البالستيات اليمنية تسبق طائرات العدوان السعودية الى الكويت

كتب / عابد المهذري

 

مع تسارع الأحداث في منطقة الشرق الأوسط باتجاه الحلحلة بفضل الانتصارات اليمنية التي أفشلت المؤامرة الصهيوأمريكية على الامة العربية والاسلامية .. حين سطر ابطال الجيش اليمني واللجان الشعبية نصرا عسكريا أذهل العالم واحبط مخططات المتآمرين الذين لم يتوقعوا أو يحسبوا حسابا أن اليمنيين سيمرغون أنف السعودية تحت تراب نعالهم ويلحقون بتحالف العدوان الغاشم هزائم نكراء حولت "عاصفة الحزم" هباءا منثورا ..

 

تتسارع ايضا خطوات حل القضية اليمنية بتسوية سياسية مرتقبة بعد اسبوعين في الكويت تفضي الى توقف العدوان وانتهاء الحرب لإنقاذ مملكة آل سعود من السقوط وحفظ ما تبقى من هيبة دويلات الخليج وحلفائها المشاركين في عاصفة العدوان على شعب القوة والصمود والسيادة والحكمة والايمان .. بما يكفل كذلك تجنيب الداعمين الاسرائيلين والأمريكان التورط أكثر في براثن جحيم اليمن وأن تصيبهم لعنة الخسارة للمعركة على يد رجال الله وأنصاره المقاتلين اليمنيين الشعث الغبر المستضعفين الذين صاروا لعنة عار وكابوس خوف يطارد طواغيت الشر وقوى الإستكبار وكل من يقف في وجوههم أو يواجههم وينتهي شأنه بالسحق والخسران مهما كان شأنه وجبروته ؛ كمعجزة أسطورية لهذا الزمان الذي يمضي كما تشاء إرادة السماء لتمكين مستضعفي اليمن من سيادة الأرض .. وإلا ما تفسيركم لما يحصل أمامنا لكن الكثيرين لا يعون أبعاده ويستوعبون حيثياته إما غرورا ومكابرة من جانب الأعداء أو عدم وعي وقلة خبرة وضعف بصيرة من جانبنا نحن .

            

توشكا والقاهر يسقط الإف 16 في الجولة الأخيرة

 

بين تسارع الجهود الديبلوماسية وسرعة دوران عجلة المتغيرات .. هناك ما هو أسرع من طائرات العدوان الحربية الحديثة التي شنت ما يزيد على 100000 غارة جوية على ارض وشعب وأبرياء ومقدرات اليمن طوال عام كامل من القصف المتواصل دون ان تحقق انجازا عسكريا يحسم الحرب لصالحها سوى ارتكاب مجازر اجرامية بحق المدنيين وتدمير المنشآت الخدمية وحصد اخفاق مضاعف هاهو يكلل بالهزائم المدوية لتحالف الأعداء في الايام الأخيرة لانتهاء النسخة المصغرة من الحرب العالمية الثالثة .. بإعلان النصر لليمن المستضعف عسكريا وسياسيا على أقوى وأغنى دول العالم في ملحمة تاريخية لا نظير لها في العصر الحديث ومامضى من عصور غابرة ليست الجاهلية الأولى آخرها .. وضع لها امجاهدون اليمنيون حدا فاصلا وهو يبتدأون عصرهم ليتموضعوا سادة للألفية الجديدة والقرن الميلادي ليدون التاريخ عصر الفتح المبين بإسم اليمنيين وحدهم بإعتبارهم وحدهم صناع المجدالقادم لشعوب الأرض المستضعفة مستقبلا ابتداءا من الآن الى ان تتذكر الأجيال المتعاقبة ذلك الفارس اليمني الذي سلك درب التحدي بخوض حرب أسماها الى يوم القيامة وسرعان ما نفخت أرواح ودماء الشهداء صورها سريعا قبل موعد قيام الساعة بتوقيت صعدة المضبوط على عقارب مكة .

 

ايام الحسم السريعة والمسارعون لجهنم الانتحار

            

هذا الأسبوع .. كانت الصواريخ البالسيتة اليمنية القديمة والتقليدية ومحلية التصنيع هي الأسرع على أرض وسماء وبحر الحرب المفتوحة الحدود والجبهات .. والمتعددة الرؤوس والأذناب في الداخل اليمني وفي عمق العدو السعودي الذي سارع عبر مقاتلات الاف ستعش وترساناته وزبانية مرتزقته الى السعي لإنجاز ما عجز عنه خلال الأشهر الفائتة .. محاولا استعادة الربوعة بالخديعة والتقدم في الجوف ومارب والسيطرة على ميدي واختراق تعز والعودة الى بيحان وعسيلان .. لكن كرة النار  ردها أبطال اليمن الى نحره .. فكان الانتحار  الجماعي للأعداء بمثابة حكم الإعدام لجيوش العدوان .. بسقوطهم بضربات بالستية قاضية كانت هي الأسرع الى نحورهم في مجمع الحزم ومارب ومعسكرات الدفاع و الخنجر وقرناو وتجمعاتهم في آل شبوان وقيادة المنطقة في الجبهة الشرقية التي كان لا صوت يعلو فيها على أصوات سيارات الاسعاف تنقل حصاد صواريخ قاهر وتوشكا بالعشرات والمئات الى ثلاجات موتى وطواريء مستشفياتهم التي اكتضت بجثامين القتلى وتكدست بطواريدها أجساد الجرحى المبعثرة وسط جلبة الأنين وصراخ المرتزقة الغارقين في شر أعمالهم وبينهم قيادات عسكرية ووزراء خونة وقادة مجاميع مستأجرة لم تنقذهم الحوامات الطبية من الموت ومن نجى من جحيم الايام القريبة تاه في صحاري الخطايا وابتلعته رمال الوطن الرافض للغزاة والأراذل .

 

اتجاهات متعددة لنهايات مأساوية من طريق واحد

 

وفيما كان شرفاء بلادنا يشيعون هنا بكرامة وكبرياء قوافل الشهداء العظماء قادم ين من ميدان القتال .. كان الهروب سيد الموقف في جبهة تهامة .. حيث كاد أمير سعودي ان يقتل في ميدي مع قرابة ألف مرتزق وعميل لقوا حتفهم برصاص مقاتلي الجيش اليمني واللجان المتصدين ببسالة لزحوفاتهم الخايبة عشر مرات خسروها جميعا ووقع ضباط سعاودة في الأسر وأربعة مواقع سعودية سقطت في الربوعة في غضون ربع ساعة من بأس رجال الله .

 

أما في الجبهة الجنوبية .. فتكفلت الكاتيوشا بتطهير الوازعية واستكمال القبضة النارية على ذباب وباب المندب وقطعت بجحافل الأعداء طرق الإمداد وتقطعت بهم الأسباب في محور شبوة والبيضاء حد اليأس والإحباط من التقدم خطوة واحدة .. ليجرجر العدو ما تبقى من ترسانته وجنوده أذيال النحس ويتراجع للخلف متواريا عن انظار الخزي والعار بالإختباء وراء زوبعة قرارات متخبطة تبادل بين اركان العمالة بحاح ومحسن وبن دغر في مواقع القيادة لإخفاء الهزيمة النكراء بإثارة الضوضاء اعلاميا لإلهاء الرأي العام عما جرى ميدانيا سترا لعورة المملكة السعودية من الانكشاف وهي تولي الأدبار بإتجاه الكويت كأقرب منفذ نجاة اضطراري من الهاوية اليمنية السحيقة .

               

الوصول الى كبد الأعداء لا يمر من مطارات التعساء

 

كل هذا وأكثر والبالستيات تعيد الإعتبار للذات والهوية الوطنية محققة الهدف تلو الهدف .. تقهر طيران العدوان المتعربد الذي لم يجد هدفا يمكن قصفه بما يعيد لتلك القوات حضورها الأدنى .. فلا وجود حتى لسوق او حي سكني او مدرسة او مصنع يمكن شن الغارات عليها والزعم بإستهداف قوات حوثية وعفاشية ..

 

فذهبت تلك المقاتلات الاجرامية لقصف عملائها ومرتزقتها الموالين لها والمقاتلين معها في عدن وابين وحضرموت ولحج وانتقمت من حثالاتها في أماكن أخرى بضربات خاطئة يسمونها نيران صديقة .. في حين اتجه بلا سبب نصفنا الافتراضي الآخر لسفارة روسيا بصنعاء للإستعراض اللامفهوم والتقاط الصور بجوار القائم بالاعمال بدلا من مشاركة اهالي الشهداء انتصارات الوفاء للأوطان أو الذهاب لتهنئة ابطال القتال من الجيش واللجان المرابطون خلف متارس اداء الواجب بالنصر المؤزر .

 

وقبل ان نجد الجواب على هكذا تداخلات نتذكر معها ما أشاعوه قبل شهر عن خيانة تسليم الطرف الأشرف والأنقى والأوفى لصواريخنا البالبالستية للعدو السعودي .. فإذا بها ترد على تقولات اصحابنا الحمقى بطريقتها الخاصة وأسلوبها الاستراتيجي المختلف .. أخرس الأعداء في المفاوضات السياسية ولجم أفواه المتقولين بالقرب منا .

وحتى الملتقى بعد الكويت .. ستبقى الله ملئ الجوانح .. والمسارعون للغدر والخيانة سيكون أبطالنا أسرع إليهم من إنهاء صفقات البيع والشراء .

ولرب المستضعفين وناصر المظلومين أخر ساجدا .. وأقرأ على الشهداء الفاتحة و على المتأمرين والعملاء سورة البراءة و في الركعة الثانية أتلو على نية الابطال : إذا جاء نصرالله والفتح .

المجد للجرحى والخلود لرجال الله الثابتين في خنادق ما وراء الحدود يحرسون الوطن ويذودون عن شرف الشعب اليمني .