تركيا ترسل السلاح الى اليمن وتستورد مقاتلين!

لم تكن العلاقات التركية اليمنية محل اهتمام ومتابعة دقيقين على الساحة السياسية الدولية لا سيما خلال العقود القليلة الماضية، فالسياسة التركية التي كانت قائمة على الصفر مشاكل كانت مقتصرة على تثبيت الحكم الداخلي في اطار سياسات العدالة والتنمية.
صورة هذا المشهد عادت من بوابة العمل الامني والاستخباراتي الذي اعلنت عنه السلطات اليمنية من خلال باخرة الاسلحة المضبوطة في الموانىء اليمنية.
وزارة الدفاع اليمنية قالت رسمياً انها تمكنت من ضبط سفينة تحمل أسلحة مهربة قادمة من تركيا، مضيفة ان الاسلحة تم نقلها على اساس انها مواد غذائية وان هذه الاسلحة كانت ترمي الى زعزعة امن واستقرار البلاد.
مسؤول رسمي قال ان خط سير الحاوية كان من احد موانىء تركيا وصولاً إلى ميناء جده بالسعودية ثم دخلت ميناء الحاويات بالمنطقة الحرة بعدن على أنها حاويات بسكويت، في وقت قالت مصادر ان بعضاً من عمال الميناء تعرضوا للتهديد بالقتل جراء كشفهم للحاوية .
في جانب مرتبط وذو دلالة بالغة كشفت مصادر مطلعة ان الخط الملاحي بين تركيا واليمن شهد حركة نشطة وبمعدل 3 رحلات أسبوعيا مرجحا المصدر ان يكون الخط دشن لنقل مقاتلين الى تركيا وان من بين الاشخاص الذين غادروا جهاديين معروفين.
قد تكون المرة الأولى التي يرفع فيها ناشطون يمنيون صور عبد الله أوجلان الزعيم الكردي المسجون في تركيا في شوارع صنعاء حيث أرادوا استقبال وزير الخارجية التركي داود اوغلو في اليمن على طريقتهم الخاصة. انتظر هؤلاء الشباب وصول السيارة التي تحمل وزير الخارجية ووفده الى ضريح "الجندي المجهول" الذي يكرم جنوداً أتراكاً قُتلوا في حقبة الحكم العثماني لليمن، ليرفعوا أعلام سوريا وكردستان وصور أوجلان.
وفي حوار أجرته "NOW" مع حامد البخيتي، أحد الناشطين الذين شاركوا في هذه الوقفة، قال: " قال ان استراتيجة حلف الناتو في الدول العربية التي يستهدفها هي  استخدام المحتل القديم في كل  وبما ان تركيا هي المحتل القديم لليمن فهو يقدم للحكومة اليمنية كصديق سيناريو المحتل القديم يمارس في العديد من الدول . وقال ليست هذه هي المرة الأولى التي نحاول فيها أن نوصل رأينا لوزير الخارجية التركي، فالمرة الأولى كانت أمام منزل الرئيس عبدربه منصور هادي، وانتظرنا رؤية الموكب الخاص به، ولكن للأسف لم يحالفنا الحظ وكنا ما يقارب العشرين شخصاً".
وأضاف أن "المرة الثانية كانت أثناء زيارته ضريح الجندي المجهول، فرأينا أنها فرصة لنعبّر عن رفضنا لوجود صرح يُكرّم فيه المحتل الذي قتل أجدادنا، ولكن وأثناء انتظارنا بقية الشباب، أتى الأمن وأخذنا إلى أقرب مركز شرطة". واحتُجز الناشطون لساعات قليلة أفرج بعدها عنهم دون التحقيق معهم.
تناقل البعض اتهامات تقول إن الحوثيين وراء هذا التجمع. وعلى رغم أن حامد يحمل في صفحته على موقع "الفايسبوك"، الكثير من الصور التي تحوي شعارات حوثية، لكنه ينفي انتماءه لهذه الجماعة. ويستدرك قائلاً: "لكني أحبهم".
بلال المقالح يصف نفسه بأنه "ليبرالي مستقل"، أسهم أيضاً في هذه الوقفة، واختلف عن رأي البخيتي قليلاً في أن تركيزه كان على رفضه دور تركيا في سوريا واليمن.
يقول بلال: "كانت لنا فاعليات سابقة مثل هذه للتضامن مع الشعب السوري. وبالشعب السوري أقصد نظام "الأسد" الذي تدعمه غالبية الشعب السوري في رأيي. نحن ضد ما تتعرض له سوريا من مؤامرة دولية، ومساهمة الإعلام العربي المتواطئ في هذه الهجمة الشرسة. وتركيا هنا هي المظلة الأميركية التي تقدم نفسها حالياً على أنها الوصي للسياسة الدولية الجديدة في المنطقة".
يرى بلال أن التوجه العام هو تصدر "الإخوان المسلمين" في السلطة، لافتاً إلى أن تركيا استطاعت أن تقدم نموذجاً مستكيناً تجاه القضايا العربية والاسلامية الأساسية، وأرادت أميركا أن تعمم هذا الأمر على بقية المنطقة. يكمل بلال بأن "للإخوان المسلمين مرونة، وعندهم استعداد للبيع والشراء في القضايا العربية. وقد أثبتوا أن عندهم استعداداً للتعاطي مع اسرائيل والتعامل معها بمرونة".
ويقول بلال: "انا لست حوثياً. ولكن هناك انسجام بيننا. فالحوثيون يمثلون المذهب الزيدي وهو نموذج تحرري يستوعب الآخرين على اعتبار أن الاختلاف مشروع. ولذلك هناك انسجام بين الطبقة الليبرالية والعلمانية وبين الحوثيين، باعتبارهم قوى اسلامية صاعدة، على عكس جماعة الاخوان التي ينضوي تحت عباءاتها السلفيون الذين لا يستطيعون اقامة علاقة مع من يخالفونهم. فثقافتهم قائمة على أساس العداوة والتنكيل والتحريض ضد كل من يختلف معهم".
ورداً على السؤال عما إذا كان شعار الحوثية عنصرياً وتحريضياً ويتعارض مع مبادئ تقبل الآخر التي يؤمن بها، أجاب بلال بأن "شعار الحوثية يقول: الموت لأميركا، الموت لاسرائيل، واللعنة على اليهود. فهو هنا لا يقول الموت لليهود ولكنه يلعنهم فقط. وتبرير الحوثيين هو أن القرآن نفسه يلعن اليهود".
أما عن العائلات اليهودية التي هجرها الحوثيون من صعدة فيرى بلال بأنها ضحية عائلة قامت بأعمال "غير أخلاقية" ضدهم.
السفير التركي
في المقابل، قال السفير التركي في اليمن فاضلي كورمان لـ" NOW" إن "السياسة الخارجية التركية ثابتة، وليس لدينا أي أجندة مخفية نتبعها في اليمن. ونحن لا نتوقع أي مقابل سياسي لأن ليس لنا أي هدف سياسي. ما نريده لليمن هو الاستقرار الإقليمي والشراكة. وإذا كان اليمن على الطريق الصحيح وفي وضع مستقر، فبالتأكيد سنكون أكثر سعادة وسيساعدنا هذا في إقامة شراكة تجارية، وهذه هي المصلحة الوحيدة لنا من علاقتنا باليمن".
يستغرب كورمان الاتهامات التي تقول بأن تركيا ما هي إلا أداة في يد أميركا، ويسترجع ما حدث في مجلس الأمن سابقاً، قائلاً إن "علاقتنا باليمن قديمة من قبل أن تأتي أميركا. ولتركيا مواقف عدة عارضت فيها السياسة الأميركية، وقد عاصرت بنفسي هذا. فمثلاً تركيا، كعضو في مجلس الأمن، قالت "لا " لمحاولة أميركية بفرض عقوبات ضد ايران. في ذلك الوقت، كنا نعتقد بأن الوقت لم يحن بعد. وكنا نعتقد بأن هناك المزيد الذي يتعين القيام به على المسار الدبلوماسي".
يرى كورمان أن هذه الوقفات (ضد وزير الخارجية التركي) ليست بريئة. ويستغرب كيف يمكن لأي شخص أن يحمل صورة "ارهابي" (يقصد أوجلان). يكمل كورمان: "لن تؤثر علينا صورة يحملها شخصان، ونحن نعلم جيداً هذا النوع من التكتيك. لسنا ضد أي طرف سياسي باليمن، وكنا مهتمين بلقاء كافة الاتجاهات الحزبية بوزير الخارجية. واذا كان هناك أي طرف يعارضنا، فأنا مستعد لاستقباله وشرح وجهة نظرنا".
ويختم كورمان "من يقف وراء تنغيص علاقة اليمن بتركيا ليس شخصاً حسن النية، لا لليمن، ولا لتركيا، ولا للعلاقة الأخوية بين اليمن وتركيا".
متابعون تحدثوا عن صفقة مكتملة العناصر بين تركيا والقاعدة وقطر لنقل المقاتلين من اليمن الى تركيا وذلك للقتال في سوريا. المصادر اكدت وجود مبالغ مالية ضخمة مخصصة من قطر التي لعبت دورا اساسيا في اقناع المسؤولين الأمريكيين بنقل القاعده من اليمن الى سوريا . فماذا بعد؟