في ذكرى الشهيد

كل الوجود اليوم قد ناداكا 
بل صار ينعي الأرض والأفلاكا
 
حتى شموس الكون اخفت نورها 
كي لا يقارن ضوئها بضياكا
 
حتى المنابر والمساجد تشتكي 
حتى المصاحف تشتهي لقياكا

حتى الحدائق والغصون تكدرت 
والورد صار يناجي الاشواكا

وعليك من في الأرض عابس وجهه 
 حتى البحار تواسي الاسماكا

إلا تراب الأرض يبدي فرحة
يزهو يباهي الخلق حين حواكا

فلأنت للقرآن سر حروفه 
ومعاني التأويل من معناكا
 
ولأنت قبلتنا وكعبة عزنا 
ولأنت زمزم نرتوي من ماكا
 
والبيت لليمن الكريم موجهاً
للركن نحوك طالباً مسعاكا

 أسَست صرحاً للجهاد بَنيتَهُ 
حتى اختَتَمتَ بِناهُ من اشلاكا 

أرجعتَ للقرآن فينا وحيهُ 
من بث فينا روُحه إلاكا 

من قلبك التقوى نروم ثمارها 
وتتوج الحِكمُ الفريدةُ فاكا

جَسدتَ موسى في ظلام زماننا 
 والأُمَتين تذود من مرعاكا

إيمانهم قد صار شيخاً عاجزاً 
ولهم سقيت اليوم من مسقاكا

وبلا حياء قد اتت إحداهما 
والقتل اجرك عندها وجزاكا 

منك استغاضوا والأمانةُ فيك قد
عُرِفَتْ كذلك يعرفون قواكا

وبرغم هذا قاتلوك ليُطفئوا
نور الحقيقةِ يمسحون هداكا 

وأتت جيوشٌ لا يُعد عديدها
فيما قليلُ الجمع قد لباكا
 
 بحر الضلالة من أمامك بينما 
جيش الفراعنة الطغاة وراكا

والكل في فزعٍ ويأسٍ مُطبقٍ 
يخشون من غرقٍ وما ادراكا
 
لكنْ بِكلا قد أجبت تَيَقُناً
ربي سيهديني وحل هداكا
 
فكأن وحيُ اللهِ نادى قائلاً 
أرفع شعارك فهو مثل عصاكا

فالصرخة ارتفعت لتلقف افكهم 
لكنهم لم يؤمنو من ذاكا

قد اُشْرِبوْ بالعجلِ مِلئُ قلوبهم 
حتى تَنَكرَ بعضهم لأخَاكا

فبقتل روحك أُزْهِقتْ أرواحهم 
وكأن كل جيوشهم قتلاكا 

حتى طريحاً كَبلوك ليأمنوا 
فإذا الطغاة تكبلوا بدماكا
 
ودُفِنت مسجوناً لِتُنْسى في الورى 
فيما جميع الكون من ذكراكا

كم حاول الموت اغتيالك جاهداً 
وإذا حرام الموت أن يلقاكا 

قد ايقنو بخلودك الحتمي إذ 
تسقي المنون الموت من يمناكا 

إن كان قد وثقوا بموتك حينها 
لمَ مِن جديدٍ يقصفون ثراكا

فلأنت حيٌ لم تغادر لحظة 
وقلوبنا يا سيدي مثواكا 

سبحان من أسرى بحبك في دمي 
لنشاهد الآيات من مسراكا

سأموت أو احيى بحبك سيدي 
والكون يشهد أنني اهواكا

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
11 + 8 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.