عندما يتجاوز الساسة واقع المجتمع : عبد الواحد ابو راس
الواقع لاتصنعه وتصيغ معالمه قرارات سياسية .. بل العكس .. الواقع -في نهاية المطاف- يُتَرجَم إلى رؤى سياسية تجسد ذلك الواقع رغماً عن الساسة .
فيجب الإلتفات بجدية إلى الواقع والإقتراب منه أكثر والتأمل في معطياته .
.
أرادوا بموقفهم في موضوع الأقاليم ، الهروب إلى الأمام خوفاً من واقع بدأ يحاصرهم ويُفشِل مشاريعهم الضيقة، ظانّون أنهم ذاهبون لوحدهم وواهمون بأننا خائفون من الذهاب إلى هناك ..، لن يصلوا إلى هناك، لأن (هناك) بالنسبة لهم، مستقبل نظري ومجهول ويفتقد إلى معطيات واقعية وصحيحة .. وإذا كُتب لهم الوصول إليه فسيجدوننا -بإذن الله- الرقم الأصعب في معادلته .. ف(هناك) بالنسبة لنا ( معلوم ) من منطلق أن الله وحده لا سواه هو المتحكم في عناصر الزمان والمكان .. فذلك الواقع لن يكون أكثر من نتاج للواقع المعاش حالياً .
إنهم وبغباء سياسي منقطع النظير قفزوا على إستحقاقات هامة كان الوقوف عندها بمسؤولية سيمثل أرضية خصبة للوصول إلى شراكة وطنية ناجحة .. ولكنهم يعتقدون وصولهم إلى واقع جديد هم من يتحكم فيه بأدواتهم الفاسدة .. فنقول لهم : ذلك الواقع ليس إلا نتاج لهذا الواقع، فالمستقبل يكون نتيجة طبيعية للحاضر .. ومن يخاف من واقعه الموجود حالياً ويتنصل عن القيام بمسؤولياته فيه ويهرب منه فهو هناك سيكون أكثر خوفاً وأعظم تنصلاً وأسرع هروباً .
نحن -كمجتع وكشعب- سنذهب إلى هناك ولكن ليس هروباً كما عملوا هم وليس إلى واقعهم -التدميري- الذي ينشدونه .
سنذهب إلى هناك ولكن بآليات غير آلياتهم وأدوات غير أدواتهم ومنهجية غير منهجيتهم.
ذاهبون إلى هناك عن وعي وبصيرة ودراية .
ذاهبون إلى هناك وفق سنن إلهية ثابتة كانت لنا وستظل منهجية في التعامل مع أي واقع لصناعة المتغيرات ومواكبة الأحداث .
ذاهبون إلى هناك بإستشعار للمسؤولية ومن منطلق العبودية الكاملة لله العزيز القهار فهو وحده الذي أوصلنا إلى هنا وليست قراراتهم السياسية الداخلية منها أو الخارجية .
ذاهبون كحملة لمشروع إلهي وكُلّنا أمل في الله أن يوصلنا كمشروع وليس بالضرورة كأشخاص أو قوى .
لدينا قاعدة ونظرية تعلمناها من قادتنا وأعلام ديننا (( عينٌ على القرآن وعينٌ على الأحداث )) وعلى أساسها .. نعرف أين نحن الآن ، وإلى أين نريد الذهاب ، وكيف سنصل ، ومتى .
وصدق الله القائل { قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّه } .
- قرأت 2543 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ