رسالة الى شقيقي الشهيد !! : محمد عبد القدوس الشرعي

رسالة الى شقيقي الشهيد : الحسين بن عبدالقدوس الشرعي 

اخي الحسين ايها الغائب بجسدك الحاضر بروحك وذكراك الطيبة لقد سمعت ألحان رصاصك يغرد مع الطيور العائدة الى كل شبر طهره انصارالله في هذه الارض من جبروت وطغيان المتسلطين على رقاب المستضعفين ورأيت الجبال التي رافقت مداس قدميك ليلاً ، و حفظت همهمات تراتيلك العلوية و هناك عند موقع جبل العروس الذي استشهدت فيه يا عريس الجنه ، أخذني الذهول ، وضعت في وعورة التضاريس التي ارتسمت بأقدام المجاهدين , وعند مشارف مكانك الذي وهبت له عمرك ليكون لغيرك حراً مصاناً ، و سيجته بدمائك ، أقف و كلي فخر اني انتمي الى امة انجبت الأبطال الأشاوس مثلك .. و يغمرني العز أني اخاً لك . 
شقيقي وسند ظهري ومصدر عزي ورافع راسي أيها المجاهد الشهيد ، أيها السالك إلى الله طريق ذات الشوكة باطمئنان و يقين ، صمت عن الحياة الذليلة ، وصليت في محاريب الدشم و المواقع .. و قد حدثني الفجر و أنا أفتح ستائر الليل عن نافذتي ، أنه طالما انبلج من جبهتك النورانية و أنت مبحر في سجود طويل .. و أخبرني أنك تيممت من طهر نوره و أنت تقتحم متاريس المعتدين و صوتك يعلو بالتكبير ، حتى قضيت شهيداً برصاص غدر فتوضأ هو من دمك و افترش من جسدك سجادة صلاة يتقرب بها إلى الله .. 
اليك يا من ضحيت بدماك الزكية وروحك الطاهرة مجاهدا في سبيل ربك محتسبا الاجر منه مخلصا العمل له من اجل اعلا كملة الحق وجندت نفسك لتحقيق وعده في محكم كتابه بنصرة المستضعفين وايراثهم مشارق الارض ومغاربها 
اليك يا سيدي الشهيد تجرأت وخطت حروفي كلمات على استحيا منك لأنها تعرف مقامك العالي الذي لايمكن ان تحتويه جملي السطحية اكت هذه الرسالة :
سيدي الشهيد منذ ان استشهدت في اخر الحرب الرابعة في مواقع الدفاع والمواجهة والصمود والاستبسال تغيرت الاحداث وتسارعت , ومن الله على انصاره بانتصارات عظيمة وفتوحات كبيرة ودخل الناس مع الانصار افواجا 
حبيبي الشهيد دمائكم ايها السابقون قد اثمرت واريت بأم عيني ثمارها وقطفها زملائكم المنتظرون للالتحاق بركبكم 
سندي الشهيد اتذكر عندما عدت لزيارتنا الى حوث عقب الحرب الثالثة بفترة وكيف كانت الاوضاع حينها وحجم القلق الذي كنا نعيشه جراء تسلط اولاد الاحمر وتجبرهم ، وأتذكر جيدا وأنت تخبرني ان المجاهدين سيصلون الى حوث ويكسروا ذلك الصنم وينتصروا للمستضعفين .. هاهو كلامك اليوم قد تحقق ورجال الله دخلوا حوث وكسروا الصنم وبدخولهم اصبح الخوف امن والقلق سكينة واستبدلوا التسلط بالرحمة والترهيب بالترغيب وتنفس الناس حرية وافتك عنهم الطاغوت وهدمت دياره ولم يعد لهم فيها قرار او مكان 
نور عيني الشهيد ليتك حاضرا بجسدك معنا مثلما روحك حاضرة لتعيش تلك اللحظات التي لا يمكن وصفها عندما ابلغني رجال الله انهم وصلوا حوث هي لحظات لاتنسى وشعور لا يوصف انجلت فيها الغمة وأزيحت الكربة وتنفس المستضعفين حرية 
اخي الشهيد يصادف هذه الايام مناسبة اسبوع الشهيد الذي يحييه انصارالله كل عام احياءاً لذكراكم التي لاتنسى ايها الشهداء العظماء وأنا أود في هذه المناسبة ان اجدد العهد للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي الذي اخبرتني ذات يوم بأنه علم الهدى ووريث الانبياء ومصباح للدجى وطلبت مني اتباعه والتسليم له اود تجديد العهد لسيدي القائد ولك ولكل اخوانك المجاهدين المنتظرين بأن نظل في نفس الدرب الذي مضيت فيه وان نسير على نفس الخطئ مجندين انفسنا ومضحين بها في سبيل هذه المسيرة القرآنية العظيمة التي هي خط الولاية الممدود من الارض الى السماء حتى اخر قطرة من دمائنا مسلمين للسيد القائد وملتزمين بتوجيهات ومنتظرين للفوز بما فزت به ايها الشهيد واللحاق بركبك وركب السابقين في هذه المسيرة طالبين من الله ان يوفقنا ويسدد خطانا ويتقبل اعملنا ويجعلها خالصة لوجهه الكريم