كما يقوم بحشد أنصاره في سبيل تشكيل قوة عسكرية تحمي مصالحه وتطلعاته وتوفر تركيا التسليح والتدريب اللازم لهذه القوة حسبما تشير مصادر يمنية وثيقة الإطلاع.
وكان موقع "عدن الغد" المستقل قد نقل عن المسؤول الأمني الذي وصفه برفيع المستوى قوله "إن شحنة الأسلحة تابعة لرجل أعمال وقيادي بارز في حزب الإصلاح، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في اليمن، وان أطرافا نافذة في حكومة الوفاق الانتقالية حاولت جاهدة لملمة القضية والإدعاء أن الشحنة المضبوطة هي قطع حديد ومواسير".
وأوضح المسؤول أن "قيادياً في حزب الإصلاح بعدن ويعمل في مجال التجارة وقاد في الآونة الأخيرة تحركات سياسية مكثفة، تواصل مع مخلص جمركي من أبناء المدينة هو عدنان سوبايع، وطلب منه تخليص إجراءات شحنة الأسلحة المهربة على أنها بضاعة بسكويت مملوكة لأحد أصدقائه من العاصمة اليمنية صنعاء ويدعى صالح البعداني"، مشيرا إلى أن "القيادي "الإصلاحي" في عدن كان يخلصها للقيادي الإصلاحي ورجل الأعمال البارز في صنعاء"، الذي تحفظ المسؤول الأمني على نشر اسمه حتى اكتمال التحقيقات.
وقال المسؤول الأمني الرفيع إن "المخلص العدني عدنان سوبايع باشر أعمال التخليص الجمركي للشحنة المهربة، إلا أن العاملين في الميناء اشتبهوا حينما تم وزن الحاوية في أن وزنها أعلى بكثير من وزن حاوية يفترض أنها محملة بالبسكويت، الأمر الذي دفعهم على الفور إلى تفتيشها حيث تم العثور بداخلها على كميات من المسدسات الخاصة بأعمال الاغتيالات"، نافيا أن تكون عملية اكتشاف الأسلحة قد تمت بعد تمرير الشحنة عبر الأشعة السينية.
وأكد أن "عدداً من قيادات حكومة الوفاق الوطني مارست أعمال ضغط مكثفة على المسؤولين في ميناء عدن بهدف نفي وجود أية شحنة أسلحة والسماح لها بالمرور"، كاشفا أن بين الأسلحة المضبوطة أسلحة خاصة بأعمال الاغتيالات.ونشرت وسائل إعلام يمنية صورا لبعض المسدسات التي كانت ضمن الشحنة العسكرية التي أعلن عن مصادرتها.
وألزم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الجهات ذات العلاقة بالعمل كفريق واحد وسرعة الكشف عن أبعاد هذه الشحنة ومن يقف خلفها، خاصة بعد أن أُبلغ بأن نافذين يحاولون احتواء القضية ونفي وصول أية شحنة تحتوي مسدسات متطورة إلى ميناء عدن.وكانت وزارة الدفاع اليمنية أعلنت عن إحباط محاولة إدخال شحنة من الأسلحة عبر ميناء عدن جنوب اليمن قادمة من تركيا.
ونقلت الوزارة عبر موقعها الإلكتروني عن مصدر أمني قوله إن "الأجهزة الأمنية في ميناء عدن أحبطت دخول شحنة كبيرة من الأسلحة كانت على متن حاوية قادمة من تركيا وتم التحريز عليها".
وتزدهر تجارة السلاح في اليمن والتي يديرها كبار النافذين من عسكريين ووجهاء قبليين حيث يتم إمداد الأطراف المتصارعة في القرن الأفريقي بما تحتاجه من جميع أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة.
نقلا عن موقع العرب اون لين