قتل المواطنة
في جريمة قتل المواطنيين الشابين " حسن أمان وخالد الخطيب " من قبل مسلحين يرافقون عرسا ،استدعت ذاكرة الكتاب الشيخ أحمد عبد ربه العواضي والفريق حسن العمري للمقارنة بين من يلتزم للدولة ومن يرفض الاعتراف بها ،وذهب الكثير من النقد بعيدا عن المسئولية الفردية للقتلة متجهين نحو رب القتلة وقبيلتهم وحزبهم ،وهو ما يعني أننا في وعينا لسنا مع المواطنة وإنما مع العصبويات وإن كنّا ظاهريا نشجبها ونندد بها وبطاغوتها !
يسلم الشيخ أحمد عبد ربه العواضي محافظ لواء تعز نفسه عام 1972م للدولة، بسبب جريمة قتل قام بها مرافقه حين كان العواضي بجانب الطريق واقفا لإصلاح سيارته ،ووقتها أصابته حصاة في رأسه من سيارة مسرعة قادمة من إب ،فقام أحد مرافقيه بإطلاق النار على السيارة مما أدى إلى مقتل أحد الركاب من إب ،لكنه قام بتسليم نفسه بدلا عن تسليمه لمرافقه ،الذي رفض بشدة تسليمه ،لم يكن والعواضي في أقوى مجده ،وإنما في لحظات ضعفه ،فلقد كان العواضي يشعر بأن تحالف حكم 5 نوفمبر ينوي التخلص منه ،وإبعاده من موقعه كمحافظ لمحافظة تعز ،ولذلك حين سلم نفسه ،وتم احتجازه في قصر السلاح ،أحس العواضي بأن هناك توجها في الحكومة لمحاكمته بتهمة القتل ،والتخلص منه فكان اشتباكه مع حراس القصر ،ثم انفجار مخزن السلاح ومقتل الشيخ عبد ربه العواضي ،ولأن حكام 5 نوفمبر كانوا مهتمين بالتخلص من العواضي فلا ندري كيف تمت معالجة قضية القتيل الإبي ،فلقد كان توجه الحكومة هو دفع دية القتيل ،وترك القاتل المرافق طليقا ،وقد تحقق لهم ما أرادوه ،من التخلص من الشيخ العواضي ،دون الالتفات لقضية القتيل الإبي !وهو شبيه بالحدث الذي تم قبل ذلك في 1 سبتمبر 1971م حين قام الفريق العمري بقتل المصور محمد الحرازي ،فحين كان العمري يتصل من تلفون بيته حدث اشتباك بالخطوط -كما قيل -مما أدى إلى ملاسنات بين الحرازي والعمري انتهت بأن أمر العمري حراسه بإحضار الحرازي إليه ،وحين جاؤا به إلى بيت العمري خرج عليه بقضيب وخبطه في رأسه مما أدى إلى وفاته مباشرة ،وهنا جاءت فرصة النوفمبريين في التخلص من شريك لهم كثيرا ما أزعجهم باعتداده بعسكريته ،وضيقه من المشايخ ،فكان رأيهم أن يتم نفي العمري إلى مصر ،مستغلين حالته النفسيه ،وإصرار الرئيس القاضي عبد الرحمن الارياني على ذلك ،ومعالجة قضية الحرازي بأن تدفع الحكومة ديته !وهو ما تم للنوفمبريين حين تخلصوا من العمري مستخدمين حسين المسوري وسيلة لاقناعه ،طالما أنه كان قريبا منه ،ومتفقا معهم !ثم جاء الدور في الأخير على الرئيس القاضي عبد الرحمن الإرياني الأب الروحي لجمهورية 5 نوفمبر 1967م ،ومقررات ودستور مؤتمر خمر عام 1965م-حين تم لهم التخلص منه في 13 يونيو 1974م،ليصفو لهم وجه الدولة كجمهورية قبلية خالية من إزعاج الضباط السبتمبريين ،ابتداء بالسلال وجزيلان ،ثم ضباط الصاعقة والمظلات والمشاة والمدفعية ،والضباط الذين ينتمون لحركة القوميين العرب ،والصادقين من الضباط المنتمين لحزب البعث ،ثم المشايخ الجمهوريين الذين كانت علاقتهم بالمصريين قائمة على التعاون ووحدة الهدف،لنصل إلى ما نحن فيه اليوم من قبيلة يمتد طاغوتها ساحقا كل كرامة للمواطنة الغائبة !
- قرأت 1044 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ