في زمن الإنقلاب : يوسف الفيشي
جريمتان في مرحلة زمنية واحدة الأولى في محافظة البيضاء بطائرة بدون طيار استهدفت موكب عرس فيه نساء وأطفال ومسنين وكانت النتيجة مجزرة مروعة أحالت العرس إلى مأتم والثانية في محافظة الضالع ارتكبها من يسمون حماة الوطن وذلك من خلال قصف مخيم عزاء بالمدفعية الثقيلة وكانت النتيجة مجزرة بشعة أحالت العزاء والدموع والأحزان إلى دماء وأشلاء، هذا ما نقلته عدسات الكاميرات عبر القنوات ونقلت معه مجموعة من بيانات الإدانات المعتادة دون أن يقف من يصدر هذه الإدانات ولو ساعة يتأمل ويقارن ويحقق ولو بشكل سطحي فالبصمات واضحة والجلاد واحد وإن اختلفت الأدوات والضحية هم أبناء الشعب اليمني الذين أصبح الموت يطاردهم في الطرقات وفي البيوت والأسواق والتجمعات والمخيمات والمساجد والمؤسسات وفي الأفراح والأحزان..
وكل من يتأمل يعرف حقيقة واحده هي أن أم الارهاب والشر والدمار أمريكا أصبحت هي من تأمر وتنهى وتدير القوات المسلحة والأمن وأجهزة التجسس كالأمن القومي والأمن السياسي وجهاز الموت الإخواني التجسسي والوزارات والمؤسسات والأحزاب وفرضت هيمنتها المطلقة على كل شيء في اليمن، فاليد والأصابع التي تحرك طائرة بدون طيار هي اليد التي حركت مدافع القوات المسلحة في الظالع لقصف المخيم وهي وراء اقتحام مبنى وزارة الدفاع والقطعان التكفيرية التي تجلب الموت والخراب لأبناء صعدة وعمران وحجه والجوف وإب وهي أيضاً وراء مترات الموت والعبوات والسيارات المفخخة التي تتفجر هنا وهناك.
هذا هو سلوك الشيطان الأكبر أمريكا في جميع البلدان التي تدخلها فقد دخلت أفغانستان وعاثت فيه فساداً ونشرت الموت والدمار وكذلك فعلت في العراق وسابقاً في فيتنام واليابان والصومال وهكذا تفعل في اليمن برغم أنها لم تستكمل سيطرتها المطلقة وإن نجحت في ذلك فالمستقبل أبشع، ومن أعان أمريكا أو سكت عنها سلطها الله عليه {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} صدق الله العظيم.
إنها نتيجة حتمية للمبادرة والهيكلة المزعومة ومخرجات مؤتمر الحوار الذي تحدثنا عنه في مقالات سابقة في نفس هذه الصفحة وتحدث عنه الكثير من الأحرار، وهل تتوقع من أعداء أمتنا وديننا غير هذه المآسي والكوارث؟ إن هذا مصير كل بلد يسلم زمام أمره للأعداء والغزاة ويضع عنقه تحت اقدامهم.
لقد انقلبت الصورة في زمن الانقلاب على الأخلاق والمبادئ والثوابت وأصبحت الضحية تفوض الجلاد في حاضرها ومستقبلها...
- قرأت 454 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ