من عاصفة الحزم الى مسرحية المكلا،، الولد المدلل يقوض الملك العضود
قلكم بحاح ان عملية المكلا الخاطفة هي اول عملية للتحالف الاسلامي الجديد ضد الارهاب بعد مناورة رعد الشمال.
محمد بن سلمان يقدم رؤيته المستقبلية للعام 2020م، اي بعد 4سنوات ونيف ستصبح السعودية وفق رؤيته دولة ذات اقتصاد قوي يقوم على الانتاج وليس الاستهلاك من خلال عدم الاعتماد على النفظ، والاعتماد على الانتاج وانشاء صندوق سيادي ضخم يحتل المركز الاول عالميا.
تلك مبالغة!!
اعترف ابن سلمان برؤيته تلك أن جيش بلاده ضعيف ويعاني من خلل، اذ كيف لبلد تحتل المركز الثالث عالميا في الانفاق العسكري ويفشل في اليمن البلد الضعيف والفقير، لكنها قالها بطريقة اخرى، وتوعد بحل ذلك من خلال الاعتماد على التصنيع العسكري "فتح مصانع لشركات امريكية واسرائيلية في السعودية هذا ما يقصده" ومن خلال التدريب والتاهيل بالاعتماد على امريكا واسرائيل للقيام بهذه المهمة، وقد بدؤوا بذلك منذ سنوات، ولعل القارئ لا يحتاج الى أدلة، وان احتاج عليه البحث عن الحقيقة.
وعد المواطن السعودي بتحقيق الرخاء في العيش، من خلال ترشيد الدعم ليصل الى متوسطي ومحدودي الدخل " هذا يعني ان المواطن حاليا بات يعاني في لقمة عيشه ويجب اعطائه الامل بوعود كاذبة.
توعد بتشجيع الاستثمار ومحاربة الفساد من خلال الخصخصة التي لا تنجح في بلد يحكمه فاسدون هم مصدر الفساد مما يزيد معاناة الموظف الغلبان.
وتوعد بتحقيق نموء اقتصادي نوعي ينقل المملكة الى مصاف الدول العظمى.
خلال اقل من خمس سنوات سيحقق ذلك!! كما وعد شعبه.
قبل مناقشة تلك الرؤية علينا الإجابة عن السؤال التالي:
ما دخل محمد بن سلمان بذلك؟!! وهو بعد الخمس سنوات القادمة سيكون ولي ولي العهد او ولي للعهد!!
مفترض أن تكون هذه الرؤية مقدمة من الملك سلمان نفسه لأنه هو الملك الحالي، أو محمد بن نايف ولي العهد الحالي والذي سيكون الملك القادم في حال موت سلمان خلال هذه المدة، اما محمد بن سلمان فبعد خمس سنوات لن يصبح ملكا الا اذا مارس السلطة كرجل اول في حال بقاء والده أو اذا أزاح محمد بن نايف من ولاية العهد بتواطؤ من والده، فهل يفعلها؟!!
للأجابة علينا قراءة الأحداث منذ انطلاقة العدوان على اليمن!
ظن النظام السعودي أن تحالفا ضخما كالذي اعد للعدوان على اليمن سيحقق اهدافه بسرعة فائقة، رجل هذا الانتصار هو وزير الدفاع، بمعنى ان العدوان على اليمن تم اعداده بالشكل الذي يحقق اهدافه بنجاح ولا وجود فيه لنسب فشل، وخبراء تم الاستعانة بهم أكدوا ذلك، على قاعدة أن أقوى قوة ممكن تخيلها قد تم تجهيزها لهذه المهمة وانفقت الاموال الضخمة التي هي فوق التصور لشراء الاسلحة ولشراء المواقف والذمم، وميدان المعركة هي البلد الضعيف "اليمن" فمن هو سعيد الحظ الجدير بمنصب وزير الدفاع؟!
تمكن سلمان بداية العدوان تحت ارهاب فكري قائم على فكرة الحفاظ على الصف لمحاربة الخطر الذي يتهدد السعودية في اليمن، من تعيين ابنه وزيرا للدفاع رغم حداثه سنه، وعدم وجود خبره لديه، ولم يكتفي بذلك بل عينه ولي ولي العهد بعد ازاحة مقرن وتقديم طعم لمحمد بن نايف بتعيينه ولي للعهد.
كان هذا العدوان مزمن بفترة شهرين على الاكثر ليحقق اهدافه، وكان سيمثل انتصارا للسعودية بطله وزير الدفاع محمد بن سلمان، مما يسهل لسلمان ان يزيح محمد بن نايف الذي أكل الطعم بقبوله ازاحة عمه مقرن، وكان تعيين محمد بن سلمان ولي للعهد سيكون سهلا، كونه أثبت جدارته أمام من تعطي الملك من تشاء وتنزعه ممن تشاء وهي أمريكا.
لا شك ان السعودية كانت ستخرج بعد انتصارها في اليمن قوية مما ينعكس ذلك على باقي ملفات الاقليم والعالم، لكنها فشلت وتم توبيخها من امريكا التي وصفتها براعية للارهاب وعليها ان تتصالح مع ايران وتبطل مشاكل في المنطقة، هددتها ايضا بفتح ملفات ال11سبتمبر، واستغلت ضعفها للهف الاستثمارات السعودية في امريكا التي لو كانت في السعودية لحققت نموا كبيرا في الناتج القومي للدولة ولانعكس ذلك على المواطن السعودي الذي فرضت عليه جرعة ظالمة لدفع فاتورة حماقة وغباء سلمان وابنه المدلل بملك عضود.
فشل العدوان على اليمن في تحقيق اهدافه، ومرغ اليمنيين أنف مرتزقة الجيش السعودي وهذا هو المهم وتقدموا في الحدود وباتوا على مقربة من اسقاط المدن، العالم يراقب والشعب السعودي يراقب ومحمد بن سلمان ظهر كرجل فاشل ولا يصلح للمكان الذي يطمح اليه لأنه اكبر منه، فكيف يتم تغطية هذا الفشل؟!
لو كان محمد بن سلمان ليس ابن الملك الحالي لتم عزله بسرعة تماما كما تم عزل نايف ابن سلطان بعد فشله في الحرب السادسة على ابناء صعدة، لكن هذا هو ابن سلمان الملك الحالي.
اتجه سلمان الى انشاء تحالف اسلامي لمحاربة الارهاب معتمدا على الهيلمان الفارغ المضمون، ونفذ التحالف الجديد مناورته المسماة رعد الشمال وغطتها وسائل الاعلام بطريقة تشبه انتاج افلام الرعب وكما تعمل داعش لارعاب الخصوم.
بدأ التحالف الجديد بأول عملياته البطولية في المكلا بطريقة خارقة للعادة فخلال 12ساعة تم تطهير المكلا من القاعدة التي احتلتها قبل عام، وشاهد الناس الانسحاب الآن لتلك العناصر، لكن عليهم أن يتغاضوا عن ذلك، ويؤمنوا بالقوة الخارقة للتحالف الجديد التي تتزعمه السعودية، وبطله محمد بن سلمان.
في العدوان على اليمن يتجه الاعلام السعودي لتصوير الامر وكأن المملكة قد حققت أهدافها، ومغالطات كبيرة تجري فيه للتغطية على فشل ابن سلمان، واستمرار العدوان فيه خطر على وجود النظام السعودي، مما يستوجب ايقاف العدوان ودعم المفاوضات ووقف مواجهات الحدود كأولوية سعودية، وابراز المملكة كمحايد في الازمة ولم يعد هناك خطر ايراني في اليمن فالعدوان اتى بطلب السلطة الشرعية!.
في ظل هذه الأجواء قدم ابن سلمان رؤيته المستقبلية للعام 2020م معتمدا على الوهم الذي يبيعه للمواطن السعودي، فيما تحاول المملكة كسب الوقت من وراء مراوغاتها في مفاوضات الكويت لترتب اوضاع مرتزقتها في الداخل اليمني وترتيب اوضاع الجنوب اليمني بالشكل الذي يجعل الامر واقع لفرض الاقلمة، وترتيب البيت السعودي لصالح ابن سلمان لتمكينه من تنفيذ رؤيته المستقبلية التي يفترض فيها ان يكون صاحب السلطة الفعلي في الدولة، واي اعتراض لبن نايف هو اعتراض على المصلحة العليا للوطن وبالتالي يتم عزله بطريقة مبررة، وان سكت يكون ابن سلمان قد تمكن من بناء شبكة علاقات تمكنه من الامساك بخيوط اللعبة، وقبل وفاة والدة او عجزه عن ممارسة السلطة يصدر قرار بازاحة بن نايف وتنصيب بن سلمان مكانه، او يتنازل لابنه بالملك مباشرة.
ستطول مفاوضات الكويت وخلالها سيتم ممارسة الضغوطات على وفد الداخل الوطني لانتزاع تنازلات لصالح المملكة للتغطية على فشلها ولملمة فضيحتها وتمكينها من تصوير الامر بالانتصار ولو شكليا، فيما تستمر عملية التربص في الجبهات والتحشيد للمرتزقة لتحين الفرص المناسبة للانقضاض.
يبقى الرهان اليمني على الصمود والانتباه والحذر بما يمثل ذلك ضمانة للحفاظ على الوضع القائم حاليا، وبما يؤسس لانتصار تاريخي قريب،، وبقدر الصبر والجهود المبذولة تأتي الثمرة، فسلمان وولده لن يتمكنا من الصمود بالاعتماد على التضليل طوال الوقت، فالأعداء كثر.
_____________________________
للإشتراك في قناة الرابط تيليجرام على الرابط التالي :
http://telegram.me/thelinkyemen
- قرأت 1126 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ