المجاهد الشهيد كما عرفته
من الصعب الكتابة عن شخصك النبيل وخلقك الكريم , ومن المعيب ادعاء القول بأني قد أوفيك حقك مهما كتبت عنك , من العام 1993م العام الذي عرفتك فيه ما رأيتك إلا مبتسماً ودوداً خلوقاً دمث الأخلاق على هيئة بديعة قلما توجد في غيرك .
جالستك وقرأت عندك وتتلمذت على يديك ونهلت من معينك ونزلت بداري عدة مرات ونمت في منزلي كذلك وتناولنا الطعام سوياً ومن بين مجموعة مجاهدة ومتميزة حملت على عاتقها مسئولية الجهاد العلمي والتنوير الرسالي في الوقت الذي غابت فيه الهامات ودُسَّت الرؤوس في الرمال في لحظة غفول عجيبة بدأت مع انقلاب سبتمبر 62م وقاد صحوتها مجموعة التميز التي كان المجاهد الشهيد أحد أبرز قادتها فلم يكن هناك من يساويك أو يماثلك حاشا .
تميُّز وفرادة :
· فَقِيْهٌ .. يلبس البنطلون ويُسرِّح شعره , يواكب الحداثة ويجمع بين الأصالة والمعاصرة
· عضو برلماني بلا مرافقين .
· لغوي يصحح أخطاء اللغة البرلمانية .
· يطالع الصحافة ويتابع الأحداث .
· يتابع الدراسة بطموح منقطع النضير .
· يقود سيارته وحيداً .
· حين تلقاه تجد مسبحته لا تفارق يده كما عهدته , يُشعرك باهتمام عجيب وكأنه كان يبحث عنك ومن محاسن الصدف أنه وجدك .
· باحث بشغف فلا يكاد يلتقيك حتى يسألك عن الكتاب الفلاني والمخطوطة الفلانية وأين توجد ومع مَنْ هي ؟
· يتحرك في البرلمان كالنحلة يكشف أوراقه فيفوح نتن الفساد الذي بين طيَّاتها فيُزْكِمُ أنوف اليمنيين إلا زملائه .
· يصعد المنبر فإذا هو خطيب بارع يأسرك ببلاغته وفصاحته وقوة حججه .
نموذجية ومثالية :
الحقيقة أن الجريمة المشهودة أصابت المجتمع اليمني ككل بالصدمة فمن تابع أحس بالإرتباك والصدمة والذهول على المستويين الرسمي والشعبي .
هذا البرلماني العملاق .. العلامة الزيدي , المجاهد الإيماني , المؤلف والمنافح والخطيب .. الباحث في التراث الإسلامي , هذا السياسي المحنك .. وفي ظل الوضع الحالي للبلاد , وهو من هو : عضو مؤتمر الحوار عن أنصار الله , والبرلماني عن المحافظة المدمرة والمحاصرة , يؤمن بعدالة قضيته وصوابية رؤيته فيحمل هموم وطنه , بطنه نظيفة ولسانه رطب بذكر الله وحلو الكلام , لم يجرح ولم يؤذِ , مع كل ذلك ولأنه كذلك يمشي آمناً مطمئناً بلا حراسة ولا مرافقين ولا سائق وكأنه كان على موعد مع الشهادة .
ليس لديَّ شك بأنه نال وساماً ربانياً خالداً هو مطمح أنبياء الله ورسله وخاصته ولأنه كذلك فكرامته من الله الشهادة .
وطنية وموقف :
كان البعض يراهن على ردة فعل عكسية متشنجة لأنصار الله على استهداف قيادي وطني بحجم الشهيد , والبعض تداعى إلى مواقف متشنجة حدَّ الجنون لو تلقفتها قيادة أنصار الله لكانت كارثية , وجاء الموقف على عكس المتوقع تماماً , فقد أثبتت قيادة أنصار الله أنها على قدر واع من المسئولية والإحساس والوطنية المثلى التي تتجسد في ضبط النفس للرجل الكريم القادر على الرد , ولكنه من بديهي القول بأنه يجب على أنصار الله أن يكونوا أكثر حرصاً وحماية حتى لا نخسر المزيد .
- قرأت 269 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ