هل قبل المنفى.. ام يصر على العودة ؟؟ صالح في لغز جديد !!

يبرع الرئيس علي عبدالله صالح، كعادته، في اثارة اللغط والجدل حول تحركاته وخطواته وقراراته المستقبلية، محافظاً على احتمالات متناقضة كلها محتملة لا يقطع يقينها سواه.. آخر الغازه المؤرقة، هل سيقبل بالمنفى أم سيصر على العودة بعد العلاج..

تشير المعلومات المتواترة مؤخراً إلى ترتيبات اقامة صالح في سلطنة عمان، بعد معلومات سابقة عن الامارات والسعودية كخيارات محتملة ومفتوحة أمامه..

وأمس ذكرت مصادر دبلوماسية في مسقط إن الرئيس ان الرئيس علي عبد الله صالح يسعى للاقامة في في سلطنة عمان، لكن السلطنة مترددة حتى الآن في قبول استضافته خوفا من الاضرار بعلاقاتها مع أي حكومة يمنية في المستقبل. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن دبلوماسي أجنبي في مسقط قوله ان صالح طلب الاذن بالاقامة هناك، غير أن مصدراً في الحكومة العمانية امتنع عن تأكيد أو نفي تسلم مثل هذا الطلب لكنه قال ان عمان ستكون عازفة عن منحه الاذن تحسبا لان يضر ذلك بالعلاقات المستقبلية مع اليمن.

وكالة الأنباء اليمنية الرسمية التي تأخرت يوما عن بث خبر مغادرة صالح لعمان ذكرت أنه غادر صنعاء الأحد متوجها إلى الولايات المتحدة لاستكمال العلاج، لكنها لم تأت في خبرها المقتضب على ذكر سلطنة عمان كمحطة أخرى يحل بها قبل مغادرته الى نيويورك، لكنها في المقابل عوضت بمعلومة عن نقله بطائرتين هما فقط مملوكتان للرئاسة كطائرات خاصة.

وكان المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني قال يوم الاثنين ان صالح سيبقى في الولايات المتحدة لفترة محدودة فقط، ومن شأن غيابه عن اليمن في هذا المنعطف الخطير أن يساعد في تسهيل انتقالا يكمل نهاية حكمه ويساعد اليمن ويكون له في نهاية الامر أثر ايجابي على حقوق وكرامة الشعب اليمني.".

ولا زال الجدل محتدما في الاوساط السياسية والاعلامية والرسمية المحلية والدولية حول احتمال عودة الرئيس الذي أكد في آخر خطاب له قبل مغادرته اليمن من قيادات حزبه إنه سيعود لتنصيب نائبه مرشح التوافق الوطني للانتخابات المقررة في 21 فبراير القادم رئيسا للبلاد، مشيراً أنه سيسلمه السكن الرئاسي ويحزم حقائبه ويعود لمنزله، لكنه أشار انه سيستمر في ممارسة العمل السياسي كرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام..

غير أن مصادر دبلوماسية وسياسية مطلعة تؤكد أن الرئيس صالح سيعود للاقامة في دولة الامارات خليجية التي يتردد منذ اشهر أنه يجرى الاستعداد لترتيب اقامته فيها، وتم نقل الكثير من متعلقاته في وقت يتواجد فيها بعض افراد اسرته هناك، لينتقل الحديث مؤخرا عن سلطنة عمان كملجأ جديد للرئيس صالح..

وفي هذا السياق نقلت جريدة الخليج الاماراتية عن مصدر أمريكي قوله أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح سيتوجه فور وصوله إلى نيويورك إلى المستشفى الذي سيبقى اسمه طي الكتمان لأسباب أمنية، وكشف عن تخريجة قانونية لمنع إقامة صالح بشكل دائم في الولايات المتحدة، مشيراً أن الشرط الامريكي بتوقف صالح أولاً في بلد آخر (سلطنة عمان) قبل وصوله إلى الولايات المتحدة جاء للتأكد من عدم سريان قانون اللجوء السياسي الدولي على الرئيس اليمني . وأشار إلى أن البلد المرجع لطالب اللجوء هو أول بلد يتوقف فيه بعد مغادرته بلده الأصلي . وأوضح المصدر أن صالح منح تأشيرة من الفئة “ايه -1” والتي تمنح عادة للدبلوماسيين على جوازات سفرهم الدبلوماسية ، واستبعد المصدر أن يتمكن صالح من العودة إلى اليمن سريعاً، وأشار إلى أن خروجه كان ضرورياً، وبمثابة غطاء لإبعاده عن المسرح السياسي اليمني على الأقل إلى حين انتهاء الانتخابات واختيار رئيس جديد ، مستبعداً أن يمكث صالح كثيراً في الولايات المتحدة، مؤكداً أن بقاءه على الأراضي الأمريكية لوقت محدود، وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستوفر له حماية أمنية ستتكفل بها لما بعد الأيام الثلاثة الأولى لوصوله وذلك بشكل استثنائي، حيث عادة ما يتكفل المسؤول بمصاريف حراسته بعد هذه الأيام، وفقا للخليج الاماراتية.

واستبعدت مصادر سياسية مقربة من صالح عودته إلى ممارسة العمل السياسي بعد خروجه المرتقب من السلطة في 21 من شهر فبراير المقبل، ونقلت الخليج عن عدد من المقربين من صالح قولهم ان صالح كاشفهم بعدم رغبته في البقاء خارج اليمن لمدة خمس سنوات.. ووفقا لحل وسط كثمن للحصانة كان قد اقترحه جمال بن عمر مبعوث الامين العام للامم المتحدة وسفراء غربيون للموازنة بين شرط اللقاء المشترك خروجه وجميع المشمولين بالحصانة من العمل السياسي، وبين اصرار صالح واعوانه على الاستمرار في وفي مناصب بعض المحصنين..

وأشارت مصادر الخليج أن صالح كاشف عدداً من المقربين منه قبيل توجهه إلى مسقط، أنه لا يرغب في المكوث خارج اليمن لمدة خمس سنوات، كما اقترح عليه عدد من سفراء الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي وأنه قد يعود إلى البلاد بعد عامين في حال توافرت الظروف المواتية لذلك .

وكانت السفارة اليمنية في واشنطن قد أصدرت بياناً صحافياً مقتضباً في ساعة متأخرة من مساء الأحد جاء فيه أن صالح سيصل إلى الولايات المتحدة في زيارة علاجية، سيعود بعدها إلى صنعاء في فبراير/ شباط لحضور تنصيب الرئيس اليمني الجديد .

واجتمع نائب الرئيس اليمني أمس بسفراء دول مجلس التعاون الخليجي والدول دائمة العضوية بمجلس الأمن وسفير الاتحاد الاوروبي، وكان ملاحظا في الخبر الذي بثته وكالة الأنباء اليمنية سبأ نقل اقتباسات لنائب الرئيس خرجت عن نمطها التقليدي إلى الحديث عن مرحلة قادمة ومغايرة للسابقة وستتلافي سلبياتها، وتطلعات الشعب بدولة مدنية، ويؤكد النائب في حديثه على ضرورة الوصول الى يوم الانتخابات التي ستعلنه رئيساً خلفا لصالح.. كما أشاد بالاحزاب السياسية ومسؤوليتها الوطنية وحرصها على مصلحة البلاد.."نحن أمام تحديات كبيرة ... ولم يعد هناك بعد اليوم مكان للإهمال والتقاعس أو تكرار الاعتداءات على الطرقات أو البني التحتية"، قال هادي .. ويشير التغير في زخم خطابه الى تحلل اكثر من قيود صالح على ممارسة صلاحياته.

ويبقي الرئيس اللغز مستعصيا على قدرات السياسيين والمحللين والدبلوماسيين في استقراء خطواته المقبلة، فالرجل يؤكد أنه سيعود هذه المرة خلافا لمرات سابقة اكد فيها انه سيغادر وعاد، خلافا لوعود كثيرة ومتناقضة اطلقها في مناسبات مختلفة يقول مسؤول امريكي إنها تسبب لهم الصداع.. يرى مراقبون ان تأكيد عودته ليس أكثر من مكابرة تخفي اعلان المغادرة النهائية، وتبقي على معنويات المقربين، ويرى آخرون ان احتمال عودته لا زال قائما طالما انه ليس هناك التزام رسمي يؤكد ذلك، وما اشاعة اخبار لجوئه لسلطنة عمان سوى فرقعة كتلك التي أعلنها عن طريق أمين عام الامم المتحدة عن سفره للعلاج في امريكا بعد توقيع المبادرة الخليجية في نوفمبر الماضي، ليتفاجأ الجميع بمن فيهم بان كي مون ان صالح قفل عائدا إلى صنعاء.. سيبقى القرار النهائي كالعادة ملازما لمقاربات ومغامرات الرجل ولن يكون بالامكان الخروج بإجابة شافية ربما حتى ينشر احد خبرين.. اما اعلان وصوله صنعاء، او اعلان السلطات العمانية استقرار الرئيس السابق فيها.