ثورة استراتيجية

صحيح ان ما يجري في اليمن ثورة شعبية نقية صافية ضد نظام اهلك الحرث والنسل والانسان على مدى اكثر من ثلاثة عقود لكن الاحداث التي جرت قبلها وستجري بعدها هي احداث عميقة بمعنى الكلمة ستكون لها تداعياتها الكبيرة ليس كما يقول البعض على دول الخليج بل على المنطقة بكاملها وستكون سببا رئيسيا في تغيير المشهد العام في المنطقة

ليس ذلك مبالغة او نشوة انتصار الثورة لا بل وفق معطيات كثيرة منها ما هو جغرافي ومنها ما هو ديموغرافي ومنها ماهو سياسي وغيرها والاهم من هذا الثقافة التي اعتمد عليها اليمنيون في ثورتهم وتحركهم لصناعة مستقبلهم وتغيير واقعهم السئ

ما يحدث في اليمن استطيع القول والجزم بانه زلزال سيهز المنطقة ويكون له ارتدادات على مستوى انظمتها واشكال حكمها ولعل مراقبة تحركات الدول الاقليمية والدولية ودراساتها للظاهرة الجديدة في اليمن ومحاولة فهمها وما تعمله من خطوات لايقاف الثورة ومنع تحقيق اي مشروع بديل يستفيد منه الشعوب وانصباب اهتمامها الغير مسبوق بما يجري في اليمن ومتابعتها الدقيقة للاحداث خير دليل على ذلك

من جانب اخر نشاهد التحرك الجديد للعالم بقيادة امريكا بما تسميه الحلف الدولي لمواجهة داعش ونجد ان الكثير من بلدان المنطقة تكتوي يوميا بنار الفتنة المذهبية والطائفية ونجد ان بعض الدول دخلت في ازمات سياسية لا نهاية لها ولا افق لحلها ونجد بداية مؤشرات لتقسيم دول اخرى ونجد كشف المستور لاخرى بعلاقتها باسرائيل وخدمة مشروعها في المنطقة

كل ذلك تجاوزته اليمن !!! قد يقول الكثير كيف وما يحدث حاليا وميدانيا فيه هو بداية لتحقيق ما ذكرت ؟ اقول ان الاول وهو مشروع داعش انتهى استراتيجيا بهزيمته في كتاف وان الثاني وهو الفتنة المذهبية الطائفية قد تمكن اليمنيون من تجاوزها بالتلاحم بينهم قبل الثورة وخلال الثورة وان الثالث وهي الازمات السياسية فان اليمن باسقاط الظالمين والفاسدين والمتغطرسين قد انتهى عصر ازماتهم لا سيما والبديل الصحيح والمشروع الواسع والعميق لحياة الانسان موجود وقد بداء تطبيقه في بعض المحافظات وان الرابع وهو تقسيم اليمن فانا اؤكد ان الثورة ومن يقف خلفها هم الضمان الحقيقي وصمام الامان لبقاء اليمن موحدا بل ومتاخيا وسيشكل لوحة فريدة في التاخي والتعاون بين ابناءه وملامح هذا قد بداءات تلوح في الافق لكنها بانتظار ازالة صناع المعوقات  واما الاخير فنجد ان اليمن مثل حالة استثنائية في شعوب المنطقة والاسلامية بتكاتفه مع ابناء الشعب الفلسطيني في غزة اثناء العدوان الصهيوني الاخير عليهم وقدم اقوى رسالة لتحرير الاقصى بل وبداء يشكل خط ازالة للعدو الصهيوني من جسم الامة

وفوق كل هذا لا ننسى القيادة الحكيمة الاستثنائية للثورة التي ستكون خطواتها دروسا لشعوب المنطقة تستفيد منها في انعتاقها من الظلم والجبروت والطغيان 

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.